الطفل الكفيف .. كيف نتعامل معه ؟

 كتب : محمد توفيق أحمد كريزم

الطفل الكفيف .. كيف نتعامل معه ؟

 

كتب : محمد توفيق أحمد كريزم الطفل الكفيف .. كيف نتعامل معه ؟      من الخطأ أن نعتقد أن هناك أي خلاف عقلي أو عاطفي أو نفسي بين الأطفال المبصرين وغير المبصرين، و إذا وجد أي خلاف فهو نتيجة التربية وليس نتيجة فقد البصر، فالطفل غير المبصر طفل عادي في كل شيء، و الفرق بين تربية الطفلين فرق شكلي لا موضوعي بمعنى أن أساليب التربية تتكيف بما يتناسب كل منهما، والخطأ الثاني الذي يجب أن نتلافاه الأم هو تمييزها بين أبنائها نتيجة لذلك. فالوالدان عندما يعاملان طفلهما الكفيف كطفل وليس كطفل عادي كفيف فإنه لا توجد مشاكل، و الطفل الكفيف هو قبل كل شيء طفل ينمو نموا طبيعيا، ولكن تظهر المشاكل فقط عندما يكون أفراد الأسرة غير مستعدين لقبول العمی كحقيقة واقعة والذي ربما يكون مصدر ان مايقات في حياة الأسرة، کصدمة تخلف وراءها مشاعر و احساسات سلبية على موقف الأسرة نحو الكفيف.  لذا من الضروري أن تعد الأسرة تربويا وثقافيا لتقبل الطفل الكفيف، ويتسع نطاق هذا الإعداد ليشمل أفراد البينة المحيطة التي تدخل في حياة الكفيف كالأقارب و المعارف.  ويسبب عدم إعداد الأسرة التقبل الطفل الكفيف في مبدأ الأمر إلى ظهور سلسلة من ردود الأفعال مثل اختلاف المعاملة عن الطفل المبصر، وبالتالي حرمانه من الشعور بالأمن والاطمئنان النفسي، وهذه الاتجاهات من جانب الوالدين نحو الطفل ينتج عنها عدم تربيته بالطريقة العادية، فهما يحرمانه من القدرة على التكيف مع نفسه ومع من حوله مما يؤدي إلى وجود مشكلات في محيط الأسرة: وفي ضوء هذا يمكننا توجيه الأسرة نحو السلوك السليم على أن تضع في اعتبارها الأسس الآتية:  1- لما كان العمى يعتبر صبغة جوهرية الأساس للحياة العقلية فان الملاحظات الحسية تكون القاعدة للتربية العقلية الكفيف.  ۲- إن النقص في الملاحظات الحسية يؤدي إلى إعاقة الإمكانات التربية العقلية.  ۳- إن الكفيف يلم بما يحيط به في بيئته بمساعدة حواسة الباقية مثل اللمس والسمع والشم والتذوق.  - من الواجبات المهمة للأسرة أن تتيح للطفل حرية الحركة والجري واللعب والترفيه.  5- لما كانت كل الإشارات الخارجية التي تنفذ إلى نفس الكفيف عن طريق عينيه أو الإدراك البصري لا وجود لها فإنه يحتاج إلى رعاية أساسية صحيحة للحواس الباقية.  6- إن تزويد الطفل الكفيف بالخبرات المتنوعة يمكن أن يقلل ارتباطه الخارجي ويقوي اعتماده على نفسه وثقته بنفسه.  7- يجب ألا يفرق بين الطفل الكفيف والطفل العادي حتى لا يشعر الطفل الكفيف بأنه أقل مرتبة من الطفل العادي ويعتبر اجتماع الطفل الكفيف مع الطفل العادي مهمة تربوية للأسباب الآتية:  أ- يكتسب منه الأمان والطمأنينة والثقة بالنفس.  ب - لا يشعر بانقطاع صلته بالعالم الخارجي.  ج- يخرج الطفل من سلبيته وأنانيته ويتغلب على عاهته.  د- يستطيع أن ينمي الكثير من الفضائل الاجتماعية  كالتعاون وتحمل المسؤولية والوفاء بالوعد والولاء للجماعة.  . ويعتبر يد الطفل الكفيف أداة مهمة لتكيفه، لأن مهارة اليد تصبح أساسا للنجاح كما أنها تعوضه إلى حد كبير عن فقد بصره وبواسطتها يستطيع أن يتلمس الشعور بالحنان ولذلك يجب على الأسرة مراعاة الأسس التالية:  1- إعطاء الأشياء في يد الطفل.  ۲- تركه يبحث عما فقد بنفسه.  3- عند تقديم الأشياء للطفل يجب أن يقترن ذلك بشرح مختصر، فالطفل الكفيف لا تثيره أسماء الأشياء بل تشكيلها وصفاتها.  4- يمكن للأسرة أن تدرب حاسة اللمس لديه عن طريق  توجيه أسئلة مثل ماذا تحس عند المس كذا؟ وهكذا..  ويؤثر السمع بصورة ملحوظة في عملية استكشاف الطفل الكفيف لما يحيط به وهذا يوجب على الأسرة إثارة انتباهه إلى التمييز بين التأثيرات الصوتية المختلفة التي تصل إليه سواء عند اللعب أو النزهة أو في الشارع وهكذا يتيقظ لديه الشعور بالأمان والطمأنينة ويحس التكيف.  كذلك يعتبر عامل اللغة مهما في ضمان حسن توافق الكفيف مع نفسه ومع ميوله.  وهنا تظهر أهمية التدريب المنزلي للغة كما يجب على الأسرة مراعاة الآتي:  ١- الكلمة والشيء يجب أن يقترنا سويا، معنى هذا أن اللغة مع العرض يكونان متلازمين.  ٢- التكلم أمام الطفل الكفيف بأسماء أشياء بصوت مسموع وبطريقة سليمة وواضحة وفي جمل كاملة المعني بقدر الإمكان.  3- يجب الشرح باشارات وتعليقات عامة ولكن كل شيء يشار إليه ويدلل عليه مع الشرح والتفسير الكافي الموجز  4- فرحة خاصة عند الطفل الكفيف عندما يحكي له قصة أو حكاية صغيرة.  ولابد أن نتذكر أخيرا قول هلين كيلر.  أريد أن أذكر الوالدين دائما بأن يدربوا الطفل الكفيف منذ الصغر على الاستخدام الصحيح اللحواس، إن التربية المثالية هي التي تهدف إلى مسايرة الحياة والرغبة في البحث عن طريق الحواس).

