عائشة أبو مغيصب أول مديرة مركز شرطة في فلسطين مستوى الجريمة في فلسطين منخفض ولا توجد عندنا جرائم منظمة المستوطنات بؤر فساد وأراض خصبة لتفشي الجريمة

 حاورها : محمد توفيق أحمد كريزم

 

عائشة أبو مغيصب

أول مديرة مركز شرطة في فلسطين مستوى الجريمة في فلسطين منخفض ولا توجد عندنا جرائم منظمة

المستوطنات بؤر فساد وأراض خصبة لتفشي الجريمة


تولي السلطة الوطنية الفلسطينية الأمن الداخلي عناية كبيرة باعتباره دعامة الاستقرار في المجتمع والوطن ، وتعمل على توفير الأمن والأمان لكل مواطن كما تتخذ كافة الاجراءات والوسائل لمنع الجريمة قبل وقوعها كما تولي اهتماما كبيرا لاعداد الفرد ووضعه في المكان المناسب دون التفريق بين الرجال والنساء.

عائشة أبو مغيصيب أول امرأة تتبوأ منصب مدير مركز شرطة في فلسطين التقتها "وطني" وأجرت معها اللقاء التالي :

* بصفتك أول امرأة فلسطينية تتبوأ منصب مدير مركز شرطة في فلسطين ، ما هو الانطباع الذي تركه هذا المنصب لديك ؟

- في البداية كنت متخوفة جدا من التجربة ، وذلك الطبيعة التركيبة الاجتماعية التي تميز مجتمعنا ، وشعرت بنوع من الارتياب من مدى تفهم واستيعاب المواطنين لذلك ، ولكن تبين لي بعد مضي ستة شهور من قبولي لهذا المنصب بأن مجتمعنا راق جدة ويواكب التطورات الحضارية والتقاليد العصرية .

* الأخت عائشة من كوادر فتح البارزين سابقا واليوم قائدة مركز شرطة ، ما هو الاختلاف بين الحياة النضالية والحياة العسكرية حسب معايشتك لهما ؟

- لا يوجد اختلاف بينهما فالحياة النضالية كانت من أجل تحرير وطننا من الاحتلال ونیل شعبنا الفلسطيني لحقوقه والحياة العسكرية من أجل بناء دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وكلاهما مکمل للآخر ، فالاحتلال خلف وراءه تركة ثقيلة ودمارة في مختلف نواحي الحياة ، ومعركة البناء تحتاج الى نضال كبير لا يقل عن النضال في المرحلة السابقة ، أما النضال في الوقت الحالي والمستقبلي فهو أصعب مما سبق لأننا نخوض معركة استقلال دولة فلسطين ومعركة تحرير القدس .

*هل سيرتك النضالية كانت سببا في تقلدك لهذا المنصب أم هي كفاءتك ومؤهلاتك ؟.

- بالطبع لقد كان للسيرة النضالية والكفاءة في العمل دور في ترقيتي لهذا المنصب وهذا يعود أيضا لمساعدة الأخوة ضباط الشرطة والأخوة في الأجهزة الأمنية الذين كان لهم الفضل في رفع القدرة والكفاءة لدي وجعلي أهلا لهذا المنصب ، وبالنسبة لمؤهلاتي فأنا خريجة لغة عربية وأدرس القانون في الجامعة .

*الشرطة هي أكثر الأجهزة الأمنية التصاقا وتفاعلا مع المواطنين ، كيف ترین تجاوب الجمهور مع الشرطة ؟

- لا توجد مقارنة بين البدايات للسلطة بشكل عام وبين وضعها الآن ، فأداء الأجهزة الأمنية بما فيها الشرطة تحسن كثيرة ، وقد تجاوزنا العلاقة السلبية مع المواطنين في المرحلة الخطيرة السابقة حتى نحن رجال السلطة لم نستوعب تطبيق القانون في البداية ، فقد تعود المواطنون سابقاً على أخذ حقوقهم بأنفسهم وذلك لتغيب القانون ، أما اليوم فتغير الوضع كلية وهناك تعاون وثيق بين الشرطة والمواطنين فهي تعالج مشاكلهم اليومية وهمومهم المستعصية وهي في أغلبها مشاكل اجتماعية ونحن في الشرطة لا نلجأ في كل الأحوال لقوة القانون لحلها بل نلجأ في بعض منها الى العرف والعادة ، لأن مجتمعنا مجتمع عائلي وقبلي ، وهذا موضوع لا ينتقص من حق الشرطة بل العكس ، فنلجأ لرجال الاصلاح لمساعدتنا في حل بعض القضايا .

* تكلمنا عن علاقة المواطن بالشرطي ، ولكن علاقة الشرطي بالمواطن ، كيف تكون برأيك ؟.

- معظم أفراد الشرطة عندنا لم يتخرجوا من أكاديميات الشرطة ووجدوا أنفسهم فجأة يلبسون البدلة العسكرية ويحملون السلاح، وهذه مسألة كان | محرومة منها على مدى التاريخ مما جعل بعضهم يشعر بنوع من الاستعلاء ، كما أن جهل الشرطي في السابق بمواد القانون جعله لا يعرف واجبه تجاه الجمهور جيدة ، أما الآن فتجري اعادة تأهيل لجميع أفراد الشرطة وفق معايير ومقاییس مهنية ، واعتقد ان دورات التأهيل والمحاضرات المستمرة لقادة الشرطة وقادة التوجيه السياسي كان لها الأثر الايجابي الكبير ، فالشرطي يجب أن يفهم انه في خدمة المواطن وبالمقابل على المواطن أن يحترمه .

