* التلوث المائي يهدد سكان غزة بالموت البطئ * الثلوث يتسرب كل ثانية للمخزون الجوفي في غزة. * معظم سكان غزة يشتطيعون الحكم على أن المياه التي يشربونها ملوثة وغير صالحة * بركة التجميع في الشيخ رضوان أصبحت وباء. * حفر أبار المجاري للبيوت بداية حفر القبور الجماعية * شبكة المياه المهترئة في القطاع إنتقل إليها التلوث * بعض سكان مخيم خانيونس يشربون ماء مغطى بطبقة سميكة من البترول * بعض حفاري أبار المجاري يصلون للمياه الجوفية يلوثونها وحجتهم .. توفير مصروفات سحب المجاري لأصحاب البيوت.

تحقيق: محمد توفيق أحمد كريزم

* التلوث المائي يهدد سكان غزة بالموت البطئ

* الثلوث يتسرب كل ثانية للمخزون الجوفي في غزة.

كثيرون هم الذين أضربوا عن استخدام المياه المضخوخة في الأنابيب للشرب .. لكن الكثيرين لايستطيعون السفر لمسافات طويلة الملء او عيتهم بالماء العذب ..وكثيرون ايضا لا يملكون ثمن زجاجة واحدة من الماء المعلب النقي.. وما أكثر الذين (لا حول لهم و لاقوة) ويشربون متغاضين عن طعم المياه، ورائحتها ونقائها ،وحتى ندرك حجم الكارثة التقينا مجموعة من خبراء المياه في سلطة المياه الفلسطينية ، والتي هي أول سلطة فلسطينية حقيقية تملك الحقائق والأدلة بالأرقام .

* معظم سكان غزة يستطيعون الحكم على أن المياه التي يشربونها ملوثة وغير صالحة

يجب أن نركز على أيون النترات ، فهو المؤشر على تلوث المياه الجوفية حيث بلغ التركيز في بعض المناطق حوالي أربعمائة جزء في المليون ، مع العلم بان النسبة المسموح بها خمسون فقط ويضيف : محطة معالجة مياه المجاري في بيت لاهيا مسبب من مسببات التلوث أيضا ، لأنها لا تعمل بالطريقة السليمة ،فمياه المجاري فيها لا تعالج معالجة علمية ، أما عن بركة الشيخ رضوان ،فهي المصيبة الكبرى كونها مصممة لأن تكون بركة لتجميع ماء المطر النقي. لزيادة المخزون الجوفي من الماء لكنها تحولت الى بركة سموم مملوءة بالمجاری ، التي تلوث المخزون المائي واملنا الوحيد في مخزوننا المائي في المنطقة الشمالية من القطاع ففيه أعذب مخزون مائی نقی، وهو يطابق القياسات المطلوبة عالميا.. ويوصي المهندس سامي حمدان قائلا: - يجب الإسراع في استبدال شبكة المياه المهترئة التي تلوثت هي الأخرى بماء المجاری ، ويجب الا ننسى اماكن تجميع الفضلات الصلبة أي القمامة التي تنقلها الحاويات الى الساحات بدون دراسة علمية فالمعروف أن الفضلات الصلبة تتحول الى عصارة تتسرب الى المخزون المائي وتلوثه بما تحويه من زئبق ورصاص !!

* شبكة المياه المهترئة في القطاع إنتقل إليها التلوث

تعدد أسباب التلوث

 ويتدخل المهندس محمود شعبان من سلطة المياه الفلسطينية قائلا:- المصيبة الكبرى في التلوث المبيدات الحشرية والأسمدة المكثفة بتركيز عال ، كما أن استخدام غاز التعقيم للأراضي الزراعية يؤدي كذلك التلوث بواسطة میاه الرى التي تتسرب للعمق ، كما أن محطات البنزين المقامة فوق المخزون العذب إحدى المخاطر المحدقة بالخزان الجوفي ،فالملوثات البترولية الناجمة عن محطات غسيل السيارات الممزوجة بالماء والتي تتسرب على فترات للأعماق خطيرة جدا ، لأنه يستحيل فصلها عن الماء . ويضيف قائلا : ولا ننسي مصانع الأصباغ التي تنتج عنها مواد سامة شديدة الخطورة. ويضيف المهندس محمود شعبان: تصل نسبة الكلور في مياه الشرب في منطقة عبسان وبني سهيلا إلي ألف جزء في المليون ، ومن المعروف بأن النسبة المسموح بها هي مائتان وخمسون جزءا فقط .