من الخطأ أن نعتقد أن هناك أي خلاف عقلي أو عاطفي أو نفسي بين الأطفال المبصرين وغير المبصرين، و إذا وجد أي خلاف فهو نتيجة التربية وليس نتيجة فقد البصر، فالطفل غير المبصر طفل عادي في كل شيء، و الفرق بين تربية الطفلين فرق شكلي لا موضوعي بمعنى أن أساليب التربية تتكيف بما يتناسب كل منهما، والخطأ الثاني الذي يجب أن نتلافاه الأم هو تمييزها بين أبنائها نتيجة لذلك. فالوالدان عندما يعاملان طفلهما الكفيف كطفل وليس كطفل عادي كفيف فإنه لا توجد مشاكل، و الطفل الكفيف هو قبل كل شيء طفل ينمو نموا طبيعيا، ولكن تظهر المشاكل فقط عندما يكون أفراد الأسرة غير مستعدين لقبول العمی كحقيقة واقعة والذي ربما يكون مصدر ان مايقات في حياة الأسرة، کصدمة تخلف وراءها مشاعر و احساسات سلبية على موقف الأسرة نحو الكفيف.

لذا من الضروري أن تعد الأسرة تربويا وثقافيا لتقبل الطفل الكفيف، ويتسع نطاق هذا الإعداد ليشمل أفراد البينة المحيطة التي تدخل في حياة الكفيف كالأقارب و المعارف.

ويسبب عدم إعداد الأسرة التقبل الطفل الكفيف في مبدأ الأمر إلى ظهور سلسلة من ردود الأفعال مثل اختلاف المعاملة عن الطفل المبصر، وبالتالي حرمانه من الشعور بالأمن والاطمئنان النفسي، وهذه الاتجاهات من جانب الوالدين نحو الطفل ينتج عنها عدم تربيته بالطريقة العادية، فهما يحرمانه من القدرة على التكيف مع نفسه ومع من حوله مما يؤدي إلى وجود مشكلات في محيط الأسرة: وفي ضوء هذا يمكننا توجيه الأسرة نحو السلوك السليم على أن تضع في اعتبارها الأسس الآتية:

1- لما كان العمى يعتبر صبغة جوهرية الأساس للحياة العقلية فان الملاحظات الحسية تكون القاعدة للتربية العقلية الكفيف.

