في لقاء أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح * لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية * علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة

حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم

في حوار صريح مع أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح

لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية.

علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة.

حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في حوار صريح مع أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح  لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية.  علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة.       مرت حركة فتح كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية منذ انطلاقتها في الأول من يناير 1965 وحتى الآن بمراحل كثيرة أثرت في مسيرتها ومسيرة الثورة الفلسطينية ، لذا كان لابد من إعادة ترتيب البيت الفتحاوي وترتيب صفوف الحركة خاصة بعد انضمام عدد كبير من كوادر حركة فتح إلى صفوف السلطة الوطنية الفلسطينية لتتلاءم مع التوجه الجديد الذي نعيشه لتظل رائدة في شتى المجالات كما كانت رائدة الكفاح المسلح . لذلك نشطت في هذه الأيام مؤتمرات الأقاليم التي تعقد في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة لإفراز قيادات عبر انتخابات ديمقراطية تمهيدا لعقد المؤتمر الحركي السادس لحركة فتح .  وقد كان لمجلة الساحل الفلسطيني هذا اللقاء مع أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح للوقوف على ماهية هذه المؤتمرات وقضايا أخرى تهم أبناء حركة فتح خاصة والشعب الفلسطيني عامة.  * بداية كيف تقارن أوجه العمل الحركي الفتحاوي في الشتات سابقا وعلى ارض الوطن حاليا ؟  - في الحقيقة أن العمل الحركي الفتحاوي هو في جوهره موحد، لكن هناك فرقا شاسعا بين أن تدير العمل التنظيمي من الخارج ، وأن تقوم به على ارض الوطن ، في الخارج لا يمكنك أن تكون في صورة الحدث ولا تستطيع أن تعطي إجابة شافية لمتطلبات العمل داخل الأراضي المحتلة ، والعمل بالمراسلة هو عمل صعب جدا يستغرق فترة زمنية طويلة ، إضافة أنه لا يعطي صورة حقيقية للواقع ، لقد أعطينا للأخوة في الداخل هامشا للعمل الحركي من أجل أن يكون لهم قدرة على تشخيص الواقع وإعطاء إجابة عليه بشكل واقعي و علمي ، وحاولنا منذ البداية أن تكون لحركة فتح قيادة شابة ومتفاعلة مع الواقع بعيدا عن اليافطات والشخصيات التي حسبت على التنظيم لفترات طويلة ولم تقدم الفتح أي شئ يذكر ، بل هدمت وقامت بمحاولات استزلام وتجزئة للجسد الفتحاوي، | هذا دفعنا لأن نبحث في حركة فتح عن قيادة شابة تقود المرحلة وتتعاطى مع طبيعة الأمور ، ولديها القدرة لدفع حركة فتح للأمام .  وبغض النظر عن هذا الموقف إلا أنه ونتيجة اللاعتقالات وتبدل المواقع القيادية برزت هناك قيادة شابة غير كفؤ للعمل التنظيمي كانت نتيجته تعليق مصير العمل داخل الأرض المحتلة بالخارج وبالتالي كانت تأتي القرارات غير منسجمة غير متناغمة مع طبيعة ما يدور داخل الأرض المحتلة . لذلك أستطيع القول أن العمل من الخارج صعب جدا في اتخاذ القرارات وصعب التعاطي بشكل مباشر مع صف القيادة الذي كان موجودا ، لذلك أنا أفرق بين العمل من الخارج و العمل من الداخل ، فقد كنا نجد صعوبة في متابعة الحدث اليومي واللحظي لمعالجة ما يدور على الأرض .  * كيف تقيم عقد مؤتمرات أقاليم فتح في قطاع غزة ؟  - إذا تحدثنا في هذا المجال ، فهو مجال رحب وواسع جدا ، بما يتعلق بالمؤتمرات ، فإننا نعتبر أنفسنا داخل الأرض المحتلة بأن النظام الأساسي لحركة فتح لايشملنا كإقليم أو كإحدى الأقاليم الموجودة في الخارج ، لقد شمل أفغانستان والتي تتمثل ب ۲۵ عضوا حركيا ولكن لم يشمل الوطن والذي يعد بالملايين ، لذلك طالبنا ومنذ البداية بان تعاد صياغة النظام الأساسي في المؤتمر الحركي السادس ، ولكن كوننا الآن غير مستعدين من حيث الجانب العملي لعقد هذا المؤتمر ، بأن عجلنا بتشكيل عقد المؤتمرات المناطقية حتى نستطيع أن نلتحم بالمؤسسة التنظيمية الحركة فتح، والآن نعتبر أنفسنا جميعا أعضاء في حركة فتح ولكن لا يوجد هيكلية تنظيمية حقيقية مرتبة ومنظمة ومؤطرة تشمل النظام الأساسي ، الدليل أن هناك لجنة تسمى باللجنة الحركية العليا ، وهو اسم غير وارد في النظام الأساسي لحركة فتح أو بمعنى المرجعية التنظيمية وهذه التسمية أيضا غير موجودة وهي تعبير عن حالة انعدام وجود إطار تنظيمي حقيقي يتناسب مع الهيكل للنظام الأساسي .  وفي نفس الوقت كل أمناء سر المناطق ومنسقي المناطق معينون ، وهذا التعيين يعتبر جزء من الشرعية وليس الشرعية بكاملها بمعنى أننا بحاجة لأن تكون كل الأقاليم بقيادتها قيادة منتخبة وشرعية وتحمل الصفة الشرعية حتى تستطيع أن تدير العملية التنظيمية والديمقراطية في إطار الإقليم نفسه، على اعتبار أنه لا يجوز أن يكون قيادة معينة في رأس الهرم بالإقليم .   نحن بحاجة لأن تلتحم مع المؤسسة الحركية إذ كيف نستطيع أن نصل إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية وأفرزنا منها قيادات شرعية عبر انتخابات ديمقراطية حتى نعيش الحياة التنظيمية من جديد .  *هل يمكن تحويل حركة فتح إلى حزب سياسي في غضون الفترة القريبة ؟  - نحن أبناء حركة فتح نعتبر أننا أبناء حركة تحرر وكوننا أبناء حركة تحرر جاءت الحركة بالاسم الوارد حركة التحرير الوطني الفلسطيني في نفس الوقت و ما زلنا حتى الآن في مرحلة التحرر الوطني، لأن التحرير لم يكتمل بعد ولم نصبح في كيان له صفة حدودية أو استقلال حقيقي ، وبالتالي لا نستطيع أن نترك الحركة أو نتخلى عن المرحلة لكي نتحول إلى حزب ونعيش الحياة العادية مع باقي الأحزاب ، لذلك سنستمر بالحركة لأن مرحلة التحرر الوطني لم تنته حتى إنجاز الهدف الاستراتيجي الذي انطلقنا من أجله ، وبعدها يكون لكل حادث حديث .  *كانت مؤتمرات حركة فتح على الدوام ، مناسبة للقيام بمراجعة نقدية لتجربة الفترة الواقعة ما بين مؤتمرین ، ما هي حسب تصورك المواقف والسياسات والتكتيكات التي ستحتاج إلى مراجعة نقدية في المؤتمر الحركي العام السادس القادم ؟  -لا أستطيع أن أستبق الأحداث ، أمامنا مهمات طويلة لحين انعقاد المؤتمر السادس ، هذه المهمات واقعة على عاتق حركة فتح وفي أولها الانسحاب الإسرائيلي والقدس و المستوطنات والحدود والجنين ، والنازحين وفاقدي التصاريح ، كل هذه الأمور لابد أن يتم إنجازها ، بعد ذلك في تصوري سيكون الفتح مؤتمرها السادس حتى يستطيع أن يقيم المسيرة كاملا ، ولكن لا نستطيع أن نعقد هذا المؤتمر في ظل انعدام التوازن الموجود في الفترة الحالية لأنه في حالة عقده لن يلبي الطموح أو المطالب الوطنية الواضحة المعالم والتي لم تنجز حتى الآن .  هل أنت مع تغيير النظام الأساسي لحركة؟  -نعم أنا مع تغيير جزء من النظام ، مع تغيير الطريقة الديمقراطية ، بمعنى زيادة وتوسيع الهامش الديمقراطي في العمل التنظيمي داخل فتح ، كذلك في انتخاب الهيئات التنظيمية . كذلك ضرورة تحديد الوطن وأهميته الاستراتيجية في النظام الأساسي وتوسيع الخلية التنظيمية وتوسيع الحلقات والأجنحة حتى نستطيع بعد عام من ترتيب الوضع التنظيمي أن نفتح باب الانتساب للعضوية في حركة فتح ولا نكون مضطرين لعمل خلل جديد في الشيء المبني حتى نستطيع أن نستوعبه لتهيئة الحركة لاستيعاب آلاف المناصرين أو المنتسبين لحركة فتح دون أن يحدث خلل في بنية الخلية الأساسية .  *هل أنت راض عن العنصر أو الكادر الفتحاوي ؟  - هناك فرق بين الطموح والواقع ، لقد كنا في الماضي نبذل جهدا كبيرا في الجانب الثقافي لابن الحركة وكوننا أبناء حركة تحرر وحركة تغيير فإننا معنيون أن نغير أولا الإنسان ، حتى يستطيع أن يغير ما حوله ، ويدافع عن أهداف ومبادئ الحركة وبرنامجها السياسي حتى نصل إلى الطموح . ولكن مرحلة الانتفاضة فرضت على الكادر الفتحاوي ومن دخل إلى حركة فتح اللجوء إلى الأسلوب العملي النضالي بعيدا عن الثقافة وبالتالي أصبح هناك بون شاسع بين قدرته على العمل اليومي والحياتي تنظيميا وقدرته الثقافية ، ولو أن هذا الإنسان لديه القدرة الثقافية و العلمية لأصبح كادرا متقدما ، ولكن أصبحت هناك هوة واسعة ما بين القدرات العملية للعنصر الفتحاوي و الثقافة بشكل عام . لذلك فإن هذا يعتبر أمرا خطيرا في البنية التنظيمية حيث أصبح كادرا بدون موقع تنظيمي ، قدراته الثقافية لا تؤهله لهذا الموقع وبالتالي يتسبب لنا في احراجات وإشكالات كثيرة.  *الانتخابات على الأبواب ، وقد بدأ العد التنازلي لها، والسؤال ما هي استعدادات حركة فتح لذلك وكيف سيتم اختيار مرشحيها؟ وما هو البرنامج الانتخابي الذي ستطرحونه على الجماهير ؟  - فيما يتعلق باستعدادات حركة فتح للانتخابات ، فحركة فتح تأخرت كثيرا في هذا المجال ولم تتدارك الوضع إلا في اللحظة الأخيرة ، رغم ذلك استطاعت أن تشكل اللجنة الأساسية للانتخابات التشريعية وهي اللجنة السياسية وعلى رأسها الأخ أبو مازن واللجنة التنظيمية الإدارية وعلى رأسها د/ زكريا الأغا والأخ فيصل الحسيني واللجنة المالية وعلى رأسها الأخ أبو العلاء ولجنة المرأة وعلى رأسها الأخت أم جهاد ، وهذه هي اللجان الأساسية التي تشكلت وهناك لجنة إعلامية ، وتم تشكيل لجنة للانتخابات من الأخوة أعضاء اللجنة الحركية والمجلس الثوري ، هؤلاء بمجملهم يشكلون اللجان الإدارية للمناطق وأخذ من كل إقليم أمين السر والمنسق وأعضاء اللجنة الحركية في المناطق للإقليم ، وأعضاء المجلس الثوري المتواجدين في الإقليم ، ليشكلوا اللجنة الإدارية والتنظيمية .  وذهبت هذه اللجان إلى أقاليمها لتجتمع بالكادر الفتحاوي حيث يطلب تجميع أكبر عدد ممكن من الكادر التنظيمي .   وقد تشكلت هذه الأسماء من كل الأقاليم من لجنة الإقليم الحالية ولجنة الإقليم السابق ومن أعضاء المكاتب الحركية الشعبية في الإقليم من المرأة ومن الكادر الفتحاوي الموجود ليكونوا هؤلاء على أهبة الاستعداد للنشاط التنظيمي للانتخابات التشريعية ، وانبثق عن هؤلاء في عمليات انتخابية داخل البيت الفتحاوي بتشكيل ثلاث لجان ، اللجنة المالية والإعلامية والخدماتية ، هذه اللجان الثلاثة هي التي ستقوم في بدء العمل للانتخابات .   وبالنسبة للبرنامج الانتخابي ، عكفت اللجنة المركزية على إعداد برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي وكافة البرامج التي تعالج القضايا الحياتية اليومية التي يعاني منها شعبنا حيث سيتم طرحها على الشعب الفلسطيني ، ولكن حتى الآن لم يحدد شئ ولم يستكمل بعد لأنه سيعالج كل القضايا الحياتية اليومية والتي يعاني منها شعبنا في هذه المرحلة .   *في حالة ترشيح عضو من حركة فتح نفسه خارج القائمة الرئيسية للحركة ، فكيف ستعالجون ذلك ؟  - هناك قرار في حركة فتح يقول كل من يرشح نفسه دون موافقة الحركة يكون قد جمد نفسه و عضويته من الحركة وفصل نفسه من الحركة .   *في تقديرك كيف ستسير عملية الانتخابات ؟  -في تصوري أن سير عملية الانتخابات ستكون هادئة جدا ليس بسبب أن لنا تجربة سابقة بل العكس هذه هي التجربة الأولى ولكن من منطلق حرصنا العام على إنجاح هذه التجربة بغض النظر أن خيرة كوادرنا في القطاع أو الشعب الفلسطيني برزت کمرشحين في الانتخابات وتستطيع أن تؤثر في فهم ووعي المجتمع الفلسطيني و علينا ترك العملية تسير بما تتطلبه المصلحة الوطنية دون زج النعرات أو إثارة التعصب أو العشائرية في هذه الانتخابات وبالتالي فهناك مراقبون ورجال أمن والحماية متوفرة لمراكز الاقتراع وللناس أيضا .  * هل يمكن القول أن أجهزة السلطة امتصت أبناء حركة فتح من فتح نفسها وكيف تعلل ذلك ؟  - أشكرك على هذا السؤال الوجيه حقيقة أن السلطة الوطنية استوعبت الكثير الكثير من فتح ولكن ليس بمستوى طموحنا ، كنا نرغب أن تستوعب عددا أكبر من ذلك ولكن بطريقة متوازنة ، كنا نسعى بضرورة التوجه إلى التنظيم مباشرة حتى نستطيع أن نحافظ على التوازن داخل حركة فتح ولكن ما حصل أن خيرة كوادر حركة فتح ذهبت إلى الأجهزة دون أن تراعي ماذا سيحصل لحركة فتح ، أقول ذلك وأنا أعاني الآن وحركة فتح كلها تعاني من هذا الخلل وإنني إذ أحمل المسؤولية الكبرى للأخوة في حركة فتح لاسيما الواعين منهم والذين يدركون مدى خطورة انتقالهم من الحركة إلى الأجهزة بحيث أنهم تركوا حركة فتح دون توازن حقيقي لدرجة أنها تراجعت وترهلت حتى أنها وصلت إلى درجة لا تستطيع فيها الوقوف على قدميها ، وحتى هذه اللحظة نحن نعاني من هذا الأمر بشكل واضح .  *هل هناك عزوف من قبل أبناء حركة فتح عن فتح نفسها كتعبير عن الرفض أو الاحتجاج على الأوضاع الداخلية للحركة ؟  - لا أشعر بأن هناك عزوفا هناك أنماط كثيرة موجودة هناك منهم من أحبط نتيجة ظلم وقع عليه وهناك من أحبط نتيجة أنه لم يأخذ حقه وهناك من أحبط نتيجة أن أحد الكوادر صعد وتسلق إلى أعلى السلم وهو جالس في القاع وهناك الكثير من المظاهر ولكن نعتبر أن حركة فتح هي حركة تحرر ، صحيح أنني انظر إلى زميلي ولكن أعتبر أن زميلي هو جزء مهم في مرحلة التحرر الوطني ، بل أعتبر أنه جزء بسيط جدا في حركة التحرر وإذا شبط على السلم نتيجة تسلقه فهذا شأنه وعلينا أن نمنع هذا التسلق السريع خوفا من تحطيم وتدمير الحركة ، وفي نفس الوقت علينا أن ندرك أنه جزء بسيط لا يؤثر على الحركة . وأقول من أحبط لا يجوز أن يعزل نفسه ويبقى في الزاوية ويقف على الرصيف وينظر إلى القطار وهو سائر ، وأقول أن عليه أن يأتي ليشارك ويستمر في العطاء وفي التضحية حتى نستطيع أن نقيم الحركة وعناصرها ونضع الرجل المناسب في المكان المناسب ويأخذ كل ذي حق حقه .   *ما هي في تقديرك مستلزمات صيانة وحدة الصف الوطني في إطار م.ت.ف في ظل التباينات السياسية القائمة حول المسيرة السلمية ؟  - لا نريد أن ندخل في الخلافات السياسية القديمة في الخارج لقد كانت تحكمنا الجغرافيا السياسية وحكمتنا واستطاعت أن تزرع فينا الفتنة وان تمزق الوحدة الوطنية الفلسطينية وان تمزق البندقية الفلسطينية واستطاعت أن تضعف من قوتنا خلال المرحلة الماضية في الخارج وبالذات في لبنان ، لقد طعنا بسكاكين الأنظمة العربية كلها وكل منهم جرب سكينه في لحمنا ، ولن نستثني منهم أحدا ، لقد كانت الفصائل الفلسطينية محسوبة على هذا النظام أو ذاك و يجب أن ندرك أن القرار الفلسطيني شئ مهم واستراتيجي والموقف الفلسطيني شئ مهم وخطير والنضال الفلسطيني من اجل فلسطين هو أساسي وجوهري ولا يجوز التفريط لا في القرار ولا في الفهم ولا في الموقف وأن لا نبيع أنفسنا إلى هذا النظام أو ذاك هذا باختصار جوهر الخلاف الذي كان يؤجج الصراع بين الفصائل لدرجة أننا وصلنا إلى مرحلة خطيرة جدا .  هناك صيغ وحدوية كثيرة يرددها الكثير ونسمعها من الجميع ولكن في حقيقة الأمر غير موجودة وهناك أفكار سياسية وهناك أفكار أيديولوجية في تصوري عندما تأتي لتربط بين من يحمل فكرا سياسيا عاما وبين من يحمل فكرا أيديولوجيا ففي حقيقة الأمر تصبح المشكلة صعبة إن لم يكن هناك برنامج سیاسي يحكمنا ، وفي تصوري أننا سنظل نسير في التخبط كما سرنا طوال الفترة الماضية تحت عناوین كثيرة باسم الوحدة الوطنية .. فمنذ نكبة 48 كان الهاجس الأساسي للشعب الفلسطيني هو العودة ، استطعنا أن نفكر وأن نصيغ صيغ عامة وطنية للعودة ، انبثقت هذه الفكرة في 65 واستمرت الثورة تناضل طيلة هذه السنين حتى وصلنا بآلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والثكالي إلى ما وصلنا إليه داخل الوطن ، إذا علينا أن نتوقف وأن نصيغ من جديد صياغة جديدة للمستقبل تحدد هيكلية وطريقة وأسلوب نضال الشعب الفلسطيني ، هذا ليس مطلوبا من السياسيين فحسب بل مطلوب من الأدباء والكتاب والصحفيين والشعراء والمعلمين من كل الشخصيات الوطنية كل من يستطيع أن يقدم في هذا الجانب  خاصة الجانب التربوي ، علينا جميعا أن نعيد صياغة أنفسنا وصياغة أفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة وكيفية الخروج من هذا المأزق الحالي وأقول لكل القوى السياسية والشخصيات الوطنية أن أوسلو بنقاطه سيء للغاية ومجحف بحق الشعب الفلسطيني ولكن هناك شعوب فرضت عليها اتفاقيات أقسى من اتفاقية أوسلو وأمامنا ألمانيا واليابان واستطاعت شعوبها أن تنهض من تحت الاتفاقية ، وعلينا أن نتوحد ونرص الصفوف وأن ندرك متطلبات المرحلة دون الدخول في مزایدات ، لا يوجد فصيل ولن يوجد فصيل استطاع أن يقدم بحجم الدم الذي قدمته حركة فتح عندما قدمت فتح شلالا من الدم ، كان البعض يقدم الدم بأنبوبة حبر علينا أن نحرم هدر الدم الفلسطيني والاقتتال والاحتراب الداخلي .  وأقول لا يجوز لأحد أن يعبث بمكتسبات وإنجازات الشعب الفلسطيني وغير مسموح أبدا لأحد أن يتطاول على الدم الفلسطيني ، لذلك مطلوب من القوى السياسية والمعارضة الفلسطينية أن تفكر جديا في مفهوم الوحدة الوطنية الحقيقية على ارض الوطن .   *هل ترى أن التعاطي مع السلام يعني بالضرورة التسليم بسقف محدد للحلول السياسية المطروحة ؟  - أن أي اتفاقية سلام لابد أن تتضح منذ اللحظة الأولى بأن يطلق عليها تسوية سلمية أو سلام مقابل شئ ولكن اتفاقية أوسلو اعتمدت على نقاط أساسية على أساس الأرض مقابل السلام و قرارات ۲۶۲ -۳۸۸ هذه هي النقاط الأساسية التي اعتمدت كمنهاج أساسي للاتفاقية ، ولكن لا ننكر بأن القوة والضغط لهما مالهما في الاتفاقيات ، هذا لا يعني أننا نطرح أنفسنا ضعفاء ، إننا لسنا ضعفاء ، إن هناك أوراقا كثيرة نستطيع أن نلعب بها ، وهذا لا يعني أن نبتعد عن عملية السلام ، عملية السلام قضية استراتيجية ونفكر فيها من الجانب الاستراتيجي والسلام كمفهوم استراتيجي عندنا هو سلام الهجوم على الحرب واللاسلم والتي استفادت منه إسرائيل طوال أربعة عقود، إن مفهوم الحرب والسلم الذي حاولت فرضه إسرائيل وأمريكا في المنطقة استجاب له العرب وهم مستفيدون منه ونحن فقط الخاسرون ، وبود العرب أن تستمر هذه الفترة الحرب واللاسلم ، فعندما طرح علينا السلام أخذنا به لیس استسلاما أخذناه كمفهوم هجومي على مفهوم الحرب واللاسلم وبالتالي هذا لا يعني استسلام بقدر أنه هجوم على الحرب الباردة بمفهومنا البسيط في منطقتنا .  * كيف تقيم أداء السلطة الوطنية منذ عودتها وحتى الآن ؟  - لقد عادت قواتنا إلى الوطن وكان الوطن مدمرا تدميرا نهائيا بمعنى لا يوجد في البنية التحتية الفلسطينية ما يصلح لأن يكون في إطار سلطة أو دولة ، لقد حطم الاحتلال كل محتويات البنية التحتية، لقد جاءت السلطة وهي تدرك أنها ستبدأ من الصفر بالمياه والكهرباء والهاتف إلى الإسكان والبلديات لذلك المطلوب من السلطة أن تقوم بعملية تغيير وفي نفس الوقت لا تملك السلطة من السيولة المادية ما يساعدها على ذلك وبالتالي اعتمدت كثيرا على الدول المانحة التي وعدت بالكثير ومنعت الكثير ومازلنا نعاني من هذا المنع المتواصل .  وهناك أخطاء في السلطة تتعلق بأفراد عليهم تحمل مسئولية أخطائهم وعلى السلطة أن تحاسبهم .  ولكن في هذا الظرف الصعب وفي ظل انعدام وجود تشريعات ورقابة لا يتسنى لها ذلك فلابد بعد الانتخابات التشريعية عندما يكون هناك مجلس تشريعي قوي يستطيع أن يحاسب ويراقب ويتابع .  *هل نحن على عتبة قيام الدولة الفلسطينية ؟  -نعم نحن على عتبة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف فنضال الشعوب لا يقاس بالأيام إن نضال الشعوب يقاس بالأجيال ويقاس بالعقود لذلك فإن العالم يدرك أن قيام الدولة آت لا محالة ولكن ليس قريبا جدا وان كل العراقيل الموجودة حاليا من قبل الإسرائيليين ، لمنع قيام الدولة الفلسطينية لمنع أن يكون المجلس تشريعيا وأن يكون تمثيليا فقط ومحاولتهم إغلاق الممثليات الفلسطينية ونشاط منظمة التحرير الفلسطينية بالخارج ومنع دائرتها السياسية كل هذا بسبب أن كل هذه المركبات أو المؤسسات مجتمعة يعني استكمال عملية بناء الدولة في ك ل مؤسساتها الداخلية وستكون القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية بإذن الله     حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في لقاء أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح    * لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية    * علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة                   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13    حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في لقاء أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح    * لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية    * علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة                   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13      حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في لقاء أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح    * لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية    * علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة                   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13

