جودات جودة : مدير عام العمل الجماهيري بدائرة شؤون اللاجئين بوكالة الغوث الدولية " الأونروا " تقليص الأونروا لنشاطها ألحق أضراراً كبيرة باللاجئين الفلسطينيين .. هناك توجه لتمكين اللاجئين في المخيمات من إنتخاب لجان تمثلهم وترعى مصالحهم

تقرير: محمد توفيق أحمد كريزم

جودات جودة مدير عام العمل الجماهيري بدائرة شؤون اللاجئين بوكالة الغوث الدولية " الأونروا"

تقليص الأونروا لنشاطها ألحق أضراراً كبيرة باللاجئين الفلسطينيين

هناك توجه لتمكين اللاجئين في المخيمات من إنتخاب لجان تمثلهم وترعى مصالحهم

تقرير: محمد توفيق أحمد كريزم  جودات جودة  مدير عام العمل الجماهيري بدائرة شؤون اللاجئين بوكالة الغوث الدولية " الأونروا"  تقليص الأونروا لنشاطها ألحق أضراراً كبيرة باللاجئين الفلسطينيين  هناك توجه لتمكين اللاجئين في المخيمات من إنتخاب لجان تمثلهم وترعى مصالحهم      يخشى اللاجئون الفلسطينيون المنتشرون في عدة بلدان عربية إقدام وكالة الغوث الدولية (الأونروا) على التخلي عنهم في الفترة المقبلة، على ضوء سياسة تحجيم عملها، واتخاذ سلسلة من الإجراءات أدت ب دورها إلى تقليص الخدمات المقدمة اللاجئين الفلسطينيين بشكل كبير ومقلق، حيث أوضح جودات جودة مدير عام دائرة العمل الجماهيري في دائرة ش ؤون اللاجئين أن وكالة الغوث الدولية تعمل ضمن منظومة دولية وفي إطار سياسي ممنهج فيما يتعلق بتعاملها مع الشعب الفلسطيني منذ نكبته في عام 1948 ، مبينا أن حجم المساعدات الدولية التي  ق دمتها وكالة الغوث الدولية اللاجئين الفلسطينين ليست كبيرة قياسا بمجموع تعدادهم السكانير بل إن المساعدات المادية والعينية المقدمة لهم في تراجع مستمر ودائم، كما تؤكد أرقام وإحصائيات وكالة الغوث بهذا الشأن، ففي الوقت الذي كان يحصل فيه اللاجيء على ما قيمته ۲۰۰ دولار سنويا في وقت سابق، نجده يحصل على ما قيمته 70 دولارا في الوقت الراهن، مع العلم أن أعداد اللاجئين تضاعفت مرات عديدة عما كان عليه الوضع قبل 56 عاما، وأن موازنة الوكالة بقيت على حالها بل أنها خفضت كثيرا ما يفسر العجز الواضح والفاضح فيما يتعلق بالخدمات المقدمة للاجئين، منوها إلى أن خدمات الأونروا يجب أن تقاس على مجموع اللاجئين بشكل عام وليس على سكان المخيمات.  مسؤولية دولية  وحمل جودة المجتمع الدولي مسؤولية هذا العجز والتقصير تجاه اللاجئين الفلسطينيين حيث تقع على كاهله مسؤولية أخلاقية وسياسية لما حدث للشعب الفلسطيني من تهجير وتشريد من أراضيه دون العمل على حل قضيته المتفاقمة جراء ممارسات وجرائم الإحتلال الإسرائيلي بحقه، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود ضغوط دولية كبيرة تمارسها الدول المانحة والممولة على وكالة الغوث (الأونروا) من أجل جعلها تتبع سياسة محددة تجاه اللاجئين، خاصة وأن الدول المانحة تصب مساعداتها في صندوق خاص خارج إطار الموازنة العامة للأونروا، ويأتي ذلك ضمن مشروع السلام الذي تم إطلاقه في السنوات الأخيرة. وأوضح جودة أن الأونروا أصبح لديها الجاهزية والاستعداد لتسليم مرافقها للسلطة الوطنية في حال نضجت الأوضاع أو الحلول السياسية، مؤكدا في هذا السياق تمسك منظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين في بقاء واستمرار الأونروا في تقديم خدماتها للاجئين إلى حين إيجاد الح لول المرضية والعادلة القضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية، منوها في ذات الوقت إلى أنه لم يلمس بوادر إنسحاب للأونروا في الوقت الحالي، إلا أن تراكمات عمل الأونروا عبر السنوات الماضية، وحجم التقليصات الكبيرة، وتخفيض الموازنة العامة لها قد يعطي دلالات مهمة على هذا الصعيد، لكن الحديث عن انسحاب وكالة الغوث الدولية (الأونروا) من حياة اللاجئين الفلسطينيين سابق الأوانه.  