* محاربة الجريمة على رأس سلم أولويات عمل الشرطة ، فما هي استراتيجيتكم و للتصدي لها ؟.

- حقيقة لا توجد لدينا جريمة منظمة كما في دول العالم ، لدينا مشاكل عادية وجرائم ليست خطيرة بل ان مستوى الجريمة في فلسطين منخفض جداً ، ونحن كشرطة عملنا لا ينحصر فقط في القبض على الجاني أو الكشف عن خيوط الجريمة بل منع الجريمة قبل وقوعها وهذا ما يقوم به رجل المباحث .

كما أن وجود الدوريات الليلية يحد من جرائم السرقات ، والحواجز الثابتة والفجائية تحد من جرائم التهريب ، ونحاول بقدر المستطاع الحد من وقوع الجريمة، وذلك بفضل يقظة وحذر افراد وقيادة الشرطة بشكل عام .

*هل نستطيع القول ان الشرطة تفتقد الى العنصر النسائي ؟

- يوجد الكثير من الشرطيات يقمن بدورهن في ادارات متخصصة ، ولكن الشرطة تفتقد الى ضباط شرطة كبار من العنصر النسائي ، فبالنسبة للرتب الكبيرة لا توجد الان الا الأخت العقيد فاطمة البرناوي وأنا .

ذكرتي سابقا أن مجتمعنا بطبعه مجتمع عائلي وقبلي ومعظم جرائم الأخذ بالثأر ناتجة عن هذه القبلية والعائلية ، فكيف تواجهون ذلك ؟

- انها مسألة تراكمية وموضوع متوارث ومقيت جداً وأخذ الثأر عادة اجتماعية سيئة ومنحطة ، ومسألة أخذ الثأر كانت منذ عودة السلطة من ضمن اهتمامات السلطة التنفيذية والسياسية ، وهذا الموضوع  لا تهاون اطلاقا فيه ، خاصة وأن الرئيس أبو عمار أصدر توجيهات وتعليمات مشددة بالضرب بيد من حديد على كل مقترفي هذه الجرائم ، فمسألة أخذ القانون باليد ليست مقبولة لدينا بتاتا ، وهذا غير قابل للنقاش ونحن نعالج ذلك مع رجال الاصلاح خاصة وأنهم الأقدر والأفضل على حل مثل تلك القضايا بالطرق العشائرية ، وأريد أن أوضح أن جرائم أخذ الثأر عندنا ليست منتشرة بشكل واسع ، وهذا بفضل الرد الحاسم والسريع من قبل الهيئات التنفيذية والتشريعية والقضائية في السلطة الوطنية الفلسطينية ، والتحذير من عواقبها ومضاعفاتها منذ البداية وردع كل من يحاول التفكير بأخذ الثأر ، لأنه ليس من حق أي انسان أخذ القانون بیده ، فالمتضرر يلجأ للقانون ، والقانون سید الجميع ، أقول لا رحمة ولا تهاون بحق مرتكبي جرائم أخذ الثأر .

* بالنسبة لقضايا وجرائم الشرف ، حتى الآن لا توجد لها معالجات جذرية ، فلماذا حسب رأيك ؟

- الجرائم الخاصة بالشرف موضوع شائك ومعقد ، فحالات التلبس بالقتل على خلفية شرف العائلة تعالج بشكل مخفف حسب القانون ، فلا يستطيع المواطن أن يتحكم بنفسه عندما يجد ما يخل بشرفه أو بشرف عائلته ، ولكن بالنسبة للجرائم التي ترتكب لمجرد الشبهات يتم التعامل معها على أساس أنها جرائم قتل العمد ، ومن وجهة نظري فان ضحايا جرائم الشرف من الفتيات ، وفي مثل تلك الجرائم يكون دائما شرکاء للفتاة، فلماذا لا تتم معاقبتهم بنفس العقاب ، لذلك أرى انه يجب اعادة النظر بهذا الموضوع ، ويجب معاقبة الطرفين في جرائم الشرف وبالنسبة لذبح أو قتل الفتاة فلا اعتقد ان هذا يبيض وينصع الشرف ، أو يذهب العار الذي لحق بالعائلة ، وللأسف القانون يخفف من معاقبة الجانب في مثل تلك الجرائم .

*ما هي المخاوف التي يثيرها وجود المستوطنات على صعيد انتشار الجريمة في محافظات غزة ؟

- بقاء المستوطنات في الضفة وغزة يزيد من انتشار الجريمة وهي تعتبر بحق بؤرة للفساد وأرضا خصبة لتفشي الجرائم بأنواعها ، فمثلا المستوطنات تحوي مزارع البانجو والأفيون وأيضا في الأراضي المحيطة بها ، خاصة منطقة المواصي التي لا يحق لنا الوصول لها بحرية بل يحتاج الأمر للتنسيق مع الطرف الآخر ، وفي مثل تلك الحالات يعتبر أي تأخير بالملاحقة والمطاردة بمثابة فشل كبير لمهامنا ، فنحن لا نستطيع متابعة الجرائم والقضايا التي تحدث في المنطقة الصفراء ، التي تقع داخلها جرائم المخدرات وعمليات تهريب المواد الغذائية الفاسدة والمشروبات الكحولية التي تتم بمساعدة المستوطنين وتحت أعين الجيش الاسرائيلي الذي يقوم بتسهيل عمليات التهريب من والى محافظات غزة، وفي كثير من الأحيان يقوم المستوطنون بتوصيل المواد المهربة إلى منطقة آمنة ولكن رجالنا يقومون بضبطهم في المناطق الخاضعة لنا وأصبحت عمليات التهريب من المستوطنات الى غزة منظمة جداً بين مجرمين محليين ومجرمين يهود حتى أن سرقة السيارات أصبحت أكثر تنظيما عما سبق .