مرت حركة فتح كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية منذ انطلاقتها في الأول من يناير 1965 وحتى الآن بمراحل كثيرة أثرت في مسيرتها ومسيرة الثورة الفلسطينية ، لذا كان لابد من إعادة ترتيب البيت الفتحاوي وترتيب صفوف الحركة خاصة بعد انضمام عدد كبير من كوادر حركة فتح إلى صفوف السلطة الوطنية الفلسطينية لتتلاءم مع التوجه الجديد الذي نعيشه لتظل رائدة في شتى المجالات كما كانت رائدة الكفاح المسلح . لذلك نشطت في هذه الأيام مؤتمرات الأقاليم التي تعقد في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة لإفراز قيادات عبر انتخابات ديمقراطية تمهيدا لعقد المؤتمر الحركي السادس لحركة فتح .

وقد كان لمجلة الساحل الفلسطيني هذا اللقاء مع أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح للوقوف على ماهية هذه المؤتمرات وقضايا أخرى تهم أبناء حركة فتح خاصة والشعب الفلسطيني عامة.

* بداية كيف تقارن أوجه العمل الحركي الفتحاوي في الشتات سابقا وعلى ارض الوطن حاليا ؟

- في الحقيقة أن العمل الحركي الفتحاوي هو في جوهره موحد، لكن هناك فرقا شاسعا بين أن تدير العمل التنظيمي من الخارج ، وأن تقوم به على ارض الوطن ، في الخارج لا يمكنك أن تكون في صورة الحدث ولا تستطيع أن تعطي إجابة شافية لمتطلبات العمل داخل الأراضي المحتلة ، والعمل بالمراسلة هو عمل صعب جدا يستغرق فترة زمنية طويلة ، إضافة أنه لا يعطي صورة حقيقية للواقع ، لقد أعطينا للأخوة في الداخل هامشا للعمل الحركي من أجل أن يكون لهم قدرة على تشخيص الواقع وإعطاء إجابة عليه بشكل واقعي و علمي ، وحاولنا منذ البداية أن تكون لحركة فتح قيادة شابة ومتفاعلة مع الواقع بعيدا عن اليافطات والشخصيات التي حسبت على التنظيم لفترات طويلة ولم تقدم الفتح أي شئ يذكر ، بل هدمت وقامت بمحاولات استزلام وتجزئة للجسد الفتحاوي، | هذا دفعنا لأن نبحث في حركة فتح عن قيادة شابة تقود المرحلة وتتعاطى مع طبيعة الأمور ، ولديها القدرة لدفع حركة فتح للأمام .

وبغض النظر عن هذا الموقف إلا أنه ونتيجة اللاعتقالات وتبدل المواقع القيادية برزت هناك قيادة شابة غير كفؤ للعمل التنظيمي كانت نتيجته تعليق مصير العمل داخل الأرض المحتلة بالخارج وبالتالي كانت تأتي القرارات غير منسجمة غير متناغمة مع طبيعة ما يدور داخل الأرض المحتلة . لذلك أستطيع القول أن العمل من الخارج صعب جدا في اتخاذ القرارات وصعب التعاطي بشكل مباشر مع صف القيادة الذي كان موجودا ، لذلك أنا أفرق بين العمل من الخارج و العمل من الداخل ، فقد كنا نجد صعوبة في متابعة الحدث اليومي واللحظي لمعالجة ما يدور على الأرض .

* كيف تقيم عقد مؤتمرات أقاليم فتح في قطاع غزة ؟

- إذا تحدثنا في هذا المجال ، فهو مجال رحب وواسع جدا ، بما يتعلق بالمؤتمرات ، فإننا نعتبر أنفسنا داخل الأرض المحتلة بأن النظام الأساسي لحركة فتح لايشملنا كإقليم أو كإحدى الأقاليم الموجودة في الخارج ، لقد شمل أفغانستان والتي تتمثل ب ۲۵ عضوا حركيا ولكن لم يشمل الوطن والذي يعد بالملايين ، لذلك طالبنا ومنذ البداية بان تعاد صياغة النظام الأساسي في المؤتمر الحركي السادس ، ولكن كوننا الآن غير مستعدين من حيث الجانب العملي لعقد هذا المؤتمر ، بأن عجلنا بتشكيل عقد المؤتمرات المناطقية حتى نستطيع أن نلتحم بالمؤسسة التنظيمية الحركة فتح، والآن نعتبر أنفسنا جميعا أعضاء في حركة فتح ولكن لا يوجد هيكلية تنظيمية حقيقية مرتبة ومنظمة ومؤطرة تشمل النظام الأساسي ، الدليل أن هناك لجنة تسمى باللجنة الحركية العليا ، وهو اسم غير وارد في النظام الأساسي لحركة فتح أو بمعنى المرجعية التنظيمية وهذه التسمية أيضا غير موجودة وهي تعبير عن حالة انعدام وجود إطار تنظيمي حقيقي يتناسب مع الهيكل للنظام الأساسي .

وفي نفس الوقت كل أمناء سر المناطق ومنسقي المناطق معينون ، وهذا التعيين يعتبر جزء من الشرعية وليس الشرعية بكاملها بمعنى أننا بحاجة لأن تكون كل الأقاليم بقيادتها قيادة منتخبة وشرعية وتحمل الصفة الشرعية حتى تستطيع أن تدير العملية التنظيمية والديمقراطية في إطار الإقليم نفسه، على اعتبار أنه لا يجوز أن يكون قيادة معينة في رأس الهرم بالإقليم .

 نحن بحاجة لأن تلتحم مع المؤسسة الحركية إذ كيف نستطيع أن نصل إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية وأفرزنا منها قيادات شرعية عبر انتخابات ديمقراطية حتى نعيش الحياة التنظيمية من جديد .

*هل يمكن تحويل حركة فتح إلى حزب سياسي في غضون الفترة القريبة ؟

- نحن أبناء حركة فتح نعتبر أننا أبناء حركة تحرر وكوننا أبناء حركة تحرر جاءت الحركة بالاسم الوارد حركة التحرير الوطني الفلسطيني في نفس الوقت و ما زلنا حتى الآن في مرحلة التحرر الوطني، لأن التحرير لم يكتمل بعد ولم نصبح في كيان له صفة حدودية أو استقلال حقيقي ، وبالتالي لا نستطيع أن نترك الحركة أو نتخلى عن المرحلة لكي نتحول إلى حزب ونعيش الحياة العادية مع باقي الأحزاب ، لذلك سنستمر بالحركة لأن مرحلة التحرر الوطني لم تنته حتى إنجاز الهدف الاستراتيجي الذي انطلقنا من أجله ، وبعدها يكون لكل حادث حديث .

*كانت مؤتمرات حركة فتح على الدوام ، مناسبة للقيام بمراجعة نقدية لتجربة الفترة الواقعة ما بين مؤتمرین ، ما هي حسب تصورك المواقف والسياسات والتكتيكات التي ستحتاج إلى مراجعة نقدية في المؤتمر الحركي العام السادس القادم ؟

-لا أستطيع أن أستبق الأحداث ، أمامنا مهمات طويلة لحين انعقاد المؤتمر السادس ، هذه المهمات واقعة على عاتق حركة فتح وفي أولها الانسحاب الإسرائيلي والقدس و المستوطنات والحدود والجنين ، والنازحين وفاقدي التصاريح ، كل هذه الأمور لابد أن يتم إنجازها ، بعد ذلك في تصوري سيكون الفتح مؤتمرها السادس حتى يستطيع أن يقيم المسيرة كاملا ، ولكن لا نستطيع أن نعقد هذا المؤتمر في ظل انعدام التوازن الموجود في الفترة الحالية لأنه في حالة عقده لن يلبي الطموح أو المطالب الوطنية الواضحة المعالم والتي لم تنجز حتى الآن .

هل أنت مع تغيير النظام الأساسي لحركة؟

-نعم أنا مع تغيير جزء من النظام ، مع تغيير الطريقة الديمقراطية ، بمعنى زيادة وتوسيع الهامش الديمقراطي في العمل التنظيمي داخل فتح ، كذلك في انتخاب الهيئات التنظيمية . كذلك ضرورة تحديد الوطن وأهميته الاستراتيجية في النظام الأساسي وتوسيع الخلية التنظيمية وتوسيع الحلقات والأجنحة حتى نستطيع بعد عام من ترتيب الوضع التنظيمي أن نفتح باب الانتساب للعضوية في حركة فتح ولا نكون مضطرين لعمل خلل جديد في الشيء المبني حتى نستطيع أن نستوعبه لتهيئة الحركة لاستيعاب آلاف المناصرين أو المنتسبين لحركة فتح دون أن يحدث خلل في بنية الخلية الأساسية .

*هل أنت راض عن العنصر أو الكادر الفتحاوي ؟

- هناك فرق بين الطموح والواقع ، لقد كنا في الماضي نبذل جهدا كبيرا في الجانب الثقافي لابن الحركة وكوننا أبناء حركة تحرر وحركة تغيير فإننا معنيون أن نغير أولا الإنسان ، حتى يستطيع أن يغير ما حوله ، ويدافع عن أهداف ومبادئ الحركة وبرنامجها السياسي حتى نصل إلى الطموح . ولكن مرحلة الانتفاضة فرضت على الكادر الفتحاوي ومن دخل إلى حركة فتح اللجوء إلى الأسلوب العملي النضالي بعيدا عن الثقافة وبالتالي أصبح هناك بون شاسع بين قدرته على العمل اليومي والحياتي تنظيميا وقدرته الثقافية ، ولو أن هذا الإنسان لديه القدرة الثقافية و العلمية لأصبح كادرا متقدما ، ولكن أصبحت هناك هوة واسعة ما بين القدرات العملية للعنصر الفتحاوي و الثقافة بشكل عام . لذلك فإن هذا يعتبر أمرا خطيرا في البنية التنظيمية حيث أصبح كادرا بدون موقع تنظيمي ، قدراته الثقافية لا تؤهله لهذا الموقع وبالتالي يتسبب لنا في احراجات وإشكالات كثيرة.

*الانتخابات على الأبواب ، وقد بدأ العد التنازلي لها، والسؤال ما هي استعدادات حركة فتح لذلك وكيف سيتم اختيار مرشحيها؟ وما هو البرنامج الانتخابي الذي ستطرحونه على الجماهير ؟

- فيما يتعلق باستعدادات حركة فتح للانتخابات ، فحركة فتح تأخرت كثيرا في هذا المجال ولم تتدارك الوضع إلا في اللحظة الأخيرة ، رغم ذلك استطاعت أن تشكل اللجنة الأساسية للانتخابات التشريعية وهي اللجنة السياسية وعلى رأسها الأخ أبو مازن واللجنة التنظيمية الإدارية وعلى رأسها د/ زكريا الأغا والأخ فيصل الحسيني واللجنة المالية وعلى رأسها الأخ أبو العلاء ولجنة المرأة وعلى رأسها الأخت أم جهاد ، وهذه هي اللجان الأساسية التي تشكلت وهناك لجنة إعلامية ، وتم تشكيل لجنة للانتخابات من الأخوة أعضاء اللجنة الحركية والمجلس الثوري ، هؤلاء بمجملهم يشكلون اللجان الإدارية للمناطق وأخذ من كل إقليم أمين السر والمنسق وأعضاء اللجنة الحركية في المناطق للإقليم ، وأعضاء المجلس الثوري المتواجدين في الإقليم ، ليشكلوا اللجنة الإدارية والتنظيمية .

وذهبت هذه اللجان إلى أقاليمها لتجتمع بالكادر الفتحاوي حيث يطلب تجميع أكبر عدد ممكن من الكادر التنظيمي .

 وقد تشكلت هذه الأسماء من كل الأقاليم من لجنة الإقليم الحالية ولجنة الإقليم السابق ومن أعضاء المكاتب الحركية الشعبية في الإقليم من المرأة ومن الكادر الفتحاوي الموجود ليكونوا هؤلاء على أهبة الاستعداد للنشاط التنظيمي للانتخابات التشريعية ، وانبثق عن هؤلاء في عمليات انتخابية داخل البيت الفتحاوي بتشكيل ثلاث لجان ، اللجنة المالية والإعلامية والخدماتية ، هذه اللجان الثلاثة هي التي ستقوم في بدء العمل للانتخابات .

 وبالنسبة للبرنامج الانتخابي ، عكفت اللجنة المركزية على إعداد برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي وكافة البرامج التي تعالج القضايا الحياتية اليومية التي يعاني منها شعبنا حيث سيتم طرحها على الشعب الفلسطيني ، ولكن حتى الآن لم يحدد شئ ولم يستكمل بعد لأنه سيعالج كل القضايا الحياتية اليومية والتي يعاني منها شعبنا في هذه المرحلة .

 *في حالة ترشيح عضو من حركة فتح نفسه خارج القائمة الرئيسية للحركة ، فكيف ستعالجون ذلك ؟

- هناك قرار في حركة فتح يقول كل من يرشح نفسه دون موافقة الحركة يكون قد جمد نفسه و عضويته من الحركة وفصل نفسه من الحركة .