جذور تاريخية  وأضاف جوده أن دائرة شؤون اللاجئين تبذل جهودا حثيثة مع وكالة الغوث من أجل تشجيعها على مواصلة تقديم خدماتها اللاجئين في كافة أماكن تواجدهم، وحثها على التحرك الزيادة المساعدات لهم في الوطن والشتات، مستذكرا الحركة النشطة التي قامت بها اللجان الشعبية في عام ۱۹۹۷ ضد سياسة التقليصات التي اتبعتها الوكالة في ذاك الوقت، واستطاعت إثنائها عن الاستمرار في سياستها، وأثمرت تلك الجهود عن إعادة الاعتبار لكثير من الخدمات التي كان من المنوي تقليصها. واعتبر جودة العلاقة بين اللاجئين ومخيماتهم ودائرة شؤون اللاجئين بأنها مباشرة، وأخرى غير مباشرة في بعض الأح يان، مؤكدا أن الدائرة حريصة على إبقاء علاقتها بمخيمات اللاجئين مرتبطة بالأصول التاريخية والثوابت الوطنية التي أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية من أجل المحافظة عليها، وعلى رأسها حق العودة، وحقوق اللاجئين بشكل عام، والعمل على تكثيف الاتصالات بالمؤسسات الدولية والمحلية من أجل ضمان خدمات أفضل للاجئين. وأوضح جودة أن منظمة التحرير الفلسطينية حسب هيكلتها لیست خدماتية بقدر المحافظة على البعد السياسي القضية اللاجئين، على اعتبار أن هناك أجهزة موجودة تقدم خدماتها مثل الأونروا المناط بها تقديم الخدمات اللاجئين الفلسطينيين في شتى مناحي الحياة، مشيرا إلى أنه في حال استدعى الأمر تقديم خدمات وتوفرت الإمكانات فإن دائرة شؤون اللاجئين لن تتوانى عن القيام بذلك.  الانتخابات واللاجئون     وفيما يتعلق بمشاركة اللاجئين في الانتخابات البلدية أوضح جودة أن الانتخابات هي استحقاق وطني لكل الفلسطينيين سواء في داخل المخيم أو خارجه، على اعتبار أن اللاجئ في مخيم اللجوء ليس مسؤولا عن لجوئه، بقدر ما هو مسؤولية المجتمع الدولي الذي ساعد في ذاك الوقت على تقسيم فلسطين ومن ثم أعقبه بالقرار ۱۹۶ الذي ينص على حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، وأشار جودة إلى أن هناك توجها ليكون استقلالية الانتخابات المخيمات، من حيث المحافظة على خصوصيتها، ب أن تكون انتخابات للجان شعبية أو محلية وليس مجالس ب لدية، من أجل تمكين اللاجئين من المحافظة على حقوقهم الضائعة منذ عشرات السنين، مؤكدا أيضا أن اللاجئين تواقون لممارسة حقهم في المشاركة في عملية انتخابية ديموقراطية، على اعتبار أن سكان المخيمات سئموا الأشخاص الذين يفرضون أنفسهم على تلك المخيمات ويدعون أنهم أصحاب الحق في التحدث باسمها, كذلك لابد من إخراج المخيمات من دائرة التهميش وجعلها تتبوأ مكانة أفضل مما هي عليه الآن, مع المحافظة على خصوصية تلك المخيمات كونها مرتبطة بقضية سياسية. وبالنسبة إلى إشكالية التداخل ما بين المخيم والمدينة وذوبان الحدود الفاصلة بينهما في بعض الأحيان, أوضح جودة أن طبيعة المواقع الجغرافية إبان فترة الهجرة, فرضت على اللاجئين أنفسهم الانخراط ضمن إطار المدن الموجودة, وهذا واضح للعيان في غزة بخلاف مخيماتالضفة المنعزلة عن المدن. وأضاف جودة أن ح دود المخيمات معروفة ومعلومة خاصة وأن ما تقدمه الأونروا من خدمات داخل المخيمات ضمن إطار ح دود جغرافية معينة ولا تتعداها، كذلك البلديات تعرف جيدأ حدود مناطقها, والمسألة هنا ليست قضية خلافية على الإطلاق.  جهود دولية   من جهتها تؤكد وكالة الغوث الدولية أنها تسعى لتوفير الدعم المادي الكافي من أجل الإرتقاء في تقديم أفضل الخدمات اللاجئين الفلسطينيين حيث دعا بيتر هانسن المفوض العام الوكالة الغوث الدولية "الأونروا خلال مؤتمر دولي حضره وفود تمثل ثمانين دولة، عقد قبل فترة وجيزة في العاصمة السويسرية المناقشة سبل دعم اللاجئين الفلسطينيين، ودعا جميع المشاركين في المؤتمر العمل على تعزيز الشراكة مع الأونروا، مشيرا إلى أن الأخيرة تسعى لحشد الدعم الكافي من أجل تطوير المجتمع الفلسطيني، وتوفير فرص عمل للاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة، وكان المؤتمر قد عقد تحت شعار “لن نتخلى عنكم". وتجدر الإشارة إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في المخيمات حسب آخر إحصائية الوكالة الغوث الدولية يبلغ ۱٫۳۰۱,۹۸۹لاجئا موزعين على ثمانية مخيمات في ق طاع غزة وعددهم 4۷۸,854 لاجئا و تسعة عشر مخيما في الضفة الغربية وعددهم ۱۷۹,514 | لاجئا وعشرة مخيمات في س وريا وعددهم ۱۱۹,766 لاجئا واثنا عشر مخيما في لبنان وعددهم ۲۲۰,۱۲۰ لاجئا وعشرة مخيمات في الأردن وعددهم 4,430 ۳۰ لاجئا.           نشر - بتاريخ - يناير / 2005 - مجلة الرأي - عدد 62