حاورها : محمد توفيق أحمد كريزم     عائشة أبو مغيصب  أول مديرة مركز شرطة في فلسطين مستوى الجريمة في فلسطين منخفض ولا توجد عندنا جرائم منظمة  المستوطنات بؤر فساد وأراض خصبة لتفشي الجريمة    تولي السلطة الوطنية الفلسطينية الأمن الداخلي عناية كبيرة باعتباره دعامة الاستقرار في المجتمع والوطن ، وتعمل على توفير الأمن والأمان لكل مواطن كما تتخذ كافة الاجراءات والوسائل لمنع الجريمة قبل وقوعها كما تولي اهتماما كبيرا لاعداد الفرد ووضعه في المكان المناسب دون التفريق بين الرجال والنساء.  عائشة أبو مغيصيب أول امرأة تتبوأ منصب مدير مركز شرطة في فلسطين التقتها "وطني" وأجرت معها اللقاء التالي :  * بصفتك أول امرأة فلسطينية تتبوأ منصب مدير مركز شرطة في فلسطين ، ما هو الانطباع الذي تركه هذا المنصب لديك ؟  - في البداية كنت متخوفة جدا من التجربة ، وذلك الطبيعة التركيبة الاجتماعية التي تميز مجتمعنا ، وشعرت بنوع من الارتياب من مدى تفهم واستيعاب المواطنين لذلك ، ولكن تبين لي بعد مضي ستة شهور من قبولي لهذا المنصب بأن مجتمعنا راق جدة ويواكب التطورات الحضارية والتقاليد العصرية .  * الأخت عائشة من كوادر فتح البارزين سابقا واليوم قائدة مركز شرطة ، ما هو الاختلاف بين الحياة النضالية والحياة العسكرية حسب معايشتك لهما ؟  - لا يوجد اختلاف بينهما فالحياة النضالية كانت من أجل تحرير وطننا من الاحتلال ونیل شعبنا الفلسطيني لحقوقه والحياة العسكرية من أجل بناء دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وكلاهما مکمل للآخر ، فالاحتلال خلف وراءه تركة ثقيلة ودمارة في مختلف نواحي الحياة ، ومعركة البناء تحتاج الى نضال كبير لا يقل عن النضال في المرحلة السابقة ، أما النضال في الوقت الحالي والمستقبلي فهو أصعب مما سبق لأننا نخوض معركة استقلال دولة فلسطين ومعركة تحرير القدس .  *هل سيرتك النضالية كانت سببا في تقلدك لهذا المنصب أم هي كفاءتك ومؤهلاتك ؟.  - بالطبع لقد كان للسيرة النضالية والكفاءة في العمل دور في ترقيتي لهذا المنصب وهذا يعود أيضا لمساعدة الأخوة ضباط الشرطة والأخوة في الأجهزة الأمنية الذين كان لهم الفضل في رفع القدرة والكفاءة لدي وجعلي أهلا لهذا المنصب ، وبالنسبة لمؤهلاتي فأنا خريجة لغة عربية وأدرس القانون في الجامعة .  *الشرطة هي أكثر الأجهزة الأمنية التصاقا وتفاعلا مع المواطنين ، كيف ترین تجاوب الجمهور مع الشرطة ؟  - لا توجد مقارنة بين البدايات للسلطة بشكل عام وبين وضعها الآن ، فأداء الأجهزة الأمنية بما فيها الشرطة تحسن كثيرة ، وقد تجاوزنا العلاقة السلبية مع المواطنين في المرحلة الخطيرة السابقة حتى نحن رجال السلطة لم نستوعب تطبيق القانون في البداية ، فقد تعود المواطنون سابقاً على أخذ حقوقهم بأنفسهم وذلك لتغيب القانون ، أما اليوم فتغير الوضع كلية وهناك تعاون وثيق بين الشرطة والمواطنين فهي تعالج مشاكلهم اليومية وهمومهم المستعصية وهي في أغلبها مشاكل اجتماعية ونحن في الشرطة لا نلجأ في كل الأحوال لقوة القانون لحلها بل نلجأ في بعض منها الى العرف والعادة ، لأن مجتمعنا مجتمع عائلي وقبلي ، وهذا موضوع لا ينتقص من حق الشرطة بل العكس ، فنلجأ لرجال الاصلاح لمساعدتنا في حل بعض القضايا .  * تكلمنا عن علاقة المواطن بالشرطي ، ولكن علاقة الشرطي بالمواطن ، كيف تكون برأيك ؟.  - معظم أفراد الشرطة عندنا لم يتخرجوا من أكاديميات الشرطة ووجدوا أنفسهم فجأة يلبسون البدلة العسكرية ويحملون السلاح، وهذه مسألة كان | محرومة منها على مدى التاريخ مما جعل بعضهم يشعر بنوع من الاستعلاء ، كما أن جهل الشرطي في السابق بمواد القانون جعله لا يعرف واجبه تجاه الجمهور جيدة ، أما الآن فتجري اعادة تأهيل لجميع أفراد الشرطة وفق معايير ومقاییس مهنية ، واعتقد ان دورات التأهيل والمحاضرات المستمرة لقادة الشرطة وقادة التوجيه السياسي كان لها الأثر الايجابي الكبير ، فالشرطي يجب أن يفهم انه في خدمة المواطن وبالمقابل على المواطن أن يحترمه .  * محاربة الجريمة على رأس سلم أولويات عمل الشرطة ، فما هي استراتيجيتكم و للتصدي لها ؟.  - حقيقة لا توجد لدينا جريمة منظمة كما في دول العالم ، لدينا مشاكل عادية وجرائم ليست خطيرة بل ان مستوى الجريمة في فلسطين منخفض جداً ، ونحن كشرطة عملنا لا ينحصر فقط في القبض على الجاني أو الكشف عن خيوط الجريمة بل منع الجريمة قبل وقوعها وهذا ما يقوم به رجل المباحث .  كما أن وجود الدوريات الليلية يحد من جرائم السرقات ، والحواجز الثابتة والفجائية تحد من جرائم التهريب ، ونحاول بقدر المستطاع الحد من وقوع الجريمة، وذلك بفضل يقظة وحذر افراد وقيادة الشرطة بشكل عام .  *هل نستطيع القول ان الشرطة تفتقد الى العنصر النسائي ؟  - يوجد الكثير من الشرطيات يقمن بدورهن في ادارات متخصصة ، ولكن الشرطة تفتقد الى ضباط شرطة كبار من العنصر النسائي ، فبالنسبة للرتب الكبيرة لا توجد الان الا الأخت العقيد فاطمة البرناوي وأنا .  ذكرتي سابقا أن مجتمعنا بطبعه مجتمع عائلي وقبلي ومعظم جرائم الأخذ بالثأر ناتجة عن هذه القبلية والعائلية ، فكيف تواجهون ذلك ؟  - انها مسألة تراكمية وموضوع متوارث ومقيت جداً وأخذ الثأر عادة اجتماعية سيئة ومنحطة ، ومسألة أخذ الثأر كانت منذ عودة السلطة من ضمن اهتمامات السلطة التنفيذية والسياسية ، وهذا الموضوع  لا تهاون اطلاقا فيه ، خاصة وأن الرئيس أبو عمار أصدر توجيهات وتعليمات مشددة بالضرب بيد من حديد على كل مقترفي هذه الجرائم ، فمسألة أخذ القانون باليد ليست مقبولة لدينا بتاتا ، وهذا غير قابل للنقاش ونحن نعالج ذلك مع رجال الاصلاح خاصة وأنهم الأقدر والأفضل على حل مثل تلك القضايا بالطرق العشائرية ، وأريد أن أوضح أن جرائم أخذ الثأر عندنا ليست منتشرة بشكل واسع ، وهذا بفضل الرد الحاسم والسريع من قبل الهيئات التنفيذية والتشريعية والقضائية في السلطة الوطنية الفلسطينية ، والتحذير من عواقبها ومضاعفاتها منذ البداية وردع كل من يحاول التفكير بأخذ الثأر ، لأنه ليس من حق أي انسان أخذ القانون بیده ، فالمتضرر يلجأ للقانون ، والقانون سید الجميع ، أقول لا رحمة ولا تهاون بحق مرتكبي جرائم أخذ الثأر .  * بالنسبة لقضايا وجرائم الشرف ، حتى الآن لا توجد لها معالجات جذرية ، فلماذا حسب رأيك ؟  - الجرائم الخاصة بالشرف موضوع شائك ومعقد ، فحالات التلبس بالقتل على خلفية شرف العائلة تعالج بشكل مخفف حسب القانون ، فلا يستطيع المواطن أن يتحكم بنفسه عندما يجد ما يخل بشرفه أو بشرف عائلته ، ولكن بالنسبة للجرائم التي ترتكب لمجرد الشبهات يتم التعامل معها على أساس أنها جرائم قتل العمد ، ومن وجهة نظري فان ضحايا جرائم الشرف من الفتيات ، وفي مثل تلك الجرائم يكون دائما شرکاء للفتاة، فلماذا لا تتم معاقبتهم بنفس العقاب ، لذلك أرى انه يجب اعادة النظر بهذا الموضوع ، ويجب معاقبة الطرفين في جرائم الشرف وبالنسبة لذبح أو قتل الفتاة فلا اعتقد ان هذا يبيض وينصع الشرف ، أو يذهب العار الذي لحق بالعائلة ، وللأسف القانون يخفف من معاقبة الجانب في مثل تلك الجرائم .  *ما هي المخاوف التي يثيرها وجود المستوطنات على صعيد انتشار الجريمة في محافظات غزة ؟  - بقاء المستوطنات في الضفة وغزة يزيد من انتشار الجريمة وهي تعتبر بحق بؤرة للفساد وأرضا خصبة لتفشي الجرائم بأنواعها ، فمثلا المستوطنات تحوي مزارع البانجو والأفيون وأيضا في الأراضي المحيطة بها ، خاصة منطقة المواصي التي لا يحق لنا الوصول لها بحرية بل يحتاج الأمر للتنسيق مع الطرف الآخر ، وفي مثل تلك الحالات يعتبر أي تأخير بالملاحقة والمطاردة بمثابة فشل كبير لمهامنا ، فنحن لا نستطيع متابعة الجرائم والقضايا التي تحدث في المنطقة الصفراء ، التي تقع داخلها جرائم المخدرات وعمليات تهريب المواد الغذائية الفاسدة والمشروبات الكحولية التي تتم بمساعدة المستوطنين وتحت أعين الجيش الاسرائيلي الذي يقوم بتسهيل عمليات التهريب من والى محافظات غزة، وفي كثير من الأحيان يقوم المستوطنون بتوصيل المواد المهربة إلى منطقة آمنة ولكن رجالنا يقومون بضبطهم في المناطق الخاضعة لنا وأصبحت عمليات التهريب من المستوطنات الى غزة منظمة جداً بين مجرمين محليين ومجرمين يهود حتى أن سرقة السيارات أصبحت أكثر تنظيما عما سبق .           نشر - بتاريخ -  1997 - مجلة وطني - عدد 17