آبار بدون ترخيص

فالتلوث خطير في قرانا الشرقية ومنطقة دير البلح ويرجع المهندس محمود ذلك الى تنامی الضخ من الآبار الارتوازية التي تستخدمها البلديات والمزارع والتي حفرت بشكل عشوائي دون ترخيص وهذا الضخ بسبب انخفاضا في منسوب المياه العذبة يصل الى رقم مخيف يقدر بخمسة وعشرين سنتمرا كل عام ، و هذا يدفع ماء البحر الی التسرب للمخزون الماني .

مخزون مفقود

 ويعلل المهندس محمود سبب صلاحية مياه المنطقة الشمالية وجودتها الى كمية الأمطار العالية ، والتربة الرملية التي تسمح لماء المطر بالنفاذ خلالها ، وهذا بعكس ما يحدث في المنطقة الوسطى والشرقية ذات التربة الطينية . ويضيف : إننا نملك مخزونا كبيرا من المياه يتمثل في ماء المطر الجاري في وادي غزة و السلقا ..و لكن مياه الواديين تصب في البحر !! هناك آبار عديدة في قطاع غزة ذات مياه صالحة للشرب ولكنها تستخدم للزراعة بينما | الآبار التي نشرب ماءها غير صالحة للاستهلاك الآدمي !!

* حفر أبار المجاري للبيوت بداية حفر القبور الجماعية

يقول المهندس سامي ..لابد من تعديل المسار .. المخزون المائي ثروة قومية .. ولابد من فصل مياه الشرب عن الماء المستخدم للغسيل ولكل صنف سعره الخاص ..كما يحدث في بعض الدول !! فهل نلجأ مستقبلا لتحلية ماء البحر؟

وتقول خبيرة صحة البيئة في سلطة المياه الفلسطينية ريما أبومدين :- المتضررون من المياه غير الصالحة للشرب هم الأطفال على وجه الخصوص وتلوث البيئة ظاهرة خطيرة لأنها تعرض المواطنين جميعهم للخطر. ومن هنا لابد من جهد جماعي .

وتتحدث الباحثة ريما أبو مدين عن تلوث مياه البحر بخطوط المجاري التي تصب فيه وتقول .. . الثروة السمكية تتأثر بهذا التلوث فالسمك يتغذى على المواد العضوية الموجودة في المجاري فيتلوث السمك كذلك وهناك سلالات من الأسماك تنقرض نتيجة هذا التلوث ناهيك عن الروائح التي تسببها المجارى للمصطافين على شاطىء غزة الجميل. - الحلول"عند الباحثة ريما أبو مدين ممكنة ، ففي معظم الدول تتم تنقية مياه المجاری وإعادة استخدامها في الزراعة. ففي غزة : لا يتأثر الانسان من التلوث بل الأشجار والمزروعات كذلك ، فكثيرة هي المزروعات التي تحتاج لماء عذب.

* بعض حفاري أبار المجاري يصلون للمياه الجوفية يلوثونها وحجتهم .. توفير مصروفات سحب المجاري لأصحاب البيوت.

بالإضافة إلي الهواء المحيط بنا صار ملوثا ، فيه نسبة عالية من ثاني أكسيد الكربون ، فمصانع البلاط والكمخة ينتج عنها غبار يؤدي إلي تلوث الهواء المحيط ، أضف إلى ذلك عوادم السيارات التي تملأ شوارع غزة وكل ملوثات الهواء تؤثر ولاشك في تلويث المخزون المائی اجلا أم عاجلا. وللمواطن في غزة دخل كذلك في التلوث ، فكثيرون يقومون بحرق النفايات مما يتسبب في ظهور غاز أول أكسيد الكربون السام . وأمام هذه المشاكل التي تواجه سكان قطاع غزة كان لنا لقاء مع عون الشوا رئيس بلدية غزة حيث أجاب ردا على تساؤلاتنا حول الحلول التي تساهم في الحد من التلوث فقال:

تحاول البلدية ضمن امكاناتها المتوفرة الايجاد حلول للتلوث على الرغم من وجود مشروع امريكي لصيانة وإصلاح شبكات المياه المهترئة ولا يسمح هذا المشروع بإضافة شبكات جديدة ، و لكنه مشروع إصلاح وصيانة فقط أما فيما يخص بركة الشيخ رضوان فهناك مشروع لصيانة البركة ونأمل أن يبدأ قريبا .

* بركة التجميع في الشيخ رضوان أصبحت وباء.