يخشى اللاجئون الفلسطينيون المنتشرون في عدة بلدان عربية إقدام وكالة الغوث الدولية (الأونروا) على التخلي عنهم في الفترة المقبلة، على ضوء سياسة تحجيم عملها، واتخاذ سلسلة من الإجراءات أدت ب دورها إلى تقليص الخدمات المقدمة اللاجئين الفلسطينيين بشكل كبير ومقلق، حيث أوضح جودات جودة مدير عام دائرة العمل الجماهيري في دائرة ش ؤون اللاجئين أن وكالة الغوث الدولية تعمل ضمن منظومة دولية وفي إطار سياسي ممنهج فيما يتعلق بتعاملها مع الشعب الفلسطيني منذ نكبته في عام 1948 ، مبينا أن حجم المساعدات الدولية التي قدمتها وكالة الغوث الدولية اللاجئين الفلسطينين ليست كبيرة قياسا بمجموع تعدادهم السكانير بل إن المساعدات المادية والعينية المقدمة لهم في تراجع مستمر ودائم، كما تؤكد أرقام وإحصائيات وكالة الغوث بهذا الشأن، ففي الوقت الذي كان يحصل فيه اللاجيء على ما قيمته ۲۰۰ دولار سنويا في وقت سابق، نجده يحصل على ما قيمته 70 دولارا في الوقت الراهن، مع العلم أن أعداد اللاجئين تضاعفت مرات عديدة عما كان عليه الوضع قبل 56 عاما، وأن موازنة الوكالة بقيت على حالها بل أنها خفضت كثيرا ما يفسر العجز الواضح والفاضح فيما يتعلق بالخدمات المقدمة للاجئين، منوها إلى أن خدمات الأونروا يجب أن تقاس على مجموع اللاجئين بشكل عام وليس على سكان المخيمات.