 *في تقديرك كيف ستسير عملية الانتخابات ؟

-في تصوري أن سير عملية الانتخابات ستكون هادئة جدا ليس بسبب أن لنا تجربة سابقة بل العكس هذه هي التجربة الأولى ولكن من منطلق حرصنا العام على إنجاح هذه التجربة بغض النظر أن خيرة كوادرنا في القطاع أو الشعب الفلسطيني برزت کمرشحين في الانتخابات وتستطيع أن تؤثر في فهم ووعي المجتمع الفلسطيني و علينا ترك العملية تسير بما تتطلبه المصلحة الوطنية دون زج النعرات أو إثارة التعصب أو العشائرية في هذه الانتخابات وبالتالي فهناك مراقبون ورجال أمن والحماية متوفرة لمراكز الاقتراع وللناس أيضا .

* هل يمكن القول أن أجهزة السلطة امتصت أبناء حركة فتح من فتح نفسها وكيف تعلل ذلك ؟

- أشكرك على هذا السؤال الوجيه حقيقة أن السلطة الوطنية استوعبت الكثير الكثير من فتح ولكن ليس بمستوى طموحنا ، كنا نرغب أن تستوعب عددا أكبر من ذلك ولكن بطريقة متوازنة ، كنا نسعى بضرورة التوجه إلى التنظيم مباشرة حتى نستطيع أن نحافظ على التوازن داخل حركة فتح ولكن ما حصل أن خيرة كوادر حركة فتح ذهبت إلى الأجهزة دون أن تراعي ماذا سيحصل لحركة فتح ، أقول ذلك وأنا أعاني الآن وحركة فتح كلها تعاني من هذا الخلل وإنني إذ أحمل المسؤولية الكبرى للأخوة في حركة فتح لاسيما الواعين منهم والذين يدركون مدى خطورة انتقالهم من الحركة إلى الأجهزة بحيث أنهم تركوا حركة فتح دون توازن حقيقي لدرجة أنها تراجعت وترهلت حتى أنها وصلت إلى درجة لا تستطيع فيها الوقوف على قدميها ، وحتى هذه اللحظة نحن نعاني من هذا الأمر بشكل واضح .

*هل هناك عزوف من قبل أبناء حركة فتح عن فتح نفسها كتعبير عن الرفض أو الاحتجاج على الأوضاع الداخلية للحركة ؟

- لا أشعر بأن هناك عزوفا هناك أنماط كثيرة موجودة هناك منهم من أحبط نتيجة ظلم وقع عليه وهناك من أحبط نتيجة أنه لم يأخذ حقه وهناك من أحبط نتيجة أن أحد الكوادر صعد وتسلق إلى أعلى السلم وهو جالس في القاع وهناك الكثير من المظاهر ولكن نعتبر أن حركة فتح هي حركة تحرر ، صحيح أنني انظر إلى زميلي ولكن أعتبر أن زميلي هو جزء مهم في مرحلة التحرر الوطني ، بل أعتبر أنه جزء بسيط جدا في حركة التحرر وإذا شبط على السلم نتيجة تسلقه فهذا شأنه وعلينا أن نمنع هذا التسلق السريع خوفا من تحطيم وتدمير الحركة ، وفي نفس الوقت علينا أن ندرك أنه جزء بسيط لا يؤثر على الحركة . وأقول من أحبط لا يجوز أن يعزل نفسه ويبقى في الزاوية ويقف على الرصيف وينظر إلى القطار وهو سائر ، وأقول أن عليه أن يأتي ليشارك ويستمر في العطاء وفي التضحية حتى نستطيع أن نقيم الحركة وعناصرها ونضع الرجل المناسب في المكان المناسب ويأخذ كل ذي حق حقه .

 *ما هي في تقديرك مستلزمات صيانة وحدة الصف الوطني في إطار م.ت.ف في ظل التباينات السياسية القائمة حول المسيرة السلمية ؟

- لا نريد أن ندخل في الخلافات السياسية القديمة في الخارج لقد كانت تحكمنا الجغرافيا السياسية وحكمتنا واستطاعت أن تزرع فينا الفتنة وان تمزق الوحدة الوطنية الفلسطينية وان تمزق البندقية الفلسطينية واستطاعت أن تضعف من قوتنا خلال المرحلة الماضية في الخارج وبالذات في لبنان ، لقد طعنا بسكاكين الأنظمة العربية كلها وكل منهم جرب سكينه في لحمنا ، ولن نستثني منهم أحدا ، لقد كانت الفصائل الفلسطينية محسوبة على هذا النظام أو ذاك و يجب أن ندرك أن القرار الفلسطيني شئ مهم واستراتيجي والموقف الفلسطيني شئ مهم وخطير والنضال الفلسطيني من اجل فلسطين هو أساسي وجوهري ولا يجوز التفريط لا في القرار ولا في الفهم ولا في الموقف وأن لا نبيع أنفسنا إلى هذا النظام أو ذاك هذا باختصار جوهر الخلاف الذي كان يؤجج الصراع بين الفصائل لدرجة أننا وصلنا إلى مرحلة خطيرة جدا .

هناك صيغ وحدوية كثيرة يرددها الكثير ونسمعها من الجميع ولكن في حقيقة الأمر غير موجودة وهناك أفكار سياسية وهناك أفكار أيديولوجية في تصوري عندما تأتي لتربط بين من يحمل فكرا سياسيا عاما وبين من يحمل فكرا أيديولوجيا ففي حقيقة الأمر تصبح المشكلة صعبة إن لم يكن هناك برنامج سیاسي يحكمنا ، وفي تصوري أننا سنظل نسير في التخبط كما سرنا طوال الفترة الماضية تحت عناوین كثيرة باسم الوحدة الوطنية .. فمنذ نكبة 48 كان الهاجس الأساسي للشعب الفلسطيني هو العودة ، استطعنا أن نفكر وأن نصيغ صيغ عامة وطنية للعودة ، انبثقت هذه الفكرة في 65 واستمرت الثورة تناضل طيلة هذه السنين حتى وصلنا بآلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والثكالي إلى ما وصلنا إليه داخل الوطن ، إذا علينا أن نتوقف وأن نصيغ من جديد صياغة جديدة للمستقبل تحدد هيكلية وطريقة وأسلوب نضال الشعب الفلسطيني ، هذا ليس مطلوبا من السياسيين فحسب بل مطلوب من الأدباء والكتاب والصحفيين والشعراء والمعلمين من كل الشخصيات الوطنية كل من يستطيع أن يقدم في هذا الجانب  خاصة الجانب التربوي ، علينا جميعا أن نعيد صياغة أنفسنا وصياغة أفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة وكيفية الخروج من هذا المأزق الحالي وأقول لكل القوى السياسية والشخصيات الوطنية أن أوسلو بنقاطه سيء للغاية ومجحف بحق الشعب الفلسطيني ولكن هناك شعوب فرضت عليها اتفاقيات أقسى من اتفاقية أوسلو وأمامنا ألمانيا واليابان واستطاعت شعوبها أن تنهض من تحت الاتفاقية ، وعلينا أن نتوحد ونرص الصفوف وأن ندرك متطلبات المرحلة دون الدخول في مزایدات ، لا يوجد فصيل ولن يوجد فصيل استطاع أن يقدم بحجم الدم الذي قدمته حركة فتح عندما قدمت فتح شلالا من الدم ، كان البعض يقدم الدم بأنبوبة حبر علينا أن نحرم هدر الدم الفلسطيني والاقتتال والاحتراب الداخلي .

وأقول لا يجوز لأحد أن يعبث بمكتسبات وإنجازات الشعب الفلسطيني وغير مسموح أبدا لأحد أن يتطاول على الدم الفلسطيني ، لذلك مطلوب من القوى السياسية والمعارضة الفلسطينية أن تفكر جديا في مفهوم الوحدة الوطنية الحقيقية على ارض الوطن .

 *هل ترى أن التعاطي مع السلام يعني بالضرورة التسليم بسقف محدد للحلول السياسية المطروحة ؟

- أن أي اتفاقية سلام لابد أن تتضح منذ اللحظة الأولى بأن يطلق عليها تسوية سلمية أو سلام مقابل شئ ولكن اتفاقية أوسلو اعتمدت على نقاط أساسية على أساس الأرض مقابل السلام و قرارات ۲۶۲ -۳۸۸ هذه هي النقاط الأساسية التي اعتمدت كمنهاج أساسي للاتفاقية ، ولكن لا ننكر بأن القوة والضغط لهما مالهما في الاتفاقيات ، هذا لا يعني أننا نطرح أنفسنا ضعفاء ، إننا لسنا ضعفاء ، إن هناك أوراقا كثيرة نستطيع أن نلعب بها ، وهذا لا يعني أن نبتعد عن عملية السلام ، عملية السلام قضية استراتيجية ونفكر فيها من الجانب الاستراتيجي والسلام كمفهوم استراتيجي عندنا هو سلام الهجوم على الحرب واللاسلم والتي استفادت منه إسرائيل طوال أربعة عقود، إن مفهوم الحرب والسلم الذي حاولت فرضه إسرائيل وأمريكا في المنطقة استجاب له العرب وهم مستفيدون منه ونحن فقط الخاسرون ، وبود العرب أن تستمر هذه الفترة الحرب واللاسلم ، فعندما طرح علينا السلام أخذنا به لیس استسلاما أخذناه كمفهوم هجومي على مفهوم الحرب واللاسلم وبالتالي هذا لا يعني استسلام بقدر أنه هجوم على الحرب الباردة بمفهومنا البسيط في منطقتنا .

* كيف تقيم أداء السلطة الوطنية منذ عودتها وحتى الآن ؟

- لقد عادت قواتنا إلى الوطن وكان الوطن مدمرا تدميرا نهائيا بمعنى لا يوجد في البنية التحتية الفلسطينية ما يصلح لأن يكون في إطار سلطة أو دولة ، لقد حطم الاحتلال كل محتويات البنية التحتية، لقد جاءت السلطة وهي تدرك أنها ستبدأ من الصفر بالمياه والكهرباء والهاتف إلى الإسكان والبلديات لذلك المطلوب من السلطة أن تقوم بعملية تغيير وفي نفس الوقت لا تملك السلطة من السيولة المادية ما يساعدها على ذلك وبالتالي اعتمدت كثيرا على الدول المانحة التي وعدت بالكثير ومنعت الكثير ومازلنا نعاني من هذا المنع المتواصل .

وهناك أخطاء في السلطة تتعلق بأفراد عليهم تحمل مسئولية أخطائهم وعلى السلطة أن تحاسبهم .

ولكن في هذا الظرف الصعب وفي ظل انعدام وجود تشريعات ورقابة لا يتسنى لها ذلك فلابد بعد الانتخابات التشريعية عندما يكون هناك مجلس تشريعي قوي يستطيع أن يحاسب ويراقب ويتابع .