حاورها : محمد توفيق أحمد كريزم     عائشة أبو مغيصب  أول مديرة مركز شرطة في فلسطين مستوى الجريمة في فلسطين منخفض ولا توجد عندنا جرائم منظمة  المستوطنات بؤر فساد وأراض خصبة لتفشي الجريمة    تولي السلطة الوطنية الفلسطينية الأمن الداخلي عناية كبيرة باعتباره دعامة الاستقرار في المجتمع والوطن ، وتعمل على توفير الأمن والأمان لكل مواطن كما تتخذ كافة الاجراءات والوسائل لمنع الجريمة قبل وقوعها كما تولي اهتماما كبيرا لاعداد الفرد ووضعه في المكان المناسب دون التفريق بين الرجال والنساء.  عائشة أبو مغيصيب أول امرأة تتبوأ منصب مدير مركز شرطة في فلسطين التقتها "وطني" وأجرت معها اللقاء التالي :  * بصفتك أول امرأة فلسطينية تتبوأ منصب مدير مركز شرطة في فلسطين ، ما هو الانطباع الذي تركه هذا المنصب لديك ؟  - في البداية كنت متخوفة جدا من التجربة ، وذلك الطبيعة التركيبة الاجتماعية التي تميز مجتمعنا ، وشعرت بنوع من الارتياب من مدى تفهم واستيعاب المواطنين لذلك ، ولكن تبين لي بعد مضي ستة شهور من قبولي لهذا المنصب بأن مجتمعنا راق جدة ويواكب التطورات الحضارية والتقاليد العصرية .  * الأخت عائشة من كوادر فتح البارزين سابقا واليوم قائدة مركز شرطة ، ما هو الاختلاف بين الحياة النضالية والحياة العسكرية حسب معايشتك لهما ؟  - لا يوجد اختلاف بينهما فالحياة النضالية كانت من أجل تحرير وطننا من الاحتلال ونیل شعبنا الفلسطيني لحقوقه والحياة العسكرية من أجل بناء دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وكلاهما مکمل للآخر ، فالاحتلال خلف وراءه تركة ثقيلة ودمارة في مختلف نواحي الحياة ، ومعركة البناء تحتاج الى نضال كبير لا يقل عن النضال في المرحلة السابقة ، أما النضال في الوقت الحالي والمستقبلي فهو أصعب مما سبق لأننا نخوض معركة استقلال دولة فلسطين ومعركة تحرير القدس .  *هل سيرتك النضالية كانت سببا في تقلدك لهذا المنصب أم هي كفاءتك ومؤهلاتك ؟.  - بالطبع لقد كان للسيرة النضالية والكفاءة في العمل دور في ترقيتي لهذا المنصب وهذا يعود أيضا لمساعدة الأخوة ضباط الشرطة والأخوة في الأجهزة الأمنية الذين كان لهم الفضل في رفع القدرة والكفاءة لدي وجعلي أهلا لهذا المنصب ، وبالنسبة لمؤهلاتي فأنا خريجة لغة عربية وأدرس القانون في الجامعة .  *الشرطة هي أكثر الأجهزة الأمنية التصاقا وتفاعلا مع المواطنين ، كيف ترین تجاوب الجمهور مع الشرطة ؟  - لا توجد مقارنة بين البدايات للسلطة بشكل عام وبين وضعها الآن ، فأداء الأجهزة الأمنية بما فيها الشرطة تحسن كثيرة ، وقد تجاوزنا العلاقة السلبية مع المواطنين في المرحلة الخطيرة السابقة حتى نحن رجال السلطة لم نستوعب تطبيق القانون في البداية ، فقد تعود المواطنون سابقاً على أخذ حقوقهم بأنفسهم وذلك لتغيب القانون ، أما اليوم فتغير الوضع كلية وهناك تعاون وثيق بين الشرطة والمواطنين فهي تعالج مشاكلهم اليومية وهمومهم المستعصية وهي في أغلبها مشاكل اجتماعية ونحن في الشرطة لا نلجأ في كل الأحوال لقوة القانون لحلها بل نلجأ في بعض منها الى العرف والعادة ، لأن مجتمعنا مجتمع عائلي وقبلي ، وهذا موضوع لا ينتقص من حق الشرطة بل العكس ، فنلجأ لرجال الاصلاح لمساعدتنا في حل بعض القضايا .  * تكلمنا عن علاقة المواطن بالشرطي ، ولكن علاقة الشرطي بالمواطن ، كيف تكون برأيك ؟.  - معظم أفراد الشرطة عندنا لم يتخرجوا من أكاديميات الشرطة ووجدوا أنفسهم فجأة يلبسون البدلة العسكرية ويحملون السلاح، وهذه مسألة كان | محرومة منها على مدى التاريخ مما جعل بعضهم يشعر بنوع من الاستعلاء ، كما أن جهل الشرطي في السابق بمواد القانون جعله لا يعرف واجبه تجاه الجمهور جيدة ، أما الآن فتجري اعادة تأهيل لجميع أفراد الشرطة وفق معايير ومقاییس مهنية ، واعتقد ان دورات التأهيل والمحاضرات المستمرة لقادة الشرطة وقادة التوجيه السياسي كان لها الأثر الايجابي الكبير ، فالشرطي يجب أن يفهم انه في خدمة المواطن وبالمقابل على المواطن أن يحترمه .  * محاربة الجريمة على رأس سلم أولويات عمل الشرطة ، فما هي استراتيجيتكم و للتصدي لها ؟.  - حقيقة لا توجد لدينا جريمة منظمة كما في دول العالم ، لدينا مشاكل عادية وجرائم ليست خطيرة بل ان مستوى الجريمة في فلسطين منخفض جداً ، ونحن كشرطة عملنا لا ينحصر فقط في القبض على الجاني أو الكشف عن خيوط الجريمة بل منع الجريمة قبل وقوعها وهذا ما يقوم به رجل المباحث .  كما أن وجود الدوريات الليلية يحد من جرائم السرقات ، والحواجز الثابتة والفجائية تحد من جرائم التهريب ، ونحاول بقدر المستطاع الحد من وقوع الجريمة، وذلك بفضل يقظة وحذر افراد وقيادة الشرطة بشكل عام .  *هل نستطيع القول ان الشرطة تفتقد الى العنصر النسائي ؟  - يوجد الكثير من الشرطيات يقمن بدورهن في ادارات متخصصة ، ولكن الشرطة تفتقد الى ضباط شرطة كبار من العنصر النسائي ، فبالنسبة للرتب الكبيرة لا توجد الان الا الأخت العقيد فاطمة البرناوي وأنا .  ذكرتي سابقا أن مجتمعنا بطبعه مجتمع عائلي وقبلي ومعظم جرائم الأخذ بالثأر ناتجة عن هذه القبلية والعائلية ، فكيف تواجهون ذلك ؟  - انها مسألة تراكمية وموضوع متوارث ومقيت جداً وأخذ الثأر عادة اجتماعية سيئة ومنحطة ، ومسألة أخذ الثأر كانت منذ عودة السلطة من ضمن اهتمامات السلطة التنفيذية والسياسية ، وهذا الموضوع  لا تهاون اطلاقا فيه ، خاصة وأن الرئيس أبو عمار أصدر توجيهات وتعليمات مشددة بالضرب بيد من حديد على كل مقترفي هذه الجرائم ، فمسألة أخذ القانون باليد ليست مقبولة لدينا بتاتا ، وهذا غير قابل للنقاش ونحن نعالج ذلك مع رجال الاصلاح خاصة وأنهم الأقدر والأفضل على حل مثل تلك القضايا بالطرق العشائرية ، وأريد أن أوضح أن جرائم أخذ الثأر عندنا ليست منتشرة بشكل واسع ، وهذا بفضل الرد الحاسم والسريع من قبل الهيئات التنفيذية والتشريعية والقضائية في السلطة الوطنية الفلسطينية ، والتحذير من عواقبها ومضاعفاتها منذ البداية وردع كل من يحاول التفكير بأخذ الثأر ، لأنه ليس من حق أي انسان أخذ القانون بیده ، فالمتضرر يلجأ للقانون ، والقانون سید الجميع ، أقول لا رحمة ولا تهاون بحق مرتكبي جرائم أخذ الثأر .  * بالنسبة لقضايا وجرائم الشرف ، حتى الآن لا توجد لها معالجات جذرية ، فلماذا حسب رأيك ؟  - الجرائم الخاصة بالشرف موضوع شائك ومعقد ، فحالات التلبس بالقتل على خلفية شرف العائلة تعالج بشكل مخفف حسب القانون ، فلا يستطيع المواطن أن يتحكم بنفسه عندما يجد ما يخل بشرفه أو بشرف عائلته ، ولكن بالنسبة للجرائم التي ترتكب لمجرد الشبهات يتم التعامل معها على أساس أنها جرائم قتل العمد ، ومن وجهة نظري فان ضحايا جرائم الشرف من الفتيات ، وفي مثل تلك الجرائم يكون دائما شرکاء للفتاة، فلماذا لا تتم معاقبتهم بنفس العقاب ، لذلك أرى انه يجب اعادة النظر بهذا الموضوع ، ويجب معاقبة الطرفين في جرائم الشرف وبالنسبة لذبح أو قتل الفتاة فلا اعتقد ان هذا يبيض وينصع الشرف ، أو يذهب العار الذي لحق بالعائلة ، وللأسف القانون يخفف من معاقبة الجانب في مثل تلك الجرائم .  *ما هي المخاوف التي يثيرها وجود المستوطنات على صعيد انتشار الجريمة في محافظات غزة ؟  - بقاء المستوطنات في الضفة وغزة يزيد من انتشار الجريمة وهي تعتبر بحق بؤرة للفساد وأرضا خصبة لتفشي الجرائم بأنواعها ، فمثلا المستوطنات تحوي مزارع البانجو والأفيون وأيضا في الأراضي المحيطة بها ، خاصة منطقة المواصي التي لا يحق لنا الوصول لها بحرية بل يحتاج الأمر للتنسيق مع الطرف الآخر ، وفي مثل تلك الحالات يعتبر أي تأخير بالملاحقة والمطاردة بمثابة فشل كبير لمهامنا ، فنحن لا نستطيع متابعة الجرائم والقضايا التي تحدث في المنطقة الصفراء ، التي تقع داخلها جرائم المخدرات وعمليات تهريب المواد الغذائية الفاسدة والمشروبات الكحولية التي تتم بمساعدة المستوطنين وتحت أعين الجيش الاسرائيلي الذي يقوم بتسهيل عمليات التهريب من والى محافظات غزة، وفي كثير من الأحيان يقوم المستوطنون بتوصيل المواد المهربة إلى منطقة آمنة ولكن رجالنا يقومون بضبطهم في المناطق الخاضعة لنا وأصبحت عمليات التهريب من المستوطنات الى غزة منظمة جداً بين مجرمين محليين ومجرمين يهود حتى أن سرقة السيارات أصبحت أكثر تنظيما عما سبق .           نشر - بتاريخ -  1997 - مجلة وطني - عدد 17