مسؤولية دولية

وحمل جودة المجتمع الدولي مسؤولية هذا العجز والتقصير تجاه اللاجئين الفلسطينيين حيث تقع على كاهله مسؤولية أخلاقية وسياسية لما حدث للشعب الفلسطيني من تهجير وتشريد من أراضيه دون العمل على حل قضيته المتفاقمة جراء ممارسات وجرائم الإحتلال الإسرائيلي بحقه، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود ضغوط دولية كبيرة تمارسها الدول المانحة والممولة على وكالة الغوث (الأونروا) من أجل جعلها تتبع سياسة محددة تجاه اللاجئين، خاصة وأن الدول المانحة تصب مساعداتها في صندوق خاص خارج إطار الموازنة العامة للأونروا، ويأتي ذلك ضمن مشروع السلام الذي تم إطلاقه في السنوات الأخيرة. وأوضح جودة أن الأونروا أصبح لديها الجاهزية والاستعداد لتسليم مرافقها للسلطة الوطنية في حال نضجت الأوضاع أو الحلول السياسية، مؤكدا في هذا السياق تمسك منظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين في بقاء واستمرار الأونروا في تقديم خدماتها للاجئين إلى حين إيجاد الح لول المرضية والعادلة القضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية، منوها في ذات الوقت إلى أنه لم يلمس بوادر إنسحاب للأونروا في الوقت الحالي، إلا أن تراكمات عمل الأونروا عبر السنوات الماضية، وحجم التقليصات الكبيرة، وتخفيض الموازنة العامة لها قد يعطي دلالات مهمة على هذا الصعيد، لكن الحديث عن انسحاب وكالة الغوث الدولية (الأونروا) من حياة اللاجئين الفلسطينيين سابق الأوانه.

جذور تاريخية

وأضاف جوده أن دائرة شؤون اللاجئين تبذل جهودا حثيثة مع وكالة الغوث من أجل تشجيعها على مواصلة تقديم خدماتها اللاجئين في كافة أماكن تواجدهم، وحثها على التحرك الزيادة المساعدات لهم في الوطن والشتات، مستذكرا الحركة النشطة التي قامت بها اللجان الشعبية في عام ۱۹۹۷ ضد سياسة التقليصات التي اتبعتها الوكالة في ذاك الوقت، واستطاعت إثنائها عن الاستمرار في سياستها، وأثمرت تلك الجهود عن إعادة الاعتبار لكثير من الخدمات التي كان من المنوي تقليصها. واعتبر جودة العلاقة بين اللاجئين ومخيماتهم ودائرة شؤون اللاجئين بأنها مباشرة، وأخرى غير مباشرة في بعض الأح يان، مؤكدا أن الدائرة حريصة على إبقاء علاقتها بمخيمات اللاجئين مرتبطة بالأصول التاريخية والثوابت الوطنية التي أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية من أجل المحافظة عليها، وعلى رأسها حق العودة، وحقوق اللاجئين بشكل عام، والعمل على تكثيف الاتصالات بالمؤسسات الدولية والمحلية من أجل ضمان خدمات أفضل للاجئين. وأوضح جودة أن منظمة التحرير الفلسطينية حسب هيكلتها لیست خدماتية بقدر المحافظة على البعد السياسي القضية اللاجئين، على اعتبار أن هناك أجهزة موجودة تقدم خدماتها مثل الأونروا المناط بها تقديم الخدمات اللاجئين الفلسطينيين في شتى مناحي الحياة، مشيرا إلى أنه في حال استدعى الأمر تقديم خدمات وتوفرت الإمكانات فإن دائرة شؤون اللاجئين لن تتوانى عن القيام بذلك.