۲- إن النقص في الملاحظات الحسية يؤدي إلى إعاقة الإمكانات التربية العقلية.

۳- إن الكفيف يلم بما يحيط به في بيئته بمساعدة حواسة الباقية مثل اللمس والسمع والشم والتذوق.

- من الواجبات المهمة للأسرة أن تتيح للطفل حرية الحركة والجري واللعب والترفيه.

5- لما كانت كل الإشارات الخارجية التي تنفذ إلى نفس الكفيف عن طريق عينيه أو الإدراك البصري لا وجود لها فإنه يحتاج إلى رعاية أساسية صحيحة للحواس الباقية.

6- إن تزويد الطفل الكفيف بالخبرات المتنوعة يمكن أن يقلل ارتباطه الخارجي ويقوي اعتماده على نفسه وثقته بنفسه.

7- يجب ألا يفرق بين الطفل الكفيف والطفل العادي حتى لا يشعر الطفل الكفيف بأنه أقل مرتبة من الطفل العادي ويعتبر اجتماع الطفل الكفيف مع الطفل العادي مهمة تربوية للأسباب الآتية:

أ- يكتسب منه الأمان والطمأنينة والثقة بالنفس.

ب - لا يشعر بانقطاع صلته بالعالم الخارجي.

ج- يخرج الطفل من سلبيته وأنانيته ويتغلب على عاهته.

د- يستطيع أن ينمي الكثير من الفضائل الاجتماعية

كالتعاون وتحمل المسؤولية والوفاء بالوعد والولاء للجماعة.

. ويعتبر يد الطفل الكفيف أداة مهمة لتكيفه، لأن مهارة اليد تصبح أساسا للنجاح كما أنها تعوضه إلى حد كبير عن فقد بصره وبواسطتها يستطيع أن يتلمس الشعور بالحنان ولذلك يجب على الأسرة مراعاة الأسس التالية:

1- إعطاء الأشياء في يد الطفل.

۲- تركه يبحث عما فقد بنفسه.

3- عند تقديم الأشياء للطفل يجب أن يقترن ذلك بشرح مختصر، فالطفل الكفيف لا تثيره أسماء الأشياء بل تشكيلها وصفاتها.

4- يمكن للأسرة أن تدرب حاسة اللمس لديه عن طريق

توجيه أسئلة مثل ماذا تحس عند المس كذا؟ وهكذا..

ويؤثر السمع بصورة ملحوظة في عملية استكشاف الطفل الكفيف لما يحيط به وهذا يوجب على الأسرة إثارة انتباهه إلى التمييز بين التأثيرات الصوتية المختلفة التي تصل إليه سواء عند اللعب أو النزهة أو في الشارع وهكذا يتيقظ لديه الشعور بالأمان والطمأنينة ويحس التكيف.

كذلك يعتبر عامل اللغة مهما في ضمان حسن توافق الكفيف مع نفسه ومع ميوله.

وهنا تظهر أهمية التدريب المنزلي للغة كما يجب على الأسرة مراعاة الآتي:

١- الكلمة والشيء يجب أن يقترنا سويا، معنى هذا أن اللغة مع العرض يكونان متلازمين.

٢- التكلم أمام الطفل الكفيف بأسماء أشياء بصوت مسموع وبطريقة سليمة وواضحة وفي جمل كاملة المعني بقدر الإمكان.

3- يجب الشرح باشارات وتعليقات عامة ولكن كل شيء يشار إليه ويدلل عليه مع الشرح والتفسير الكافي الموجز

4- فرحة خاصة عند الطفل الكفيف عندما يحكي له قصة أو حكاية صغيرة.

ولابد أن نتذكر أخيرا قول هلين كيلر.

أريد أن أذكر الوالدين دائما بأن يدربوا الطفل الكفيف منذ الصغر على الاستخدام الصحيح اللحواس، إن التربية المثالية هي التي تهدف إلى مسايرة الحياة والرغبة في البحث عن طريق الحواس).