*هل نحن على عتبة قيام الدولة الفلسطينية ؟

-نعم نحن على عتبة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف فنضال الشعوب لا يقاس بالأيام إن نضال الشعوب يقاس بالأجيال ويقاس بالعقود لذلك فإن العالم يدرك أن قيام الدولة آت لا محالة ولكن ليس قريبا جدا وان كل العراقيل الموجودة حاليا من قبل الإسرائيليين ، لمنع قيام الدولة الفلسطينية لمنع أن يكون المجلس تشريعيا وأن يكون تمثيليا فقط ومحاولتهم إغلاق الممثليات الفلسطينية ونشاط منظمة التحرير الفلسطينية بالخارج ومنع دائرتها السياسية كل هذا بسبب أن كل هذه المركبات أو المؤسسات مجتمعة يعني استكمال عملية بناء الدولة في ك ل مؤسساتها الداخلية وستكون القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية بإذن الله

 

حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في حوار صريح مع أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح  لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية.  علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة.       مرت حركة فتح كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية منذ انطلاقتها في الأول من يناير 1965 وحتى الآن بمراحل كثيرة أثرت في مسيرتها ومسيرة الثورة الفلسطينية ، لذا كان لابد من إعادة ترتيب البيت الفتحاوي وترتيب صفوف الحركة خاصة بعد انضمام عدد كبير من كوادر حركة فتح إلى صفوف السلطة الوطنية الفلسطينية لتتلاءم مع التوجه الجديد الذي نعيشه لتظل رائدة في شتى المجالات كما كانت رائدة الكفاح المسلح . لذلك نشطت في هذه الأيام مؤتمرات الأقاليم التي تعقد في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة لإفراز قيادات عبر انتخابات ديمقراطية تمهيدا لعقد المؤتمر الحركي السادس لحركة فتح .  وقد كان لمجلة الساحل الفلسطيني هذا اللقاء مع أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح للوقوف على ماهية هذه المؤتمرات وقضايا أخرى تهم أبناء حركة فتح خاصة والشعب الفلسطيني عامة.  * بداية كيف تقارن أوجه العمل الحركي الفتحاوي في الشتات سابقا وعلى ارض الوطن حاليا ؟  - في الحقيقة أن العمل الحركي الفتحاوي هو في جوهره موحد، لكن هناك فرقا شاسعا بين أن تدير العمل التنظيمي من الخارج ، وأن تقوم به على ارض الوطن ، في الخارج لا يمكنك أن تكون في صورة الحدث ولا تستطيع أن تعطي إجابة شافية لمتطلبات العمل داخل الأراضي المحتلة ، والعمل بالمراسلة هو عمل صعب جدا يستغرق فترة زمنية طويلة ، إضافة أنه لا يعطي صورة حقيقية للواقع ، لقد أعطينا للأخوة في الداخل هامشا للعمل الحركي من أجل أن يكون لهم قدرة على تشخيص الواقع وإعطاء إجابة عليه بشكل واقعي و علمي ، وحاولنا منذ البداية أن تكون لحركة فتح قيادة شابة ومتفاعلة مع الواقع بعيدا عن اليافطات والشخصيات التي حسبت على التنظيم لفترات طويلة ولم تقدم الفتح أي شئ يذكر ، بل هدمت وقامت بمحاولات استزلام وتجزئة للجسد الفتحاوي، | هذا دفعنا لأن نبحث في حركة فتح عن قيادة شابة تقود المرحلة وتتعاطى مع طبيعة الأمور ، ولديها القدرة لدفع حركة فتح للأمام .  وبغض النظر عن هذا الموقف إلا أنه ونتيجة اللاعتقالات وتبدل المواقع القيادية برزت هناك قيادة شابة غير كفؤ للعمل التنظيمي كانت نتيجته تعليق مصير العمل داخل الأرض المحتلة بالخارج وبالتالي كانت تأتي القرارات غير منسجمة غير متناغمة مع طبيعة ما يدور داخل الأرض المحتلة . لذلك أستطيع القول أن العمل من الخارج صعب جدا في اتخاذ القرارات وصعب التعاطي بشكل مباشر مع صف القيادة الذي كان موجودا ، لذلك أنا أفرق بين العمل من الخارج و العمل من الداخل ، فقد كنا نجد صعوبة في متابعة الحدث اليومي واللحظي لمعالجة ما يدور على الأرض .  * كيف تقيم عقد مؤتمرات أقاليم فتح في قطاع غزة ؟  - إذا تحدثنا في هذا المجال ، فهو مجال رحب وواسع جدا ، بما يتعلق بالمؤتمرات ، فإننا نعتبر أنفسنا داخل الأرض المحتلة بأن النظام الأساسي لحركة فتح لايشملنا كإقليم أو كإحدى الأقاليم الموجودة في الخارج ، لقد شمل أفغانستان والتي تتمثل ب ۲۵ عضوا حركيا ولكن لم يشمل الوطن والذي يعد بالملايين ، لذلك طالبنا ومنذ البداية بان تعاد صياغة النظام الأساسي في المؤتمر الحركي السادس ، ولكن كوننا الآن غير مستعدين من حيث الجانب العملي لعقد هذا المؤتمر ، بأن عجلنا بتشكيل عقد المؤتمرات المناطقية حتى نستطيع أن نلتحم بالمؤسسة التنظيمية الحركة فتح، والآن نعتبر أنفسنا جميعا أعضاء في حركة فتح ولكن لا يوجد هيكلية تنظيمية حقيقية مرتبة ومنظمة ومؤطرة تشمل النظام الأساسي ، الدليل أن هناك لجنة تسمى باللجنة الحركية العليا ، وهو اسم غير وارد في النظام الأساسي لحركة فتح أو بمعنى المرجعية التنظيمية وهذه التسمية أيضا غير موجودة وهي تعبير عن حالة انعدام وجود إطار تنظيمي حقيقي يتناسب مع الهيكل للنظام الأساسي .  وفي نفس الوقت كل أمناء سر المناطق ومنسقي المناطق معينون ، وهذا التعيين يعتبر جزء من الشرعية وليس الشرعية بكاملها بمعنى أننا بحاجة لأن تكون كل الأقاليم بقيادتها قيادة منتخبة وشرعية وتحمل الصفة الشرعية حتى تستطيع أن تدير العملية التنظيمية والديمقراطية في إطار الإقليم نفسه، على اعتبار أنه لا يجوز أن يكون قيادة معينة في رأس الهرم بالإقليم .   نحن بحاجة لأن تلتحم مع المؤسسة الحركية إذ كيف نستطيع أن نصل إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية وأفرزنا منها قيادات شرعية عبر انتخابات ديمقراطية حتى نعيش الحياة التنظيمية من جديد .  *هل يمكن تحويل حركة فتح إلى حزب سياسي في غضون الفترة القريبة ؟  - نحن أبناء حركة فتح نعتبر أننا أبناء حركة تحرر وكوننا أبناء حركة تحرر جاءت الحركة بالاسم الوارد حركة التحرير الوطني الفلسطيني في نفس الوقت و ما زلنا حتى الآن في مرحلة التحرر الوطني، لأن التحرير لم يكتمل بعد ولم نصبح في كيان له صفة حدودية أو استقلال حقيقي ، وبالتالي لا نستطيع أن نترك الحركة أو نتخلى عن المرحلة لكي نتحول إلى حزب ونعيش الحياة العادية مع باقي الأحزاب ، لذلك سنستمر بالحركة لأن مرحلة التحرر الوطني لم تنته حتى إنجاز الهدف الاستراتيجي الذي انطلقنا من أجله ، وبعدها يكون لكل حادث حديث .  *كانت مؤتمرات حركة فتح على الدوام ، مناسبة للقيام بمراجعة نقدية لتجربة الفترة الواقعة ما بين مؤتمرین ، ما هي حسب تصورك المواقف والسياسات والتكتيكات التي ستحتاج إلى مراجعة نقدية في المؤتمر الحركي العام السادس القادم ؟  -لا أستطيع أن أستبق الأحداث ، أمامنا مهمات طويلة لحين انعقاد المؤتمر السادس ، هذه المهمات واقعة على عاتق حركة فتح وفي أولها الانسحاب الإسرائيلي والقدس و المستوطنات والحدود والجنين ، والنازحين وفاقدي التصاريح ، كل هذه الأمور لابد أن يتم إنجازها ، بعد ذلك في تصوري سيكون الفتح مؤتمرها السادس حتى يستطيع أن يقيم المسيرة كاملا ، ولكن لا نستطيع أن نعقد هذا المؤتمر في ظل انعدام التوازن الموجود في الفترة الحالية لأنه في حالة عقده لن يلبي الطموح أو المطالب الوطنية الواضحة المعالم والتي لم تنجز حتى الآن .  هل أنت مع تغيير النظام الأساسي لحركة؟  -نعم أنا مع تغيير جزء من النظام ، مع تغيير الطريقة الديمقراطية ، بمعنى زيادة وتوسيع الهامش الديمقراطي في العمل التنظيمي داخل فتح ، كذلك في انتخاب الهيئات التنظيمية . كذلك ضرورة تحديد الوطن وأهميته الاستراتيجية في النظام الأساسي وتوسيع الخلية التنظيمية وتوسيع الحلقات والأجنحة حتى نستطيع بعد عام من ترتيب الوضع التنظيمي أن نفتح باب الانتساب للعضوية في حركة فتح ولا نكون مضطرين لعمل خلل جديد في الشيء المبني حتى نستطيع أن نستوعبه لتهيئة الحركة لاستيعاب آلاف المناصرين أو المنتسبين لحركة فتح دون أن يحدث خلل في بنية الخلية الأساسية .  *هل أنت راض عن العنصر أو الكادر الفتحاوي ؟  - هناك فرق بين الطموح والواقع ، لقد كنا في الماضي نبذل جهدا كبيرا في الجانب الثقافي لابن الحركة وكوننا أبناء حركة تحرر وحركة تغيير فإننا معنيون أن نغير أولا الإنسان ، حتى يستطيع أن يغير ما حوله ، ويدافع عن أهداف ومبادئ الحركة وبرنامجها السياسي حتى نصل إلى الطموح . ولكن مرحلة الانتفاضة فرضت على الكادر الفتحاوي ومن دخل إلى حركة فتح اللجوء إلى الأسلوب العملي النضالي بعيدا عن الثقافة وبالتالي أصبح هناك بون شاسع بين قدرته على العمل اليومي والحياتي تنظيميا وقدرته الثقافية ، ولو أن هذا الإنسان لديه القدرة الثقافية و العلمية لأصبح كادرا متقدما ، ولكن أصبحت هناك هوة واسعة ما بين القدرات العملية للعنصر الفتحاوي و الثقافة بشكل عام . لذلك فإن هذا يعتبر أمرا خطيرا في البنية التنظيمية حيث أصبح كادرا بدون موقع تنظيمي ، قدراته الثقافية لا تؤهله لهذا الموقع وبالتالي يتسبب لنا في احراجات وإشكالات كثيرة.  *الانتخابات على الأبواب ، وقد بدأ العد التنازلي لها، والسؤال ما هي استعدادات حركة فتح لذلك وكيف سيتم اختيار مرشحيها؟ وما هو البرنامج الانتخابي الذي ستطرحونه على الجماهير ؟  - فيما يتعلق باستعدادات حركة فتح للانتخابات ، فحركة فتح تأخرت كثيرا في هذا المجال ولم تتدارك الوضع إلا في اللحظة الأخيرة ، رغم ذلك استطاعت أن تشكل اللجنة الأساسية للانتخابات التشريعية وهي اللجنة السياسية وعلى رأسها الأخ أبو مازن واللجنة التنظيمية الإدارية وعلى رأسها د/ زكريا الأغا والأخ فيصل الحسيني واللجنة المالية وعلى رأسها الأخ أبو العلاء ولجنة المرأة وعلى رأسها الأخت أم جهاد ، وهذه هي اللجان الأساسية التي تشكلت وهناك لجنة إعلامية ، وتم تشكيل لجنة للانتخابات من الأخوة أعضاء اللجنة الحركية والمجلس الثوري ، هؤلاء بمجملهم يشكلون اللجان الإدارية للمناطق وأخذ من كل إقليم أمين السر والمنسق وأعضاء اللجنة الحركية في المناطق للإقليم ، وأعضاء المجلس الثوري المتواجدين في الإقليم ، ليشكلوا اللجنة الإدارية والتنظيمية .  وذهبت هذه اللجان إلى أقاليمها لتجتمع بالكادر الفتحاوي حيث يطلب تجميع أكبر عدد ممكن من الكادر التنظيمي .   وقد تشكلت هذه الأسماء من كل الأقاليم من لجنة الإقليم الحالية ولجنة الإقليم السابق ومن أعضاء المكاتب الحركية الشعبية في الإقليم من المرأة ومن الكادر الفتحاوي الموجود ليكونوا هؤلاء على أهبة الاستعداد للنشاط التنظيمي للانتخابات التشريعية ، وانبثق عن هؤلاء في عمليات انتخابية داخل البيت الفتحاوي بتشكيل ثلاث لجان ، اللجنة المالية والإعلامية والخدماتية ، هذه اللجان الثلاثة هي التي ستقوم في بدء العمل للانتخابات .   