الانتخابات واللاجئون

تقرير: محمد توفيق أحمد كريزم  جودات جودة  مدير عام العمل الجماهيري بدائرة شؤون اللاجئين بوكالة الغوث الدولية " الأونروا"  تقليص الأونروا لنشاطها ألحق أضراراً كبيرة باللاجئين الفلسطينيين  هناك توجه لتمكين اللاجئين في المخيمات من إنتخاب لجان تمثلهم وترعى مصالحهم      يخشى اللاجئون الفلسطينيون المنتشرون في عدة بلدان عربية إقدام وكالة الغوث الدولية (الأونروا) على التخلي عنهم في الفترة المقبلة، على ضوء سياسة تحجيم عملها، واتخاذ سلسلة من الإجراءات أدت ب دورها إلى تقليص الخدمات المقدمة اللاجئين الفلسطينيين بشكل كبير ومقلق، حيث أوضح جودات جودة مدير عام دائرة العمل الجماهيري في دائرة ش ؤون اللاجئين أن وكالة الغوث الدولية تعمل ضمن منظومة دولية وفي إطار سياسي ممنهج فيما يتعلق بتعاملها مع الشعب الفلسطيني منذ نكبته في عام 1948 ، مبينا أن حجم المساعدات الدولية التي  ق دمتها وكالة الغوث الدولية اللاجئين الفلسطينين ليست كبيرة قياسا بمجموع تعدادهم السكانير بل إن المساعدات المادية والعينية المقدمة لهم في تراجع مستمر ودائم، كما تؤكد أرقام وإحصائيات وكالة الغوث بهذا الشأن، ففي الوقت الذي كان يحصل فيه اللاجيء على ما قيمته ۲۰۰ دولار سنويا في وقت سابق، نجده يحصل على ما قيمته 70 دولارا في الوقت الراهن، مع العلم أن أعداد اللاجئين تضاعفت مرات عديدة عما كان عليه الوضع قبل 56 عاما، وأن موازنة الوكالة بقيت على حالها بل أنها خفضت كثيرا ما يفسر العجز الواضح والفاضح فيما يتعلق بالخدمات المقدمة للاجئين، منوها إلى أن خدمات الأونروا يجب أن تقاس على مجموع اللاجئين بشكل عام وليس على سكان المخيمات.  مسؤولية دولية  وحمل جودة المجتمع الدولي مسؤولية هذا العجز والتقصير تجاه اللاجئين الفلسطينيين حيث تقع على كاهله مسؤولية أخلاقية وسياسية لما حدث للشعب الفلسطيني من تهجير وتشريد من أراضيه دون العمل على حل قضيته المتفاقمة جراء ممارسات وجرائم الإحتلال الإسرائيلي بحقه، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود ضغوط دولية كبيرة تمارسها الدول المانحة والممولة على وكالة الغوث (الأونروا) من أجل جعلها تتبع سياسة محددة تجاه اللاجئين، خاصة وأن الدول المانحة تصب مساعداتها في صندوق خاص خارج إطار الموازنة العامة للأونروا، ويأتي ذلك ضمن مشروع السلام الذي تم إطلاقه في السنوات الأخيرة. وأوضح جودة أن الأونروا أصبح لديها الجاهزية والاستعداد لتسليم مرافقها للسلطة الوطنية في حال نضجت الأوضاع أو الحلول السياسية، مؤكدا في هذا السياق تمسك منظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين في بقاء واستمرار الأونروا في تقديم خدماتها للاجئين إلى حين إيجاد الح لول المرضية والعادلة القضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية، منوها في ذات الوقت إلى أنه لم يلمس بوادر إنسحاب للأونروا في الوقت الحالي، إلا أن تراكمات عمل الأونروا عبر السنوات الماضية، وحجم التقليصات الكبيرة، وتخفيض الموازنة العامة لها قد يعطي دلالات مهمة على هذا الصعيد، لكن الحديث عن انسحاب وكالة الغوث الدولية (الأونروا) من حياة اللاجئين الفلسطينيين سابق الأوانه.  جذور تاريخية  وأضاف جوده أن دائرة شؤون اللاجئين تبذل جهودا حثيثة مع وكالة الغوث من أجل تشجيعها على مواصلة تقديم خدماتها اللاجئين في كافة أماكن تواجدهم، وحثها على التحرك الزيادة المساعدات لهم في الوطن والشتات، مستذكرا الحركة النشطة التي قامت بها اللجان الشعبية في عام ۱۹۹۷ ضد سياسة التقليصات التي اتبعتها الوكالة في ذاك الوقت، واستطاعت إثنائها عن الاستمرار في سياستها، وأثمرت تلك الجهود عن إعادة الاعتبار لكثير من الخدمات التي كان من المنوي تقليصها. واعتبر جودة العلاقة بين اللاجئين ومخيماتهم ودائرة شؤون اللاجئين بأنها مباشرة، وأخرى غير مباشرة في بعض الأح يان، مؤكدا أن الدائرة حريصة على إبقاء علاقتها بمخيمات اللاجئين مرتبطة بالأصول التاريخية والثوابت الوطنية التي أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية من أجل المحافظة عليها، وعلى رأسها حق العودة، وحقوق اللاجئين بشكل عام، والعمل على تكثيف الاتصالات بالمؤسسات الدولية والمحلية من أجل ضمان خدمات أفضل للاجئين. وأوضح جودة أن منظمة التحرير الفلسطينية حسب هيكلتها لیست خدماتية بقدر المحافظة على البعد السياسي القضية اللاجئين، على اعتبار أن هناك أجهزة موجودة تقدم خدماتها مثل الأونروا المناط بها تقديم الخدمات اللاجئين الفلسطينيين في شتى مناحي الحياة، مشيرا إلى أنه في حال استدعى الأمر تقديم خدمات وتوفرت الإمكانات فإن دائرة شؤون اللاجئين لن تتوانى عن القيام بذلك.  الانتخابات واللاجئون     وفيما يتعلق بمشاركة اللاجئين في الانتخابات البلدية أوضح جودة أن الانتخابات هي استحقاق وطني لكل الفلسطينيين سواء في داخل المخيم أو خارجه، على اعتبار أن اللاجئ في مخيم اللجوء ليس مسؤولا عن لجوئه، بقدر ما هو مسؤولية المجتمع الدولي الذي ساعد في ذاك الوقت على تقسيم فلسطين ومن ثم أعقبه بالقرار ۱۹۶ الذي ينص على حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، وأشار جودة إلى أن هناك توجها ليكون استقلالية الانتخابات المخيمات، من حيث المحافظة على خصوصيتها، ب أن تكون انتخابات للجان شعبية أو محلية وليس مجالس ب لدية، من أجل تمكين اللاجئين من المحافظة على حقوقهم الضائعة منذ عشرات السنين، مؤكدا أيضا أن اللاجئين تواقون لممارسة حقهم في المشاركة في عملية انتخابية ديموقراطية، على اعتبار أن سكان المخيمات سئموا الأشخاص الذين يفرضون أنفسهم على تلك المخيمات ويدعون أنهم أصحاب الحق في التحدث باسمها, كذلك لابد من إخراج المخيمات من دائرة التهميش وجعلها تتبوأ مكانة أفضل مما هي عليه الآن, مع المحافظة على خصوصية تلك المخيمات كونها مرتبطة بقضية سياسية. وبالنسبة إلى إشكالية التداخل ما بين المخيم والمدينة وذوبان الحدود الفاصلة بينهما في بعض الأحيان, أوضح جودة أن طبيعة المواقع الجغرافية إبان فترة الهجرة, فرضت على اللاجئين أنفسهم الانخراط ضمن إطار المدن الموجودة, وهذا واضح للعيان في غزة بخلاف مخيماتالضفة المنعزلة عن المدن. وأضاف جودة أن ح دود المخيمات معروفة ومعلومة خاصة وأن ما تقدمه الأونروا من خدمات داخل المخيمات ضمن إطار ح دود جغرافية معينة ولا تتعداها، كذلك البلديات تعرف جيدأ حدود مناطقها, والمسألة هنا ليست قضية خلافية على الإطلاق.  جهود دولية   من جهتها تؤكد وكالة الغوث الدولية أنها تسعى لتوفير الدعم المادي الكافي من أجل الإرتقاء في تقديم أفضل الخدمات اللاجئين الفلسطينيين حيث دعا بيتر هانسن المفوض العام الوكالة الغوث الدولية "الأونروا خلال مؤتمر دولي حضره وفود تمثل ثمانين دولة، عقد قبل فترة وجيزة في العاصمة السويسرية المناقشة سبل دعم اللاجئين الفلسطينيين، ودعا جميع المشاركين في المؤتمر العمل على تعزيز الشراكة مع الأونروا، مشيرا إلى أن الأخيرة تسعى لحشد الدعم الكافي من أجل تطوير المجتمع الفلسطيني، وتوفير فرص عمل للاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة، وكان المؤتمر قد عقد تحت شعار “لن نتخلى عنكم". وتجدر الإشارة إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في المخيمات حسب آخر إحصائية الوكالة الغوث الدولية يبلغ ۱٫۳۰۱,۹۸۹لاجئا موزعين على ثمانية مخيمات في ق طاع غزة وعددهم 4۷۸,854 لاجئا و تسعة عشر مخيما في الضفة الغربية وعددهم ۱۷۹,514 | لاجئا وعشرة مخيمات في س وريا وعددهم ۱۱۹,766 لاجئا واثنا عشر مخيما في لبنان وعددهم ۲۲۰,۱۲۰ لاجئا وعشرة مخيمات في الأردن وعددهم 4,430 ۳۰ لاجئا.           نشر - بتاريخ - يناير / 2005 - مجلة الرأي - عدد 62