حاورها : محمد توفيق أحمد كريزم     عائشة أبو مغيصب  أول مديرة مركز شرطة في فلسطين مستوى الجريمة في فلسطين منخفض ولا توجد عندنا جرائم منظمة  المستوطنات بؤر فساد وأراض خصبة لتفشي الجريمة    تولي السلطة الوطنية الفلسطينية الأمن الداخلي عناية كبيرة باعتباره دعامة الاستقرار في المجتمع والوطن ، وتعمل على توفير الأمن والأمان لكل مواطن كما تتخذ كافة الاجراءات والوسائل لمنع الجريمة قبل وقوعها كما تولي اهتماما كبيرا لاعداد الفرد ووضعه في المكان المناسب دون التفريق بين الرجال والنساء.  عائشة أبو مغيصيب أول امرأة تتبوأ منصب مدير مركز شرطة في فلسطين التقتها "وطني" وأجرت معها اللقاء التالي :  * بصفتك أول امرأة فلسطينية تتبوأ منصب مدير مركز شرطة في فلسطين ، ما هو الانطباع الذي تركه هذا المنصب لديك ؟  - في البداية كنت متخوفة جدا من التجربة ، وذلك الطبيعة التركيبة الاجتماعية التي تميز مجتمعنا ، وشعرت بنوع من الارتياب من مدى تفهم واستيعاب المواطنين لذلك ، ولكن تبين لي بعد مضي ستة شهور من قبولي لهذا المنصب بأن مجتمعنا راق جدة ويواكب التطورات الحضارية والتقاليد العصرية .  * الأخت عائشة من كوادر فتح البارزين سابقا واليوم قائدة مركز شرطة ، ما هو الاختلاف بين الحياة النضالية والحياة العسكرية حسب معايشتك لهما ؟  - لا يوجد اختلاف بينهما فالحياة النضالية كانت من أجل تحرير وطننا من الاحتلال ونیل شعبنا الفلسطيني لحقوقه والحياة العسكرية من أجل بناء دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وكلاهما مکمل للآخر ، فالاحتلال خلف وراءه تركة ثقيلة ودمارة في مختلف نواحي الحياة ، ومعركة البناء تحتاج الى نضال كبير لا يقل عن النضال في المرحلة السابقة ، أما النضال في الوقت الحالي والمستقبلي فهو أصعب مما سبق لأننا نخوض معركة استقلال دولة فلسطين ومعركة تحرير القدس .  *هل سيرتك النضالية كانت سببا في تقلدك لهذا المنصب أم هي كفاءتك ومؤهلاتك ؟.  - بالطبع لقد كان للسيرة النضالية والكفاءة في العمل دور في ترقيتي لهذا المنصب وهذا يعود أيضا لمساعدة الأخوة ضباط الشرطة والأخوة في الأجهزة الأمنية الذين كان لهم الفضل في رفع القدرة والكفاءة لدي وجعلي أهلا لهذا المنصب ، وبالنسبة لمؤهلاتي فأنا خريجة لغة عربية وأدرس القانون في الجامعة .  *الشرطة هي أكثر الأجهزة الأمنية التصاقا وتفاعلا مع المواطنين ، كيف ترین تجاوب الجمهور مع الشرطة ؟  - لا توجد مقارنة بين البدايات للسلطة بشكل عام وبين وضعها الآن ، فأداء الأجهزة الأمنية بما فيها الشرطة تحسن كثيرة ، وقد تجاوزنا العلاقة السلبية مع المواطنين في المرحلة الخطيرة السابقة حتى نحن رجال السلطة لم نستوعب تطبيق القانون في البداية ، فقد تعود المواطنون سابقاً على أخذ حقوقهم بأنفسهم وذلك لتغيب القانون ، أما اليوم فتغير الوضع كلية وهناك تعاون وثيق بين الشرطة والمواطنين فهي تعالج مشاكلهم اليومية وهمومهم المستعصية وهي في أغلبها مشاكل اجتماعية ونحن في الشرطة لا نلجأ في كل الأحوال لقوة القانون لحلها بل نلجأ في بعض منها الى العرف والعادة ، لأن مجتمعنا مجتمع عائلي وقبلي ، وهذا موضوع لا ينتقص من حق الشرطة بل العكس ، فنلجأ لرجال الاصلاح لمساعدتنا في حل بعض القضايا .  * تكلمنا عن علاقة المواطن بالشرطي ، ولكن علاقة الشرطي بالمواطن ، كيف تكون برأيك ؟.  - معظم أفراد الشرطة عندنا لم يتخرجوا من أكاديميات الشرطة ووجدوا أنفسهم فجأة يلبسون البدلة العسكرية ويحملون السلاح، وهذه مسألة كان | محرومة منها على مدى التاريخ مما جعل بعضهم يشعر بنوع من الاستعلاء ، كما أن جهل الشرطي في السابق بمواد القانون جعله لا يعرف واجبه تجاه الجمهور جيدة ، أما الآن فتجري اعادة تأهيل لجميع أفراد الشرطة وفق معايير ومقاییس مهنية ، واعتقد ان دورات التأهيل والمحاضرات المستمرة لقادة الشرطة وقادة التوجيه السياسي كان لها الأثر الايجابي الكبير ، فالشرطي يجب أن يفهم انه في خدمة المواطن وبالمقابل على المواطن أن يحترمه .  * محاربة الجريمة على رأس سلم أولويات عمل الشرطة ، فما هي استراتيجيتكم و للتصدي لها ؟.  - حقيقة لا توجد لدينا جريمة منظمة كما في دول العالم ، لدينا مشاكل عادية وجرائم ليست خطيرة بل ان مستوى الجريمة في فلسطين منخفض جداً ، ونحن كشرطة عملنا لا ينحصر فقط في القبض على الجاني أو الكشف عن خيوط الجريمة بل منع الجريمة قبل وقوعها وهذا ما يقوم به رجل المباحث .  