كتب : محمد توفيق أحمد كريزم الطفل الكفيف .. كيف نتعامل معه ؟   كتب : محمد توفيق أحمد كريزم الطفل الكفيف .. كيف نتعامل معه ؟      من الخطأ أن نعتقد أن هناك أي خلاف عقلي أو عاطفي أو نفسي بين الأطفال المبصرين وغير المبصرين، و إذا وجد أي خلاف فهو نتيجة التربية وليس نتيجة فقد البصر، فالطفل غير المبصر طفل عادي في كل شيء، و الفرق بين تربية الطفلين فرق شكلي لا موضوعي بمعنى أن أساليب التربية تتكيف بما يتناسب كل منهما، والخطأ الثاني الذي يجب أن نتلافاه الأم هو تمييزها بين أبنائها نتيجة لذلك. فالوالدان عندما يعاملان طفلهما الكفيف كطفل وليس كطفل عادي كفيف فإنه لا توجد مشاكل، و الطفل الكفيف هو قبل كل شيء طفل ينمو نموا طبيعيا، ولكن تظهر المشاكل فقط عندما يكون أفراد الأسرة غير مستعدين لقبول العمی كحقيقة واقعة والذي ربما يكون مصدر ان مايقات في حياة الأسرة، کصدمة تخلف وراءها مشاعر و احساسات سلبية على موقف الأسرة نحو الكفيف.  لذا من الضروري أن تعد الأسرة تربويا وثقافيا لتقبل الطفل الكفيف، ويتسع نطاق هذا الإعداد ليشمل أفراد البينة المحيطة التي تدخل في حياة الكفيف كالأقارب و المعارف.  ويسبب عدم إعداد الأسرة التقبل الطفل الكفيف في مبدأ الأمر إلى ظهور سلسلة من ردود الأفعال مثل اختلاف المعاملة عن الطفل المبصر، وبالتالي حرمانه من الشعور بالأمن والاطمئنان النفسي، وهذه الاتجاهات من جانب الوالدين نحو الطفل ينتج عنها عدم تربيته بالطريقة العادية، فهما يحرمانه من القدرة على التكيف مع نفسه ومع من حوله مما يؤدي إلى وجود مشكلات في محيط الأسرة: وفي ضوء هذا يمكننا توجيه الأسرة نحو السلوك السليم على أن تضع في اعتبارها الأسس الآتية:  1- لما كان العمى يعتبر صبغة جوهرية الأساس للحياة العقلية فان الملاحظات الحسية تكون القاعدة للتربية العقلية الكفيف.  ۲- إن النقص في الملاحظات الحسية يؤدي إلى إعاقة الإمكانات التربية العقلية.  ۳- إن الكفيف يلم بما يحيط به في بيئته بمساعدة حواسة الباقية مثل اللمس والسمع والشم والتذوق.  - من الواجبات المهمة للأسرة أن تتيح للطفل حرية الحركة والجري واللعب والترفيه.  5- لما كانت كل الإشارات الخارجية التي تنفذ إلى نفس الكفيف عن طريق عينيه أو الإدراك البصري لا وجود لها فإنه يحتاج إلى رعاية أساسية صحيحة للحواس الباقية.  6- إن تزويد الطفل الكفيف بالخبرات المتنوعة يمكن أن يقلل ارتباطه الخارجي ويقوي اعتماده على نفسه وثقته بنفسه.  7- يجب ألا يفرق بين الطفل الكفيف والطفل العادي حتى لا يشعر الطفل الكفيف بأنه أقل مرتبة من الطفل العادي ويعتبر اجتماع الطفل الكفيف مع الطفل العادي مهمة تربوية للأسباب الآتية:  أ- يكتسب منه الأمان والطمأنينة والثقة بالنفس.  ب - لا يشعر بانقطاع صلته بالعالم الخارجي.  ج- يخرج الطفل من سلبيته وأنانيته ويتغلب على عاهته.  د- يستطيع أن ينمي الكثير من الفضائل الاجتماعية  كالتعاون وتحمل المسؤولية والوفاء بالوعد والولاء للجماعة.  . ويعتبر يد الطفل الكفيف أداة مهمة لتكيفه، لأن مهارة اليد تصبح أساسا للنجاح كما أنها تعوضه إلى حد كبير عن فقد بصره وبواسطتها يستطيع أن يتلمس الشعور بالحنان ولذلك يجب على الأسرة مراعاة الأسس التالية:  1- إعطاء الأشياء في يد الطفل.  ۲- تركه يبحث عما فقد بنفسه.  3- عند تقديم الأشياء للطفل يجب أن يقترن ذلك بشرح مختصر، فالطفل الكفيف لا تثيره أسماء الأشياء بل تشكيلها وصفاتها.  4- يمكن للأسرة أن تدرب حاسة اللمس لديه عن طريق  توجيه أسئلة مثل ماذا تحس عند المس كذا؟ وهكذا..  ويؤثر السمع بصورة ملحوظة في عملية استكشاف الطفل الكفيف لما يحيط به وهذا يوجب على الأسرة إثارة انتباهه إلى التمييز بين التأثيرات الصوتية المختلفة التي تصل إليه سواء عند اللعب أو النزهة أو في الشارع وهكذا يتيقظ لديه الشعور بالأمان والطمأنينة ويحس التكيف.  كذلك يعتبر عامل اللغة مهما في ضمان حسن توافق الكفيف مع نفسه ومع ميوله.  وهنا تظهر أهمية التدريب المنزلي للغة كما يجب على الأسرة مراعاة الآتي:  ١- الكلمة والشيء يجب أن يقترنا سويا، معنى هذا أن اللغة مع العرض يكونان متلازمين.  ٢- التكلم أمام الطفل الكفيف بأسماء أشياء بصوت مسموع وبطريقة سليمة وواضحة وفي جمل كاملة المعني بقدر الإمكان.  3- يجب الشرح باشارات وتعليقات عامة ولكن كل شيء يشار إليه ويدلل عليه مع الشرح والتفسير الكافي الموجز  4- فرحة خاصة عند الطفل الكفيف عندما يحكي له قصة أو حكاية صغيرة.  ولابد أن نتذكر أخيرا قول هلين كيلر.  أريد أن أذكر الوالدين دائما بأن يدربوا الطفل الكفيف منذ الصغر على الاستخدام الصحيح اللحواس، إن التربية المثالية هي التي تهدف إلى مسايرة الحياة والرغبة في البحث عن طريق الحواس).   من الخطأ أن نعتقد أن هناك أي خلاف عقلي أو عاطفي أو نفسي بين الأطفال المبصرين وغير المبصرين، و إذا وجد أي خلاف فهو نتيجة التربية وليس نتيجة فقد البصر، فالطفل غير المبصر طفل عادي في كل شيء، و الفرق بين تربية الطفلين فرق شكلي لا موضوعي بمعنى أن أساليب التربية تتكيف بما يتناسب كل منهما، والخطأ الثاني الذي يجب أن نتلافاه الأم هو تمييزها بين أبنائها نتيجة لذلك. فالوالدان عندما يعاملان طفلهما الكفيف كطفل وليس كطفل عادي كفيف فإنه لا توجد مشاكل، و الطفل الكفيف هو قبل كل شيء طفل ينمو نموا طبيعيا، ولكن تظهر المشاكل فقط عندما يكون أفراد الأسرة غير مستعدين لقبول العمی كحقيقة واقعة والذي ربما يكون مصدر ان مايقات في حياة الأسرة، کصدمة تخلف وراءها مشاعر و احساسات سلبية على موقف الأسرة نحو الكفيف.  لذا من الضروري أن تعد الأسرة تربويا وثقافيا لتقبل الطفل الكفيف، ويتسع نطاق هذا الإعداد ليشمل أفراد البينة المحيطة التي تدخل في حياة الكفيف كالأقارب و المعارف.  ويسبب عدم إعداد الأسرة التقبل الطفل الكفيف في مبدأ الأمر إلى ظهور سلسلة من ردود الأفعال مثل اختلاف المعاملة عن الطفل المبصر، وبالتالي حرمانه من الشعور بالأمن والاطمئنان النفسي، وهذه الاتجاهات من جانب الوالدين نحو الطفل ينتج عنها عدم تربيته بالطريقة العادية، فهما يحرمانه من القدرة على التكيف مع نفسه ومع من حوله مما يؤدي إلى وجود مشكلات في محيط الأسرة: وفي ضوء هذا يمكننا توجيه الأسرة نحو السلوك السليم على أن تضع في اعتبارها الأسس الآتية:  1- لما كان العمى يعتبر صبغة جوهرية الأساس للحياة العقلية فان الملاحظات الحسية تكون القاعدة للتربية العقلية الكفيف.  ۲- إن النقص في الملاحظات الحسية يؤدي إلى إعاقة الإمكانات التربية العقلية.  ۳- إن الكفيف يلم بما يحيط به في بيئته بمساعدة حواسة الباقية مثل اللمس والسمع والشم والتذوق.  - من الواجبات المهمة للأسرة أن تتيح للطفل حرية الحركة والجري واللعب والترفيه.  5- لما كانت كل الإشارات الخارجية التي تنفذ إلى نفس الكفيف عن طريق عينيه أو الإدراك البصري لا وجود لها فإنه يحتاج إلى رعاية أساسية صحيحة للحواس الباقية.  6- إن تزويد الطفل الكفيف بالخبرات المتنوعة يمكن أن يقلل ارتباطه الخارجي ويقوي اعتماده على نفسه وثقته بنفسه.  7- يجب ألا يفرق بين الطفل الكفيف والطفل العادي حتى لا يشعر الطفل الكفيف بأنه أقل مرتبة من الطفل العادي ويعتبر اجتماع الطفل الكفيف مع الطفل العادي مهمة تربوية للأسباب الآتية:  أ- يكتسب منه الأمان والطمأنينة والثقة بالنفس.  ب - لا يشعر بانقطاع صلته بالعالم الخارجي.  ج- يخرج الطفل من سلبيته وأنانيته ويتغلب على عاهته.  د- يستطيع أن ينمي الكثير من الفضائل الاجتماعية  كالتعاون وتحمل المسؤولية والوفاء بالوعد والولاء للجماعة.  . ويعتبر يد الطفل الكفيف أداة مهمة لتكيفه، لأن مهارة اليد تصبح أساسا للنجاح كما أنها تعوضه إلى حد كبير عن فقد بصره وبواسطتها يستطيع أن يتلمس الشعور بالحنان ولذلك يجب على الأسرة مراعاة الأسس التالية:  1- إعطاء الأشياء في يد الطفل.  ۲- تركه يبحث عما فقد بنفسه.  3- عند تقديم الأشياء للطفل يجب أن يقترن ذلك بشرح مختصر، فالطفل الكفيف لا تثيره أسماء الأشياء بل تشكيلها وصفاتها.  4- يمكن للأسرة أن تدرب حاسة اللمس لديه عن طريق  توجيه أسئلة مثل ماذا تحس عند المس كذا؟ وهكذا..  ويؤثر السمع بصورة ملحوظة في عملية استكشاف الطفل الكفيف لما يحيط به وهذا يوجب على الأسرة إثارة انتباهه إلى التمييز بين التأثيرات الصوتية المختلفة التي تصل إليه سواء عند اللعب أو النزهة أو في الشارع وهكذا يتيقظ لديه الشعور بالأمان والطمأنينة ويحس التكيف.  كذلك يعتبر عامل اللغة مهما في ضمان حسن توافق الكفيف مع نفسه ومع ميوله.  وهنا تظهر أهمية التدريب المنزلي للغة كما يجب على الأسرة مراعاة الآتي:  ١- الكلمة والشيء يجب أن يقترنا سويا، معنى هذا أن اللغة مع العرض يكونان متلازمين.  ٢- التكلم أمام الطفل الكفيف بأسماء أشياء بصوت مسموع وبطريقة سليمة وواضحة وفي جمل كاملة المعني بقدر الإمكان.  3- يجب الشرح باشارات وتعليقات عامة ولكن كل شيء يشار إليه ويدلل عليه مع الشرح والتفسير الكافي الموجز  4- فرحة خاصة عند الطفل الكفيف عندما يحكي له قصة أو حكاية صغيرة.  ولابد أن نتذكر أخيرا قول هلين كيلر.  أريد أن أذكر الوالدين دائما بأن يدربوا الطفل الكفيف منذ الصغر على الاستخدام الصحيح اللحواس، إن التربية المثالية هي التي تهدف إلى مسايرة الحياة والرغبة في البحث عن طريق الحواس).  الطفل الكفيف .. كيف نتعامل معه ؟

نشر - بتاريخ - يونيو / 1997 - مجلة الرأي - عدد 11

 

 

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-