 وفيما يتعلق بمشاركة اللاجئين في الانتخابات البلدية أوضح جودة أن الانتخابات هي استحقاق وطني لكل الفلسطينيين سواء في داخل المخيم أو خارجه، على اعتبار أن اللاجئ في مخيم اللجوء ليس مسؤولا عن لجوئه، بقدر ما هو مسؤولية المجتمع الدولي الذي ساعد في ذاك الوقت على تقسيم فلسطين ومن ثم أعقبه بالقرار ۱۹۶ الذي ينص على حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، وأشار جودة إلى أن هناك توجها ليكون استقلالية الانتخابات المخيمات، من حيث المحافظة على خصوصيتها، ب أن تكون انتخابات للجان شعبية أو محلية وليس مجالس ب لدية، من أجل تمكين اللاجئين من المحافظة على حقوقهم الضائعة منذ عشرات السنين، مؤكدا أيضا أن اللاجئين تواقون لممارسة حقهم في المشاركة في عملية انتخابية ديموقراطية، على اعتبار أن سكان المخيمات سئموا الأشخاص الذين يفرضون أنفسهم على تلك المخيمات ويدعون أنهم أصحاب الحق في التحدث باسمها, كذلك لابد من إخراج المخيمات من دائرة التهميش وجعلها تتبوأ مكانة أفضل مما هي عليه الآن, مع المحافظة على خصوصية تلك المخيمات كونها مرتبطة بقضية سياسية. وبالنسبة إلى إشكالية التداخل ما بين المخيم والمدينة وذوبان الحدود الفاصلة بينهما في بعض الأحيان, أوضح جودة أن طبيعة المواقع الجغرافية إبان فترة الهجرة, فرضت على اللاجئين أنفسهم الانخراط ضمن إطار المدن الموجودة, وهذا واضح للعيان في غزة بخلاف مخيماتالضفة المنعزلة عن المدن. وأضاف جودة أن ح دود المخيمات معروفة ومعلومة خاصة وأن ما تقدمه الأونروا من خدمات داخل المخيمات ضمن إطار ح دود جغرافية معينة ولا تتعداها، كذلك البلديات تعرف جيدأ حدود مناطقها, والمسألة هنا ليست قضية خلافية على الإطلاق.

جهود دولية

 من جهتها تؤكد وكالة الغوث الدولية أنها تسعى لتوفير الدعم المادي الكافي من أجل الإرتقاء في تقديم أفضل الخدمات اللاجئين الفلسطينيين حيث دعا بيتر هانسن المفوض العام الوكالة الغوث الدولية "الأونروا خلال مؤتمر دولي حضره وفود تمثل ثمانين دولة، عقد قبل فترة وجيزة في العاصمة السويسرية المناقشة سبل دعم اللاجئين الفلسطينيين، ودعا جميع المشاركين في المؤتمر العمل على تعزيز الشراكة مع الأونروا، مشيرا إلى أن الأخيرة تسعى لحشد الدعم الكافي من أجل تطوير المجتمع الفلسطيني، وتوفير فرص عمل للاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة، وكان المؤتمر قد عقد تحت شعار “لن نتخلى عنكم". وتجدر الإشارة إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في المخيمات حسب آخر إحصائية الوكالة الغوث الدولية يبلغ ۱٫۳۰۱,۹۸۹لاجئا موزعين على ثمانية مخيمات في ق طاع غزة وعددهم 4۷۸,854 لاجئا و تسعة عشر مخيما في الضفة الغربية وعددهم ۱۷۹,514 | لاجئا وعشرة مخيمات في س وريا وعددهم ۱۱۹,766 لاجئا واثنا عشر مخيما في لبنان وعددهم ۲۲۰,۱۲۰ لاجئا وعشرة مخيمات في الأردن وعددهم 4,430 ۳۰ لاجئا.