كما أن وجود الدوريات الليلية يحد من جرائم السرقات ، والحواجز الثابتة والفجائية تحد من جرائم التهريب ، ونحاول بقدر المستطاع الحد من وقوع الجريمة، وذلك بفضل يقظة وحذر افراد وقيادة الشرطة بشكل عام .  *هل نستطيع القول ان الشرطة تفتقد الى العنصر النسائي ؟  - يوجد الكثير من الشرطيات يقمن بدورهن في ادارات متخصصة ، ولكن الشرطة تفتقد الى ضباط شرطة كبار من العنصر النسائي ، فبالنسبة للرتب الكبيرة لا توجد الان الا الأخت العقيد فاطمة البرناوي وأنا .  ذكرتي سابقا أن مجتمعنا بطبعه مجتمع عائلي وقبلي ومعظم جرائم الأخذ بالثأر ناتجة عن هذه القبلية والعائلية ، فكيف تواجهون ذلك ؟  - انها مسألة تراكمية وموضوع متوارث ومقيت جداً وأخذ الثأر عادة اجتماعية سيئة ومنحطة ، ومسألة أخذ الثأر كانت منذ عودة السلطة من ضمن اهتمامات السلطة التنفيذية والسياسية ، وهذا الموضوع  لا تهاون اطلاقا فيه ، خاصة وأن الرئيس أبو عمار أصدر توجيهات وتعليمات مشددة بالضرب بيد من حديد على كل مقترفي هذه الجرائم ، فمسألة أخذ القانون باليد ليست مقبولة لدينا بتاتا ، وهذا غير قابل للنقاش ونحن نعالج ذلك مع رجال الاصلاح خاصة وأنهم الأقدر والأفضل على حل مثل تلك القضايا بالطرق العشائرية ، وأريد أن أوضح أن جرائم أخذ الثأر عندنا ليست منتشرة بشكل واسع ، وهذا بفضل الرد الحاسم والسريع من قبل الهيئات التنفيذية والتشريعية والقضائية في السلطة الوطنية الفلسطينية ، والتحذير من عواقبها ومضاعفاتها منذ البداية وردع كل من يحاول التفكير بأخذ الثأر ، لأنه ليس من حق أي انسان أخذ القانون بیده ، فالمتضرر يلجأ للقانون ، والقانون سید الجميع ، أقول لا رحمة ولا تهاون بحق مرتكبي جرائم أخذ الثأر .  * بالنسبة لقضايا وجرائم الشرف ، حتى الآن لا توجد لها معالجات جذرية ، فلماذا حسب رأيك ؟  - الجرائم الخاصة بالشرف موضوع شائك ومعقد ، فحالات التلبس بالقتل على خلفية شرف العائلة تعالج بشكل مخفف حسب القانون ، فلا يستطيع المواطن أن يتحكم بنفسه عندما يجد ما يخل بشرفه أو بشرف عائلته ، ولكن بالنسبة للجرائم التي ترتكب لمجرد الشبهات يتم التعامل معها على أساس أنها جرائم قتل العمد ، ومن وجهة نظري فان ضحايا جرائم الشرف من الفتيات ، وفي مثل تلك الجرائم يكون دائما شرکاء للفتاة، فلماذا لا تتم معاقبتهم بنفس العقاب ، لذلك أرى انه يجب اعادة النظر بهذا الموضوع ، ويجب معاقبة الطرفين في جرائم الشرف وبالنسبة لذبح أو قتل الفتاة فلا اعتقد ان هذا يبيض وينصع الشرف ، أو يذهب العار الذي لحق بالعائلة ، وللأسف القانون يخفف من معاقبة الجانب في مثل تلك الجرائم .  *ما هي المخاوف التي يثيرها وجود المستوطنات على صعيد انتشار الجريمة في محافظات غزة ؟  - بقاء المستوطنات في الضفة وغزة يزيد من انتشار الجريمة وهي تعتبر بحق بؤرة للفساد وأرضا خصبة لتفشي الجرائم بأنواعها ، فمثلا المستوطنات تحوي مزارع البانجو والأفيون وأيضا في الأراضي المحيطة بها ، خاصة منطقة المواصي التي لا يحق لنا الوصول لها بحرية بل يحتاج الأمر للتنسيق مع الطرف الآخر ، وفي مثل تلك الحالات يعتبر أي تأخير بالملاحقة والمطاردة بمثابة فشل كبير لمهامنا ، فنحن لا نستطيع متابعة الجرائم والقضايا التي تحدث في المنطقة الصفراء ، التي تقع داخلها جرائم المخدرات وعمليات تهريب المواد الغذائية الفاسدة والمشروبات الكحولية التي تتم بمساعدة المستوطنين وتحت أعين الجيش الاسرائيلي الذي يقوم بتسهيل عمليات التهريب من والى محافظات غزة، وفي كثير من الأحيان يقوم المستوطنون بتوصيل المواد المهربة إلى منطقة آمنة ولكن رجالنا يقومون بضبطهم في المناطق الخاضعة لنا وأصبحت عمليات التهريب من المستوطنات الى غزة منظمة جداً بين مجرمين محليين ومجرمين يهود حتى أن سرقة السيارات أصبحت أكثر تنظيما عما سبق .           نشر - بتاريخ -  1997 - مجلة وطني - عدد 17

نشر - بتاريخ -  1997 - مجلة وطني - عدد 17

الإعلامي محمد توفيق أحمد كريزم
بواسطة : الإعلامي محمد توفيق أحمد كريزم
رئيس تحرير ومدير عام وكالة أخبار المرأة www.wonews.net
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-