وحول مياه المجاري التي تصب في البحر فيقر الشوا بأنها مشكلة لم تحل بعد رغم أن هناك صيانة لبرك الشيخ عجلين . وعن المشاريع المستقبلية يقول الشوا : هناك مشاريع عديدة جارية فعلا ومشاريع قادمة ..ولابد من تغيير شبكات المجاری وتكثيف الجهود لجمع النفايات ومعالجتها وفي مناشدة للمواطنين قال الشوا :

مساهمة من الجميع في الحد من التلوث والقضاء عليه فإن المواطنين مطالبون بعدم حفر الآبار الامتصاصية العميقة وكذلك عدم  ربط شبكات مجاری بيوتهم بشبكات تصريف مياه المطر للمجاري بلغ عمقها عشرين مترا.

البلدية تحاول ضمن إمكاناتها المتوفرة إيجاد حلول للتلوث ،رغم وجود مشروع امريكي الصيانة وإصلاح شبكات المياه المهترئة إلا أن المشروع لا يكفي ، فهو لا يسمح بإضافة شبكات جديدة ، ولكنه مشروع اصلاح وصيانة فقط.

-هناك مشروع لصيانة بركة الشيخ رضوان ونأمل أن يبدأ المشروع قريبا .

- منذ سنوات ومعظم مجاری غزة تصب في البحر ، ونعترف انها مشكلة لم تحل بعد رغم أن هناك صيانة لبرك الشيخ عجلين . بعض المواطنين حفروا آبارا للمجاری بلغ عمقها عشرين مترا ، وهذا خطر كبير.. على الجميع مهمة محاربته !! وعن المشاريع المستقبلية والحلول پري رئيس بلدية غزة السيد عون .

 - هناك مشاريع عديدة جارية فعلا ، ومشاريع قادمة.. لابد من تغيير شبكات المجاری ، وتكثيف جهود جمع النفايات ، وهذا ايضا يجري تنفيذه الآن .

* بعض سكان مخيم خانيونس يشربون ماء مغطى بطبقة سميكة من البترول

- تحلية ماء البحر يكلف السلطة امولا طائلة

 - أناشد المواطنين بعدم حفر الآبار الامتصاصية العميقة ،واناشدهم كذلك بعدم

ربط شبكات مجاري بيوتهم بشبكات تصريف مياه المطر ،كما أطلب منهم أن يعتنوا بالنظافة . أمام المخاطر السابقة أن نقف مكتوفی الأيدي ..نتتظر وباء الكوليرا او الحمی والأمراض الأخرى!!

لا نتهم جهة واحدة بالتقصير ..نحن مقصرون جميعا.. لابد من جهد إعلامي وتوعية ..لابد من خطوات عملية.

على البلديات يقع جزء كبير من المسؤولية .. ليست البلديات مراكز جباية المستحقات الكهرباء والماء.. البلديات في كل دول العالم مراكز إشعاع ..فيها مراكز للتطوير التربوي وفيها مراكز للتوعية وبرامج للعناية بالأطفال.

علينا جميعا تقع مهمة صيانة المخزون المائي ..فبالقرب من منطقة أمستردام في هولندا حيث المخزون المائي الضخم أحيطت المنطقة بسور عازل يعزلها عما يحيط بها وقال أحد الزائرین : عندما مررنا بجوار السور لنری حجم المنطقة وهو ۲۵ کیلومتر مربعا ،لم يسمح لنا بالتدخين بجانب هذا السور ولا بإلقاء منديل ورق ..لأن أي تلوث بسيط تكون نتيجته تلويث المخزون المائي.. فمتى نستطيع إقناع المواطن الفلسطيني بأن إلقاء القمامة لا يعني فقط تكاثر الذباب والروائح السيئة بل بعني أيضا أنه بعد فترة طالت او قصرت ،سيكون من مسببات التلوث ؟ متى نربي أطفالنا على أن النظافة ليست درسا يدرس في الكتب ، ولكنه ممارسة عملية، لأن اهمال النظافة أخطر بكثير من بعض العادات التي نعاقب أبناءنا إذا ارتكبوها؟! متى نقرر أن نقوم بجهد جماعي ،كل في مكان سكنه بحملة نظافة ..لا ينتظرون فيها عمال البلدية ..ولا حتى مكانس الدول المانحة؟








إضافة شرح





=نشر في مجلة الساحل الفلسطيني - 1996

المدونون العرب
بواسطة : المدونون العرب
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-