تقرير: محمد توفيق أحمد كريزم  جودات جودة  مدير عام العمل الجماهيري بدائرة شؤون اللاجئين بوكالة الغوث الدولية " الأونروا"  تقليص الأونروا لنشاطها ألحق أضراراً كبيرة باللاجئين الفلسطينيين  هناك توجه لتمكين اللاجئين في المخيمات من إنتخاب لجان تمثلهم وترعى مصالحهم      يخشى اللاجئون الفلسطينيون المنتشرون في عدة بلدان عربية إقدام وكالة الغوث الدولية (الأونروا) على التخلي عنهم في الفترة المقبلة، على ضوء سياسة تحجيم عملها، واتخاذ سلسلة من الإجراءات أدت ب دورها إلى تقليص الخدمات المقدمة اللاجئين الفلسطينيين بشكل كبير ومقلق، حيث أوضح جودات جودة مدير عام دائرة العمل الجماهيري في دائرة ش ؤون اللاجئين أن وكالة الغوث الدولية تعمل ضمن منظومة دولية وفي إطار سياسي ممنهج فيما يتعلق بتعاملها مع الشعب الفلسطيني منذ نكبته في عام 1948 ، مبينا أن حجم المساعدات الدولية التي  ق دمتها وكالة الغوث الدولية اللاجئين الفلسطينين ليست كبيرة قياسا بمجموع تعدادهم السكانير بل إن المساعدات المادية والعينية المقدمة لهم في تراجع مستمر ودائم، كما تؤكد أرقام وإحصائيات وكالة الغوث بهذا الشأن، ففي الوقت الذي كان يحصل فيه اللاجيء على ما قيمته ۲۰۰ دولار سنويا في وقت سابق، نجده يحصل على ما قيمته 70 دولارا في الوقت الراهن، مع العلم أن أعداد اللاجئين تضاعفت مرات عديدة عما كان عليه الوضع قبل 56 عاما، وأن موازنة الوكالة بقيت على حالها بل أنها خفضت كثيرا ما يفسر العجز الواضح والفاضح فيما يتعلق بالخدمات المقدمة للاجئين، منوها إلى أن خدمات الأونروا يجب أن تقاس على مجموع اللاجئين بشكل عام وليس على سكان المخيمات.  مسؤولية دولية  وحمل جودة المجتمع الدولي مسؤولية هذا العجز والتقصير تجاه اللاجئين الفلسطينيين حيث تقع على كاهله مسؤولية أخلاقية وسياسية لما حدث للشعب الفلسطيني من تهجير وتشريد من أراضيه دون العمل على حل قضيته المتفاقمة جراء ممارسات وجرائم الإحتلال الإسرائيلي بحقه، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود ضغوط دولية كبيرة تمارسها الدول المانحة والممولة على وكالة الغوث (الأونروا) من أجل جعلها تتبع سياسة محددة تجاه اللاجئين، خاصة وأن الدول المانحة تصب مساعداتها في صندوق خاص خارج إطار الموازنة العامة للأونروا، ويأتي ذلك ضمن مشروع السلام الذي تم إطلاقه في السنوات الأخيرة. وأوضح جودة أن الأونروا أصبح لديها الجاهزية والاستعداد لتسليم مرافقها للسلطة الوطنية في حال نضجت الأوضاع أو الحلول السياسية، مؤكدا في هذا السياق تمسك منظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين في بقاء واستمرار الأونروا في تقديم خدماتها للاجئين إلى حين إيجاد الح لول المرضية والعادلة القضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية، منوها في ذات الوقت إلى أنه لم يلمس بوادر إنسحاب للأونروا في الوقت الحالي، إلا أن تراكمات عمل الأونروا عبر السنوات الماضية، وحجم التقليصات الكبيرة، وتخفيض الموازنة العامة لها قد يعطي دلالات مهمة على هذا الصعيد، لكن الحديث عن انسحاب وكالة الغوث الدولية (الأونروا) من حياة اللاجئين الفلسطينيين سابق الأوانه.  جذور تاريخية  وأضاف جوده أن دائرة شؤون اللاجئين تبذل جهودا حثيثة مع وكالة الغوث من أجل تشجيعها على مواصلة تقديم خدماتها اللاجئين في كافة أماكن تواجدهم، وحثها على التحرك الزيادة المساعدات لهم في الوطن والشتات، مستذكرا الحركة النشطة التي قامت بها اللجان الشعبية في عام ۱۹۹۷ ضد سياسة التقليصات التي اتبعتها الوكالة في ذاك الوقت، واستطاعت إثنائها عن الاستمرار في سياستها، وأثمرت تلك الجهود عن إعادة الاعتبار لكثير من الخدمات التي كان من المنوي تقليصها. واعتبر جودة العلاقة بين اللاجئين ومخيماتهم ودائرة شؤون اللاجئين بأنها مباشرة، وأخرى غير مباشرة في بعض الأح يان، مؤكدا أن الدائرة حريصة على إبقاء علاقتها بمخيمات اللاجئين مرتبطة بالأصول التاريخية والثوابت الوطنية التي أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية من أجل المحافظة عليها، وعلى رأسها حق العودة، وحقوق اللاجئين بشكل عام، والعمل على تكثيف الاتصالات بالمؤسسات الدولية والمحلية من أجل ضمان خدمات أفضل للاجئين. وأوضح جودة أن منظمة التحرير الفلسطينية حسب هيكلتها لیست خدماتية بقدر المحافظة على البعد السياسي القضية اللاجئين، على اعتبار أن هناك أجهزة موجودة تقدم خدماتها مثل الأونروا المناط بها تقديم الخدمات اللاجئين الفلسطينيين في شتى مناحي الحياة، مشيرا إلى أنه في حال استدعى الأمر تقديم خدمات وتوفرت الإمكانات فإن دائرة شؤون اللاجئين لن تتوانى عن القيام بذلك.  الانتخابات واللاجئون     وفيما يتعلق بمشاركة اللاجئين في الانتخابات البلدية أوضح جودة أن الانتخابات هي استحقاق وطني لكل الفلسطينيين سواء في داخل المخيم أو خارجه، على اعتبار أن اللاجئ في مخيم اللجوء ليس مسؤولا عن لجوئه، بقدر ما هو مسؤولية المجتمع الدولي الذي ساعد في ذاك الوقت على تقسيم فلسطين ومن ثم أعقبه بالقرار ۱۹۶ الذي ينص على حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، وأشار جودة إلى أن هناك توجها ليكون استقلالية الانتخابات المخيمات، من حيث المحافظة على خصوصيتها، ب أن تكون انتخابات للجان شعبية أو محلية وليس مجالس ب لدية، من أجل تمكين اللاجئين من المحافظة على حقوقهم الضائعة منذ عشرات السنين، مؤكدا أيضا أن اللاجئين تواقون لممارسة حقهم في المشاركة في عملية انتخابية ديموقراطية، على اعتبار أن سكان المخيمات سئموا الأشخاص الذين يفرضون أنفسهم على تلك المخيمات ويدعون أنهم أصحاب الحق في التحدث باسمها, كذلك لابد من إخراج المخيمات من دائرة التهميش وجعلها تتبوأ مكانة أفضل مما هي عليه الآن, مع المحافظة على خصوصية تلك المخيمات كونها مرتبطة بقضية سياسية. وبالنسبة إلى إشكالية التداخل ما بين المخيم والمدينة وذوبان الحدود الفاصلة بينهما في بعض الأحيان, أوضح جودة أن طبيعة المواقع الجغرافية إبان فترة الهجرة, فرضت على اللاجئين أنفسهم الانخراط ضمن إطار المدن الموجودة, وهذا واضح للعيان في غزة بخلاف مخيماتالضفة المنعزلة عن المدن. وأضاف جودة أن ح دود المخيمات معروفة ومعلومة خاصة وأن ما تقدمه الأونروا من خدمات داخل المخيمات ضمن إطار ح دود جغرافية معينة ولا تتعداها، كذلك البلديات تعرف جيدأ حدود مناطقها, والمسألة هنا ليست قضية خلافية على الإطلاق.  جهود دولية   من جهتها تؤكد وكالة الغوث الدولية أنها تسعى لتوفير الدعم المادي الكافي من أجل الإرتقاء في تقديم أفضل الخدمات اللاجئين الفلسطينيين حيث دعا بيتر هانسن المفوض العام الوكالة الغوث الدولية "الأونروا خلال مؤتمر دولي حضره وفود تمثل ثمانين دولة، عقد قبل فترة وجيزة في العاصمة السويسرية المناقشة سبل دعم اللاجئين الفلسطينيين، ودعا جميع المشاركين في المؤتمر العمل على تعزيز الشراكة مع الأونروا، مشيرا إلى أن الأخيرة تسعى لحشد الدعم الكافي من أجل تطوير المجتمع الفلسطيني، وتوفير فرص عمل للاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة، وكان المؤتمر قد عقد تحت شعار “لن نتخلى عنكم". وتجدر الإشارة إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في المخيمات حسب آخر إحصائية الوكالة الغوث الدولية يبلغ ۱٫۳۰۱,۹۸۹لاجئا موزعين على ثمانية مخيمات في ق طاع غزة وعددهم 4۷۸,854 لاجئا و تسعة عشر مخيما في الضفة الغربية وعددهم ۱۷۹,514 | لاجئا وعشرة مخيمات في س وريا وعددهم ۱۱۹,766 لاجئا واثنا عشر مخيما في لبنان وعددهم ۲۲۰,۱۲۰ لاجئا وعشرة مخيمات في الأردن وعددهم 4,430 ۳۰ لاجئا.           نشر - بتاريخ - يناير / 2005 - مجلة الرأي - عدد 62




تقرير: محمد توفيق أحمد كريزم  جودات جودة  مدير عام العمل الجماهيري بدائرة شؤون اللاجئين بوكالة الغوث الدولية " الأونروا"  تقليص الأونروا لنشاطها ألحق أضراراً كبيرة باللاجئين الفلسطينيين  هناك توجه لتمكين اللاجئين في المخيمات من إنتخاب لجان تمثلهم وترعى مصالحهم      يخشى اللاجئون الفلسطينيون المنتشرون في عدة بلدان عربية إقدام وكالة الغوث الدولية (الأونروا) على التخلي عنهم في الفترة المقبلة، على ضوء سياسة تحجيم عملها، واتخاذ سلسلة من الإجراءات أدت ب دورها إلى تقليص الخدمات المقدمة اللاجئين الفلسطينيين بشكل كبير ومقلق، حيث أوضح جودات جودة مدير عام دائرة العمل الجماهيري في دائرة ش ؤون اللاجئين أن وكالة الغوث الدولية تعمل ضمن منظومة دولية وفي إطار سياسي ممنهج فيما يتعلق بتعاملها مع الشعب الفلسطيني منذ نكبته في عام 1948 ، مبينا أن حجم المساعدات الدولية التي  ق دمتها وكالة الغوث الدولية اللاجئين الفلسطينين ليست كبيرة قياسا بمجموع تعدادهم السكانير بل إن المساعدات المادية والعينية المقدمة لهم في تراجع مستمر ودائم، كما تؤكد أرقام وإحصائيات وكالة الغوث بهذا الشأن، ففي الوقت الذي كان يحصل فيه اللاجيء على ما قيمته ۲۰۰ دولار سنويا في وقت سابق، نجده يحصل على ما قيمته 70 دولارا في الوقت الراهن، مع العلم أن أعداد اللاجئين تضاعفت مرات عديدة عما كان عليه الوضع قبل 56 عاما، وأن موازنة الوكالة بقيت على حالها بل أنها خفضت كثيرا ما يفسر العجز الواضح والفاضح فيما يتعلق بالخدمات المقدمة للاجئين، منوها إلى أن خدمات الأونروا يجب أن تقاس على مجموع اللاجئين بشكل عام وليس على سكان المخيمات.  مسؤولية دولية  وحمل جودة المجتمع الدولي مسؤولية هذا العجز والتقصير تجاه اللاجئين الفلسطينيين حيث تقع على كاهله مسؤولية أخلاقية وسياسية لما حدث للشعب الفلسطيني من تهجير وتشريد من أراضيه دون العمل على حل قضيته المتفاقمة جراء ممارسات وجرائم الإحتلال الإسرائيلي بحقه، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود ضغوط دولية كبيرة تمارسها الدول المانحة والممولة على وكالة الغوث (الأونروا) من أجل جعلها تتبع سياسة محددة تجاه اللاجئين، خاصة وأن الدول المانحة تصب مساعداتها في صندوق خاص خارج إطار الموازنة العامة للأونروا، ويأتي ذلك ضمن مشروع السلام الذي تم إطلاقه في السنوات الأخيرة. وأوضح جودة أن الأونروا أصبح لديها الجاهزية والاستعداد لتسليم مرافقها للسلطة الوطنية في حال نضجت الأوضاع أو الحلول السياسية، مؤكدا في هذا السياق تمسك منظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين في بقاء واستمرار الأونروا في تقديم خدماتها للاجئين إلى حين إيجاد الح لول المرضية والعادلة القضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية، منوها في ذات الوقت إلى أنه لم يلمس بوادر إنسحاب للأونروا في الوقت الحالي، إلا أن تراكمات عمل الأونروا عبر السنوات الماضية، وحجم التقليصات الكبيرة، وتخفيض الموازنة العامة لها قد يعطي دلالات مهمة على هذا الصعيد، لكن الحديث عن انسحاب وكالة الغوث الدولية (الأونروا) من حياة اللاجئين الفلسطينيين سابق الأوانه.  جذور تاريخية  وأضاف جوده أن دائرة شؤون اللاجئين تبذل جهودا حثيثة مع وكالة الغوث من أجل تشجيعها على مواصلة تقديم خدماتها اللاجئين في كافة أماكن تواجدهم، وحثها على التحرك الزيادة المساعدات لهم في الوطن والشتات، مستذكرا الحركة النشطة التي قامت بها اللجان الشعبية في عام ۱۹۹۷ ضد سياسة التقليصات التي اتبعتها الوكالة في ذاك الوقت، واستطاعت إثنائها عن الاستمرار في سياستها، وأثمرت تلك الجهود عن إعادة الاعتبار لكثير من الخدمات التي كان من المنوي تقليصها. واعتبر جودة العلاقة بين اللاجئين ومخيماتهم ودائرة شؤون اللاجئين بأنها مباشرة، وأخرى غير مباشرة في بعض الأح يان، مؤكدا أن الدائرة حريصة على إبقاء علاقتها بمخيمات اللاجئين مرتبطة بالأصول التاريخية والثوابت الوطنية التي أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية من أجل المحافظة عليها، وعلى رأسها حق العودة، وحقوق اللاجئين بشكل عام، والعمل على تكثيف الاتصالات بالمؤسسات الدولية والمحلية من أجل ضمان خدمات أفضل للاجئين. وأوضح جودة أن منظمة التحرير الفلسطينية حسب هيكلتها لیست خدماتية بقدر المحافظة على البعد السياسي القضية اللاجئين، على اعتبار أن هناك أجهزة موجودة تقدم خدماتها مثل الأونروا المناط بها تقديم الخدمات اللاجئين الفلسطينيين في شتى مناحي الحياة، مشيرا إلى أنه في حال استدعى الأمر تقديم خدمات وتوفرت الإمكانات فإن دائرة شؤون اللاجئين لن تتوانى عن القيام بذلك.  الانتخابات واللاجئون     وفيما يتعلق بمشاركة اللاجئين في الانتخابات البلدية أوضح جودة أن الانتخابات هي استحقاق وطني لكل الفلسطينيين سواء في داخل المخيم أو خارجه، على اعتبار أن اللاجئ في مخيم اللجوء ليس مسؤولا عن لجوئه، بقدر ما هو مسؤولية المجتمع الدولي الذي ساعد في ذاك الوقت على تقسيم فلسطين ومن ثم أعقبه بالقرار ۱۹۶ الذي ينص على حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، وأشار جودة إلى أن هناك توجها ليكون استقلالية الانتخابات المخيمات، من حيث المحافظة على خصوصيتها، ب أن تكون انتخابات للجان شعبية أو محلية وليس مجالس ب لدية، من أجل تمكين اللاجئين من المحافظة على حقوقهم الضائعة منذ عشرات السنين، مؤكدا أيضا أن اللاجئين تواقون لممارسة حقهم في المشاركة في عملية انتخابية ديموقراطية، على اعتبار أن سكان المخيمات سئموا الأشخاص الذين يفرضون أنفسهم على تلك المخيمات ويدعون أنهم أصحاب الحق في التحدث باسمها, كذلك لابد من إخراج المخيمات من دائرة التهميش وجعلها تتبوأ مكانة أفضل مما هي عليه الآن, مع المحافظة على خصوصية تلك المخيمات كونها مرتبطة بقضية سياسية. وبالنسبة إلى إشكالية التداخل ما بين المخيم والمدينة وذوبان الحدود الفاصلة بينهما في بعض الأحيان, أوضح جودة أن طبيعة المواقع الجغرافية إبان فترة الهجرة, فرضت على اللاجئين أنفسهم الانخراط ضمن إطار المدن الموجودة, وهذا واضح للعيان في غزة بخلاف مخيماتالضفة المنعزلة عن المدن. وأضاف جودة أن ح دود المخيمات معروفة ومعلومة خاصة وأن ما تقدمه الأونروا من خدمات داخل المخيمات ضمن إطار ح دود جغرافية معينة ولا تتعداها، كذلك البلديات تعرف جيدأ حدود مناطقها, والمسألة هنا ليست قضية خلافية على الإطلاق.  جهود دولية   من جهتها تؤكد وكالة الغوث الدولية أنها تسعى لتوفير الدعم المادي الكافي من أجل الإرتقاء في تقديم أفضل الخدمات اللاجئين الفلسطينيين حيث دعا بيتر هانسن المفوض العام الوكالة الغوث الدولية "الأونروا خلال مؤتمر دولي حضره وفود تمثل ثمانين دولة، عقد قبل فترة وجيزة في العاصمة السويسرية المناقشة سبل دعم اللاجئين الفلسطينيين، ودعا جميع المشاركين في المؤتمر العمل على تعزيز الشراكة مع الأونروا، مشيرا إلى أن الأخيرة تسعى لحشد الدعم الكافي من أجل تطوير المجتمع الفلسطيني، وتوفير فرص عمل للاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة، وكان المؤتمر قد عقد تحت شعار “لن نتخلى عنكم". وتجدر الإشارة إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في المخيمات حسب آخر إحصائية الوكالة الغوث الدولية يبلغ ۱٫۳۰۱,۹۸۹لاجئا موزعين على ثمانية مخيمات في ق طاع غزة وعددهم 4۷۸,854 لاجئا و تسعة عشر مخيما في الضفة الغربية وعددهم ۱۷۹,514 | لاجئا وعشرة مخيمات في س وريا وعددهم ۱۱۹,766 لاجئا واثنا عشر مخيما في لبنان وعددهم ۲۲۰,۱۲۰ لاجئا وعشرة مخيمات في الأردن وعددهم 4,430 ۳۰ لاجئا.           نشر - بتاريخ - يناير / 2005 - مجلة الرأي - عدد 62


نشر - بتاريخ - يناير / 2005 - مجلة الرأي - عدد 62
الإعلامي محمد توفيق أحمد كريزم
بواسطة : الإعلامي محمد توفيق أحمد كريزم
رئيس تحرير ومدير عام وكالة أخبار المرأة www.wonews.net
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-