وبالنسبة للبرنامج الانتخابي ، عكفت اللجنة المركزية على إعداد برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي وكافة البرامج التي تعالج القضايا الحياتية اليومية التي يعاني منها شعبنا حيث سيتم طرحها على الشعب الفلسطيني ، ولكن حتى الآن لم يحدد شئ ولم يستكمل بعد لأنه سيعالج كل القضايا الحياتية اليومية والتي يعاني منها شعبنا في هذه المرحلة .   *في حالة ترشيح عضو من حركة فتح نفسه خارج القائمة الرئيسية للحركة ، فكيف ستعالجون ذلك ؟  - هناك قرار في حركة فتح يقول كل من يرشح نفسه دون موافقة الحركة يكون قد جمد نفسه و عضويته من الحركة وفصل نفسه من الحركة .   *في تقديرك كيف ستسير عملية الانتخابات ؟  -في تصوري أن سير عملية الانتخابات ستكون هادئة جدا ليس بسبب أن لنا تجربة سابقة بل العكس هذه هي التجربة الأولى ولكن من منطلق حرصنا العام على إنجاح هذه التجربة بغض النظر أن خيرة كوادرنا في القطاع أو الشعب الفلسطيني برزت کمرشحين في الانتخابات وتستطيع أن تؤثر في فهم ووعي المجتمع الفلسطيني و علينا ترك العملية تسير بما تتطلبه المصلحة الوطنية دون زج النعرات أو إثارة التعصب أو العشائرية في هذه الانتخابات وبالتالي فهناك مراقبون ورجال أمن والحماية متوفرة لمراكز الاقتراع وللناس أيضا .  * هل يمكن القول أن أجهزة السلطة امتصت أبناء حركة فتح من فتح نفسها وكيف تعلل ذلك ؟  - أشكرك على هذا السؤال الوجيه حقيقة أن السلطة الوطنية استوعبت الكثير الكثير من فتح ولكن ليس بمستوى طموحنا ، كنا نرغب أن تستوعب عددا أكبر من ذلك ولكن بطريقة متوازنة ، كنا نسعى بضرورة التوجه إلى التنظيم مباشرة حتى نستطيع أن نحافظ على التوازن داخل حركة فتح ولكن ما حصل أن خيرة كوادر حركة فتح ذهبت إلى الأجهزة دون أن تراعي ماذا سيحصل لحركة فتح ، أقول ذلك وأنا أعاني الآن وحركة فتح كلها تعاني من هذا الخلل وإنني إذ أحمل المسؤولية الكبرى للأخوة في حركة فتح لاسيما الواعين منهم والذين يدركون مدى خطورة انتقالهم من الحركة إلى الأجهزة بحيث أنهم تركوا حركة فتح دون توازن حقيقي لدرجة أنها تراجعت وترهلت حتى أنها وصلت إلى درجة لا تستطيع فيها الوقوف على قدميها ، وحتى هذه اللحظة نحن نعاني من هذا الأمر بشكل واضح .  *هل هناك عزوف من قبل أبناء حركة فتح عن فتح نفسها كتعبير عن الرفض أو الاحتجاج على الأوضاع الداخلية للحركة ؟  - لا أشعر بأن هناك عزوفا هناك أنماط كثيرة موجودة هناك منهم من أحبط نتيجة ظلم وقع عليه وهناك من أحبط نتيجة أنه لم يأخذ حقه وهناك من أحبط نتيجة أن أحد الكوادر صعد وتسلق إلى أعلى السلم وهو جالس في القاع وهناك الكثير من المظاهر ولكن نعتبر أن حركة فتح هي حركة تحرر ، صحيح أنني انظر إلى زميلي ولكن أعتبر أن زميلي هو جزء مهم في مرحلة التحرر الوطني ، بل أعتبر أنه جزء بسيط جدا في حركة التحرر وإذا شبط على السلم نتيجة تسلقه فهذا شأنه وعلينا أن نمنع هذا التسلق السريع خوفا من تحطيم وتدمير الحركة ، وفي نفس الوقت علينا أن ندرك أنه جزء بسيط لا يؤثر على الحركة . وأقول من أحبط لا يجوز أن يعزل نفسه ويبقى في الزاوية ويقف على الرصيف وينظر إلى القطار وهو سائر ، وأقول أن عليه أن يأتي ليشارك ويستمر في العطاء وفي التضحية حتى نستطيع أن نقيم الحركة وعناصرها ونضع الرجل المناسب في المكان المناسب ويأخذ كل ذي حق حقه .   *ما هي في تقديرك مستلزمات صيانة وحدة الصف الوطني في إطار م.ت.ف في ظل التباينات السياسية القائمة حول المسيرة السلمية ؟  - لا نريد أن ندخل في الخلافات السياسية القديمة في الخارج لقد كانت تحكمنا الجغرافيا السياسية وحكمتنا واستطاعت أن تزرع فينا الفتنة وان تمزق الوحدة الوطنية الفلسطينية وان تمزق البندقية الفلسطينية واستطاعت أن تضعف من قوتنا خلال المرحلة الماضية في الخارج وبالذات في لبنان ، لقد طعنا بسكاكين الأنظمة العربية كلها وكل منهم جرب سكينه في لحمنا ، ولن نستثني منهم أحدا ، لقد كانت الفصائل الفلسطينية محسوبة على هذا النظام أو ذاك و يجب أن ندرك أن القرار الفلسطيني شئ مهم واستراتيجي والموقف الفلسطيني شئ مهم وخطير والنضال الفلسطيني من اجل فلسطين هو أساسي وجوهري ولا يجوز التفريط لا في القرار ولا في الفهم ولا في الموقف وأن لا نبيع أنفسنا إلى هذا النظام أو ذاك هذا باختصار جوهر الخلاف الذي كان يؤجج الصراع بين الفصائل لدرجة أننا وصلنا إلى مرحلة خطيرة جدا .  هناك صيغ وحدوية كثيرة يرددها الكثير ونسمعها من الجميع ولكن في حقيقة الأمر غير موجودة وهناك أفكار سياسية وهناك أفكار أيديولوجية في تصوري عندما تأتي لتربط بين من يحمل فكرا سياسيا عاما وبين من يحمل فكرا أيديولوجيا ففي حقيقة الأمر تصبح المشكلة صعبة إن لم يكن هناك برنامج سیاسي يحكمنا ، وفي تصوري أننا سنظل نسير في التخبط كما سرنا طوال الفترة الماضية تحت عناوین كثيرة باسم الوحدة الوطنية .. فمنذ نكبة 48 كان الهاجس الأساسي للشعب الفلسطيني هو العودة ، استطعنا أن نفكر وأن نصيغ صيغ عامة وطنية للعودة ، انبثقت هذه الفكرة في 65 واستمرت الثورة تناضل طيلة هذه السنين حتى وصلنا بآلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والثكالي إلى ما وصلنا إليه داخل الوطن ، إذا علينا أن نتوقف وأن نصيغ من جديد صياغة جديدة للمستقبل تحدد هيكلية وطريقة وأسلوب نضال الشعب الفلسطيني ، هذا ليس مطلوبا من السياسيين فحسب بل مطلوب من الأدباء والكتاب والصحفيين والشعراء والمعلمين من كل الشخصيات الوطنية كل من يستطيع أن يقدم في هذا الجانب  خاصة الجانب التربوي ، علينا جميعا أن نعيد صياغة أنفسنا وصياغة أفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة وكيفية الخروج من هذا المأزق الحالي وأقول لكل القوى السياسية والشخصيات الوطنية أن أوسلو بنقاطه سيء للغاية ومجحف بحق الشعب الفلسطيني ولكن هناك شعوب فرضت عليها اتفاقيات أقسى من اتفاقية أوسلو وأمامنا ألمانيا واليابان واستطاعت شعوبها أن تنهض من تحت الاتفاقية ، وعلينا أن نتوحد ونرص الصفوف وأن ندرك متطلبات المرحلة دون الدخول في مزایدات ، لا يوجد فصيل ولن يوجد فصيل استطاع أن يقدم بحجم الدم الذي قدمته حركة فتح عندما قدمت فتح شلالا من الدم ، كان البعض يقدم الدم بأنبوبة حبر علينا أن نحرم هدر الدم الفلسطيني والاقتتال والاحتراب الداخلي .  وأقول لا يجوز لأحد أن يعبث بمكتسبات وإنجازات الشعب الفلسطيني وغير مسموح أبدا لأحد أن يتطاول على الدم الفلسطيني ، لذلك مطلوب من القوى السياسية والمعارضة الفلسطينية أن تفكر جديا في مفهوم الوحدة الوطنية الحقيقية على ارض الوطن .   *هل ترى أن التعاطي مع السلام يعني بالضرورة التسليم بسقف محدد للحلول السياسية المطروحة ؟  - أن أي اتفاقية سلام لابد أن تتضح منذ اللحظة الأولى بأن يطلق عليها تسوية سلمية أو سلام مقابل شئ ولكن اتفاقية أوسلو اعتمدت على نقاط أساسية على أساس الأرض مقابل السلام و قرارات ۲۶۲ -۳۸۸ هذه هي النقاط الأساسية التي اعتمدت كمنهاج أساسي للاتفاقية ، ولكن لا ننكر بأن القوة والضغط لهما مالهما في الاتفاقيات ، هذا لا يعني أننا نطرح أنفسنا ضعفاء ، إننا لسنا ضعفاء ، إن هناك أوراقا كثيرة نستطيع أن نلعب بها ، وهذا لا يعني أن نبتعد عن عملية السلام ، عملية السلام قضية استراتيجية ونفكر فيها من الجانب الاستراتيجي والسلام كمفهوم استراتيجي عندنا هو سلام الهجوم على الحرب واللاسلم والتي استفادت منه إسرائيل طوال أربعة عقود، إن مفهوم الحرب والسلم الذي حاولت فرضه إسرائيل وأمريكا في المنطقة استجاب له العرب وهم مستفيدون منه ونحن فقط الخاسرون ، وبود العرب أن تستمر هذه الفترة الحرب واللاسلم ، فعندما طرح علينا السلام أخذنا به لیس استسلاما أخذناه كمفهوم هجومي على مفهوم الحرب واللاسلم وبالتالي هذا لا يعني استسلام بقدر أنه هجوم على الحرب الباردة بمفهومنا البسيط في منطقتنا .  * كيف تقيم أداء السلطة الوطنية منذ عودتها وحتى الآن ؟  - لقد عادت قواتنا إلى الوطن وكان الوطن مدمرا تدميرا نهائيا بمعنى لا يوجد في البنية التحتية الفلسطينية ما يصلح لأن يكون في إطار سلطة أو دولة ، لقد حطم الاحتلال كل محتويات البنية التحتية، لقد جاءت السلطة وهي تدرك أنها ستبدأ من الصفر بالمياه والكهرباء والهاتف إلى الإسكان والبلديات لذلك المطلوب من السلطة أن تقوم بعملية تغيير وفي نفس الوقت لا تملك السلطة من السيولة المادية ما يساعدها على ذلك وبالتالي اعتمدت كثيرا على الدول المانحة التي وعدت بالكثير ومنعت الكثير ومازلنا نعاني من هذا المنع المتواصل .  وهناك أخطاء في السلطة تتعلق بأفراد عليهم تحمل مسئولية أخطائهم وعلى السلطة أن تحاسبهم .  ولكن في هذا الظرف الصعب وفي ظل انعدام وجود تشريعات ورقابة لا يتسنى لها ذلك فلابد بعد الانتخابات التشريعية عندما يكون هناك مجلس تشريعي قوي يستطيع أن يحاسب ويراقب ويتابع .  *هل نحن على عتبة قيام الدولة الفلسطينية ؟  -نعم نحن على عتبة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف فنضال الشعوب لا يقاس بالأيام إن نضال الشعوب يقاس بالأجيال ويقاس بالعقود لذلك فإن العالم يدرك أن قيام الدولة آت لا محالة ولكن ليس قريبا جدا وان كل العراقيل الموجودة حاليا من قبل الإسرائيليين ، لمنع قيام الدولة الفلسطينية لمنع أن يكون المجلس تشريعيا وأن يكون تمثيليا فقط ومحاولتهم إغلاق الممثليات الفلسطينية ونشاط منظمة التحرير الفلسطينية بالخارج ومنع دائرتها السياسية كل هذا بسبب أن كل هذه المركبات أو المؤسسات مجتمعة يعني استكمال عملية بناء الدولة في ك ل مؤسساتها الداخلية وستكون القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية بإذن الله     حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في لقاء أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح    * لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية    * علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة                   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13    حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في لقاء أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح    * لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية    * علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة                   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13      حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في لقاء أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح    * لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية    * علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة                   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13


حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في حوار صريح مع أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح  لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية.  علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة.       مرت حركة فتح كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية منذ انطلاقتها في الأول من يناير 1965 وحتى الآن بمراحل كثيرة أثرت في مسيرتها ومسيرة الثورة الفلسطينية ، لذا كان لابد من إعادة ترتيب البيت الفتحاوي وترتيب صفوف الحركة خاصة بعد انضمام عدد كبير من كوادر حركة فتح إلى صفوف السلطة الوطنية الفلسطينية لتتلاءم مع التوجه الجديد الذي نعيشه لتظل رائدة في شتى المجالات كما كانت رائدة الكفاح المسلح . لذلك نشطت في هذه الأيام مؤتمرات الأقاليم التي تعقد في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة لإفراز قيادات عبر انتخابات ديمقراطية تمهيدا لعقد المؤتمر الحركي السادس لحركة فتح .  وقد كان لمجلة الساحل الفلسطيني هذا اللقاء مع أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح للوقوف على ماهية هذه المؤتمرات وقضايا أخرى تهم أبناء حركة فتح خاصة والشعب الفلسطيني عامة.  * بداية كيف تقارن أوجه العمل الحركي الفتحاوي في الشتات سابقا وعلى ارض الوطن حاليا ؟  - في الحقيقة أن العمل الحركي الفتحاوي هو في جوهره موحد، لكن هناك فرقا شاسعا بين أن تدير العمل التنظيمي من الخارج ، وأن تقوم به على ارض الوطن ، في الخارج لا يمكنك أن تكون في صورة الحدث ولا تستطيع أن تعطي إجابة شافية لمتطلبات العمل داخل الأراضي المحتلة ، والعمل بالمراسلة هو عمل صعب جدا يستغرق فترة زمنية طويلة ، إضافة أنه لا يعطي صورة حقيقية للواقع ، لقد أعطينا للأخوة في الداخل هامشا للعمل الحركي من أجل أن يكون لهم قدرة على تشخيص الواقع وإعطاء إجابة عليه بشكل واقعي و علمي ، وحاولنا منذ البداية أن تكون لحركة فتح قيادة شابة ومتفاعلة مع الواقع بعيدا عن اليافطات والشخصيات التي حسبت على التنظيم لفترات طويلة ولم تقدم الفتح أي شئ يذكر ، بل هدمت وقامت بمحاولات استزلام وتجزئة للجسد الفتحاوي، | هذا دفعنا لأن نبحث في حركة فتح عن قيادة شابة تقود المرحلة وتتعاطى مع طبيعة الأمور ، ولديها القدرة لدفع حركة فتح للأمام .  وبغض النظر عن هذا الموقف إلا أنه ونتيجة اللاعتقالات وتبدل المواقع القيادية برزت هناك قيادة شابة غير كفؤ للعمل التنظيمي كانت نتيجته تعليق مصير العمل داخل الأرض المحتلة بالخارج وبالتالي كانت تأتي القرارات غير منسجمة غير متناغمة مع طبيعة ما يدور داخل الأرض المحتلة . لذلك أستطيع القول أن العمل من الخارج صعب جدا في اتخاذ القرارات وصعب التعاطي بشكل مباشر مع صف القيادة الذي كان موجودا ، لذلك أنا أفرق بين العمل من الخارج و العمل من الداخل ، فقد كنا نجد صعوبة في متابعة الحدث اليومي واللحظي لمعالجة ما يدور على الأرض .  * كيف تقيم عقد مؤتمرات أقاليم فتح في قطاع غزة ؟  - إذا تحدثنا في هذا المجال ، فهو مجال رحب وواسع جدا ، بما يتعلق بالمؤتمرات ، فإننا نعتبر أنفسنا داخل الأرض المحتلة بأن النظام الأساسي لحركة فتح لايشملنا كإقليم أو كإحدى الأقاليم الموجودة في الخارج ، لقد شمل أفغانستان والتي تتمثل ب ۲۵ عضوا حركيا ولكن لم يشمل الوطن والذي يعد بالملايين ، لذلك طالبنا ومنذ البداية بان تعاد صياغة النظام الأساسي في المؤتمر الحركي السادس ، ولكن كوننا الآن غير مستعدين من حيث الجانب العملي لعقد هذا المؤتمر ، بأن عجلنا بتشكيل عقد المؤتمرات المناطقية حتى نستطيع أن نلتحم بالمؤسسة التنظيمية الحركة فتح، والآن نعتبر أنفسنا جميعا أعضاء في حركة فتح ولكن لا يوجد هيكلية تنظيمية حقيقية مرتبة ومنظمة ومؤطرة تشمل النظام الأساسي ، الدليل أن هناك لجنة تسمى باللجنة الحركية العليا ، وهو اسم غير وارد في النظام الأساسي لحركة فتح أو بمعنى المرجعية التنظيمية وهذه التسمية أيضا غير موجودة وهي تعبير عن حالة انعدام وجود إطار تنظيمي حقيقي يتناسب مع الهيكل للنظام الأساسي .  وفي نفس الوقت كل أمناء سر المناطق ومنسقي المناطق معينون ، وهذا التعيين يعتبر جزء من الشرعية وليس الشرعية بكاملها بمعنى أننا بحاجة لأن تكون كل الأقاليم بقيادتها قيادة منتخبة وشرعية وتحمل الصفة الشرعية حتى تستطيع أن تدير العملية التنظيمية والديمقراطية في إطار الإقليم نفسه، على اعتبار أنه لا يجوز أن يكون قيادة معينة في رأس الهرم بالإقليم .   نحن بحاجة لأن تلتحم مع المؤسسة الحركية إذ كيف نستطيع أن نصل إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية وأفرزنا منها قيادات شرعية عبر انتخابات ديمقراطية حتى نعيش الحياة التنظيمية من جديد .  *هل يمكن تحويل حركة فتح إلى حزب سياسي في غضون الفترة القريبة ؟  - نحن أبناء حركة فتح نعتبر أننا أبناء حركة تحرر وكوننا أبناء حركة تحرر جاءت الحركة بالاسم الوارد حركة التحرير الوطني الفلسطيني في نفس الوقت و ما زلنا حتى الآن في مرحلة التحرر الوطني، لأن التحرير لم يكتمل بعد ولم نصبح في كيان له صفة حدودية أو استقلال حقيقي ، وبالتالي لا نستطيع أن نترك الحركة أو نتخلى عن المرحلة لكي نتحول إلى حزب ونعيش الحياة العادية مع باقي الأحزاب ، لذلك سنستمر بالحركة لأن مرحلة التحرر الوطني لم تنته حتى إنجاز الهدف الاستراتيجي الذي انطلقنا من أجله ، وبعدها يكون لكل حادث حديث .  *كانت مؤتمرات حركة فتح على الدوام ، مناسبة للقيام بمراجعة نقدية لتجربة الفترة الواقعة ما بين مؤتمرین ، ما هي حسب تصورك المواقف والسياسات والتكتيكات التي ستحتاج إلى مراجعة نقدية في المؤتمر الحركي العام السادس القادم ؟  -لا أستطيع أن أستبق الأحداث ، أمامنا مهمات طويلة لحين انعقاد المؤتمر السادس ، هذه المهمات واقعة على عاتق حركة فتح وفي أولها الانسحاب الإسرائيلي والقدس و المستوطنات والحدود والجنين ، والنازحين وفاقدي التصاريح ، كل هذه الأمور لابد أن يتم إنجازها ، بعد ذلك في تصوري سيكون الفتح مؤتمرها السادس حتى يستطيع أن يقيم المسيرة كاملا ، ولكن لا نستطيع أن نعقد هذا المؤتمر في ظل انعدام التوازن الموجود في الفترة الحالية لأنه في حالة عقده لن يلبي الطموح أو المطالب الوطنية الواضحة المعالم والتي لم تنجز حتى الآن .  هل أنت مع تغيير النظام الأساسي لحركة؟  -نعم أنا مع تغيير جزء من النظام ، مع تغيير الطريقة الديمقراطية ، بمعنى زيادة وتوسيع الهامش الديمقراطي في العمل التنظيمي داخل فتح ، كذلك في انتخاب الهيئات التنظيمية . كذلك ضرورة تحديد الوطن وأهميته الاستراتيجية في النظام الأساسي وتوسيع الخلية التنظيمية وتوسيع الحلقات والأجنحة حتى نستطيع بعد عام من ترتيب الوضع التنظيمي أن نفتح باب الانتساب للعضوية في حركة فتح ولا نكون مضطرين لعمل خلل جديد في الشيء المبني حتى نستطيع أن نستوعبه لتهيئة الحركة لاستيعاب آلاف المناصرين أو المنتسبين لحركة فتح دون أن يحدث خلل في بنية الخلية الأساسية .  *هل أنت راض عن العنصر أو الكادر الفتحاوي ؟  - هناك فرق بين الطموح والواقع ، لقد كنا في الماضي نبذل جهدا كبيرا في الجانب الثقافي لابن الحركة وكوننا أبناء حركة تحرر وحركة تغيير فإننا معنيون أن نغير أولا الإنسان ، حتى يستطيع أن يغير ما حوله ، ويدافع عن أهداف ومبادئ الحركة وبرنامجها السياسي حتى نصل إلى الطموح . ولكن مرحلة الانتفاضة فرضت على الكادر الفتحاوي ومن دخل إلى حركة فتح اللجوء إلى الأسلوب العملي النضالي بعيدا عن الثقافة وبالتالي أصبح هناك بون شاسع بين قدرته على العمل اليومي والحياتي تنظيميا وقدرته الثقافية ، ولو أن هذا الإنسان لديه القدرة الثقافية و العلمية لأصبح كادرا متقدما ، ولكن أصبحت هناك هوة واسعة ما بين القدرات العملية للعنصر الفتحاوي و الثقافة بشكل عام . لذلك فإن هذا يعتبر أمرا خطيرا في البنية التنظيمية حيث أصبح كادرا بدون موقع تنظيمي ، قدراته الثقافية لا تؤهله لهذا الموقع وبالتالي يتسبب لنا في احراجات وإشكالات كثيرة.  *الانتخابات على الأبواب ، وقد بدأ العد التنازلي لها، والسؤال ما هي استعدادات حركة فتح لذلك وكيف سيتم اختيار مرشحيها؟ وما هو البرنامج الانتخابي الذي ستطرحونه على الجماهير ؟  - فيما يتعلق باستعدادات حركة فتح للانتخابات ، فحركة فتح تأخرت كثيرا في هذا المجال ولم تتدارك الوضع إلا في اللحظة الأخيرة ، رغم ذلك استطاعت أن تشكل اللجنة الأساسية للانتخابات التشريعية وهي اللجنة السياسية وعلى رأسها الأخ أبو مازن واللجنة التنظيمية الإدارية وعلى رأسها د/ زكريا الأغا والأخ فيصل الحسيني واللجنة المالية وعلى رأسها الأخ أبو العلاء ولجنة المرأة وعلى رأسها الأخت أم جهاد ، وهذه هي اللجان الأساسية التي تشكلت وهناك لجنة إعلامية ، وتم تشكيل لجنة للانتخابات من الأخوة أعضاء اللجنة الحركية والمجلس الثوري ، هؤلاء بمجملهم يشكلون اللجان الإدارية للمناطق وأخذ من كل إقليم أمين السر والمنسق وأعضاء اللجنة الحركية في المناطق للإقليم ، وأعضاء المجلس الثوري المتواجدين في الإقليم ، ليشكلوا اللجنة الإدارية والتنظيمية .  وذهبت هذه اللجان إلى أقاليمها لتجتمع بالكادر الفتحاوي حيث يطلب تجميع أكبر عدد ممكن من الكادر التنظيمي .   وقد تشكلت هذه الأسماء من كل الأقاليم من لجنة الإقليم الحالية ولجنة الإقليم السابق ومن أعضاء المكاتب الحركية الشعبية في الإقليم من المرأة ومن الكادر الفتحاوي الموجود ليكونوا هؤلاء على أهبة الاستعداد للنشاط التنظيمي للانتخابات التشريعية ، وانبثق عن هؤلاء في عمليات انتخابية داخل البيت الفتحاوي بتشكيل ثلاث لجان ، اللجنة المالية والإعلامية والخدماتية ، هذه اللجان الثلاثة هي التي ستقوم في بدء العمل للانتخابات .   وبالنسبة للبرنامج الانتخابي ، عكفت اللجنة المركزية على إعداد برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي وكافة البرامج التي تعالج القضايا الحياتية اليومية التي يعاني منها شعبنا حيث سيتم طرحها على الشعب الفلسطيني ، ولكن حتى الآن لم يحدد شئ ولم يستكمل بعد لأنه سيعالج كل القضايا الحياتية اليومية والتي يعاني منها شعبنا في هذه المرحلة .   *في حالة ترشيح عضو من حركة فتح نفسه خارج القائمة الرئيسية للحركة ، فكيف ستعالجون ذلك ؟  - هناك قرار في حركة فتح يقول كل من يرشح نفسه دون موافقة الحركة يكون قد جمد نفسه و عضويته من الحركة وفصل نفسه من الحركة .   *في تقديرك كيف ستسير عملية الانتخابات ؟  -في تصوري أن سير عملية الانتخابات ستكون هادئة جدا ليس بسبب أن لنا تجربة سابقة بل العكس هذه هي التجربة الأولى ولكن من منطلق حرصنا العام على إنجاح هذه التجربة بغض النظر أن خيرة كوادرنا في القطاع أو الشعب الفلسطيني برزت کمرشحين في الانتخابات وتستطيع أن تؤثر في فهم ووعي المجتمع الفلسطيني و علينا ترك العملية تسير بما تتطلبه المصلحة الوطنية دون زج النعرات أو إثارة التعصب أو العشائرية في هذه الانتخابات وبالتالي فهناك مراقبون ورجال أمن والحماية متوفرة لمراكز الاقتراع وللناس أيضا .  * هل يمكن القول أن أجهزة السلطة امتصت أبناء حركة فتح من فتح نفسها وكيف تعلل ذلك ؟  - أشكرك على هذا السؤال الوجيه حقيقة أن السلطة الوطنية استوعبت الكثير الكثير من فتح ولكن ليس بمستوى طموحنا ، كنا نرغب أن تستوعب عددا أكبر من ذلك ولكن بطريقة متوازنة ، كنا نسعى بضرورة التوجه إلى التنظيم مباشرة حتى نستطيع أن نحافظ على التوازن داخل حركة فتح ولكن ما حصل أن خيرة كوادر حركة فتح ذهبت إلى الأجهزة دون أن تراعي ماذا سيحصل لحركة فتح ، أقول ذلك وأنا أعاني الآن وحركة فتح كلها تعاني من هذا الخلل وإنني إذ أحمل المسؤولية الكبرى للأخوة في حركة فتح لاسيما الواعين منهم والذين يدركون مدى خطورة انتقالهم من الحركة إلى الأجهزة بحيث أنهم تركوا حركة فتح دون توازن حقيقي لدرجة أنها تراجعت وترهلت حتى أنها وصلت إلى درجة لا تستطيع فيها الوقوف على قدميها ، وحتى هذه اللحظة نحن نعاني من هذا الأمر بشكل واضح .  *هل هناك عزوف من قبل أبناء حركة فتح عن فتح نفسها كتعبير عن الرفض أو الاحتجاج على الأوضاع الداخلية للحركة ؟  - لا أشعر بأن هناك عزوفا هناك أنماط كثيرة موجودة هناك منهم من أحبط نتيجة ظلم وقع عليه وهناك من أحبط نتيجة أنه لم يأخذ حقه وهناك من أحبط نتيجة أن أحد الكوادر صعد وتسلق إلى أعلى السلم وهو جالس في القاع وهناك الكثير من المظاهر ولكن نعتبر أن حركة فتح هي حركة تحرر ، صحيح أنني انظر إلى زميلي ولكن أعتبر أن زميلي هو جزء مهم في مرحلة التحرر الوطني ، بل أعتبر أنه جزء بسيط جدا في حركة التحرر وإذا شبط على السلم نتيجة تسلقه فهذا شأنه وعلينا أن نمنع هذا التسلق السريع خوفا من تحطيم وتدمير الحركة ، وفي نفس الوقت علينا أن ندرك أنه جزء بسيط لا يؤثر على الحركة . وأقول من أحبط لا يجوز أن يعزل نفسه ويبقى في الزاوية ويقف على الرصيف وينظر إلى القطار وهو سائر ، وأقول أن عليه أن يأتي ليشارك ويستمر في العطاء وفي التضحية حتى نستطيع أن نقيم الحركة وعناصرها ونضع الرجل المناسب في المكان المناسب ويأخذ كل ذي حق حقه .   *ما هي في تقديرك مستلزمات صيانة وحدة الصف الوطني في إطار م.ت.ف في ظل التباينات السياسية القائمة حول المسيرة السلمية ؟  - لا نريد أن ندخل في الخلافات السياسية القديمة في الخارج لقد كانت تحكمنا الجغرافيا السياسية وحكمتنا واستطاعت أن تزرع فينا الفتنة وان تمزق الوحدة الوطنية الفلسطينية وان تمزق البندقية الفلسطينية واستطاعت أن تضعف من قوتنا خلال المرحلة الماضية في الخارج وبالذات في لبنان ، لقد طعنا بسكاكين الأنظمة العربية كلها وكل منهم جرب سكينه في لحمنا ، ولن نستثني منهم أحدا ، لقد كانت الفصائل الفلسطينية محسوبة على هذا النظام أو ذاك و يجب أن ندرك أن القرار الفلسطيني شئ مهم واستراتيجي والموقف الفلسطيني شئ مهم وخطير والنضال الفلسطيني من اجل فلسطين هو أساسي وجوهري ولا يجوز التفريط لا في القرار ولا في الفهم ولا في الموقف وأن لا نبيع أنفسنا إلى هذا النظام أو ذاك هذا باختصار جوهر الخلاف الذي كان يؤجج الصراع بين الفصائل لدرجة أننا وصلنا إلى مرحلة خطيرة جدا .  هناك صيغ وحدوية كثيرة يرددها الكثير ونسمعها من الجميع ولكن في حقيقة الأمر غير موجودة وهناك أفكار سياسية وهناك أفكار أيديولوجية في تصوري عندما تأتي لتربط بين من يحمل فكرا سياسيا عاما وبين من يحمل فكرا أيديولوجيا ففي حقيقة الأمر تصبح المشكلة صعبة إن لم يكن هناك برنامج سیاسي يحكمنا ، وفي تصوري أننا سنظل نسير في التخبط كما سرنا طوال الفترة الماضية تحت عناوین كثيرة باسم الوحدة الوطنية .. فمنذ نكبة 48 كان الهاجس الأساسي للشعب الفلسطيني هو العودة ، استطعنا أن نفكر وأن نصيغ صيغ عامة وطنية للعودة ، انبثقت هذه الفكرة في 65 واستمرت الثورة تناضل طيلة هذه السنين حتى وصلنا بآلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والثكالي إلى ما وصلنا إليه داخل الوطن ، إذا علينا أن نتوقف وأن نصيغ من جديد صياغة جديدة للمستقبل تحدد هيكلية وطريقة وأسلوب نضال الشعب الفلسطيني ، هذا ليس مطلوبا من السياسيين فحسب بل مطلوب من الأدباء والكتاب والصحفيين والشعراء والمعلمين من كل الشخصيات الوطنية كل من يستطيع أن يقدم في هذا الجانب  خاصة الجانب التربوي ، علينا جميعا أن نعيد صياغة أنفسنا وصياغة أفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة وكيفية الخروج من هذا المأزق الحالي وأقول لكل القوى السياسية والشخصيات الوطنية أن أوسلو بنقاطه سيء للغاية ومجحف بحق الشعب الفلسطيني ولكن هناك شعوب فرضت عليها اتفاقيات أقسى من اتفاقية أوسلو وأمامنا ألمانيا واليابان واستطاعت شعوبها أن تنهض من تحت الاتفاقية ، وعلينا أن نتوحد ونرص الصفوف وأن ندرك متطلبات المرحلة دون الدخول في مزایدات ، لا يوجد فصيل ولن يوجد فصيل استطاع أن يقدم بحجم الدم الذي قدمته حركة فتح عندما قدمت فتح شلالا من الدم ، كان البعض يقدم الدم بأنبوبة حبر علينا أن نحرم هدر الدم الفلسطيني والاقتتال والاحتراب الداخلي .  وأقول لا يجوز لأحد أن يعبث بمكتسبات وإنجازات الشعب الفلسطيني وغير مسموح أبدا لأحد أن يتطاول على الدم الفلسطيني ، لذلك مطلوب من القوى السياسية والمعارضة الفلسطينية أن تفكر جديا في مفهوم الوحدة الوطنية الحقيقية على ارض الوطن .   *هل ترى أن التعاطي مع السلام يعني بالضرورة التسليم بسقف محدد للحلول السياسية المطروحة ؟  - أن أي اتفاقية سلام لابد أن تتضح منذ اللحظة الأولى بأن يطلق عليها تسوية سلمية أو سلام مقابل شئ ولكن اتفاقية أوسلو اعتمدت على نقاط أساسية على أساس الأرض مقابل السلام و قرارات ۲۶۲ -۳۸۸ هذه هي النقاط الأساسية التي اعتمدت كمنهاج أساسي للاتفاقية ، ولكن لا ننكر بأن القوة والضغط لهما مالهما في الاتفاقيات ، هذا لا يعني أننا نطرح أنفسنا ضعفاء ، إننا لسنا ضعفاء ، إن هناك أوراقا كثيرة نستطيع أن نلعب بها ، وهذا لا يعني أن نبتعد عن عملية السلام ، عملية السلام قضية استراتيجية ونفكر فيها من الجانب الاستراتيجي والسلام كمفهوم استراتيجي عندنا هو سلام الهجوم على الحرب واللاسلم والتي استفادت منه إسرائيل طوال أربعة عقود، إن مفهوم الحرب والسلم الذي حاولت فرضه إسرائيل وأمريكا في المنطقة استجاب له العرب وهم مستفيدون منه ونحن فقط الخاسرون ، وبود العرب أن تستمر هذه الفترة الحرب واللاسلم ، فعندما طرح علينا السلام أخذنا به لیس استسلاما أخذناه كمفهوم هجومي على مفهوم الحرب واللاسلم وبالتالي هذا لا يعني استسلام بقدر أنه هجوم على الحرب الباردة بمفهومنا البسيط في منطقتنا .  * كيف تقيم أداء السلطة الوطنية منذ عودتها وحتى الآن ؟  - لقد عادت قواتنا إلى الوطن وكان الوطن مدمرا تدميرا نهائيا بمعنى لا يوجد في البنية التحتية الفلسطينية ما يصلح لأن يكون في إطار سلطة أو دولة ، لقد حطم الاحتلال كل محتويات البنية التحتية، لقد جاءت السلطة وهي تدرك أنها ستبدأ من الصفر بالمياه والكهرباء والهاتف إلى الإسكان والبلديات لذلك المطلوب من السلطة أن تقوم بعملية تغيير وفي نفس الوقت لا تملك السلطة من السيولة المادية ما يساعدها على ذلك وبالتالي اعتمدت كثيرا على الدول المانحة التي وعدت بالكثير ومنعت الكثير ومازلنا نعاني من هذا المنع المتواصل .  وهناك أخطاء في السلطة تتعلق بأفراد عليهم تحمل مسئولية أخطائهم وعلى السلطة أن تحاسبهم .  ولكن في هذا الظرف الصعب وفي ظل انعدام وجود تشريعات ورقابة لا يتسنى لها ذلك فلابد بعد الانتخابات التشريعية عندما يكون هناك مجلس تشريعي قوي يستطيع أن يحاسب ويراقب ويتابع .  *هل نحن على عتبة قيام الدولة الفلسطينية ؟  -نعم نحن على عتبة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف فنضال الشعوب لا يقاس بالأيام إن نضال الشعوب يقاس بالأجيال ويقاس بالعقود لذلك فإن العالم يدرك أن قيام الدولة آت لا محالة ولكن ليس قريبا جدا وان كل العراقيل الموجودة حاليا من قبل الإسرائيليين ، لمنع قيام الدولة الفلسطينية لمنع أن يكون المجلس تشريعيا وأن يكون تمثيليا فقط ومحاولتهم إغلاق الممثليات الفلسطينية ونشاط منظمة التحرير الفلسطينية بالخارج ومنع دائرتها السياسية كل هذا بسبب أن كل هذه المركبات أو المؤسسات مجتمعة يعني استكمال عملية بناء الدولة في ك ل مؤسساتها الداخلية وستكون القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية بإذن الله     حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في لقاء أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح    * لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية    * علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة                   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13    حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في لقاء أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح    * لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية    * علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة                   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13      حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في لقاء أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح    * لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية    * علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة                   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13



حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في حوار صريح مع أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح  لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية.  علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة.       مرت حركة فتح كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية منذ انطلاقتها في الأول من يناير 1965 وحتى الآن بمراحل كثيرة أثرت في مسيرتها ومسيرة الثورة الفلسطينية ، لذا كان لابد من إعادة ترتيب البيت الفتحاوي وترتيب صفوف الحركة خاصة بعد انضمام عدد كبير من كوادر حركة فتح إلى صفوف السلطة الوطنية الفلسطينية لتتلاءم مع التوجه الجديد الذي نعيشه لتظل رائدة في شتى المجالات كما كانت رائدة الكفاح المسلح . لذلك نشطت في هذه الأيام مؤتمرات الأقاليم التي تعقد في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة لإفراز قيادات عبر انتخابات ديمقراطية تمهيدا لعقد المؤتمر الحركي السادس لحركة فتح .  وقد كان لمجلة الساحل الفلسطيني هذا اللقاء مع أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح للوقوف على ماهية هذه المؤتمرات وقضايا أخرى تهم أبناء حركة فتح خاصة والشعب الفلسطيني عامة.  * بداية كيف تقارن أوجه العمل الحركي الفتحاوي في الشتات سابقا وعلى ارض الوطن حاليا ؟  - في الحقيقة أن العمل الحركي الفتحاوي هو في جوهره موحد، لكن هناك فرقا شاسعا بين أن تدير العمل التنظيمي من الخارج ، وأن تقوم به على ارض الوطن ، في الخارج لا يمكنك أن تكون في صورة الحدث ولا تستطيع أن تعطي إجابة شافية لمتطلبات العمل داخل الأراضي المحتلة ، والعمل بالمراسلة هو عمل صعب جدا يستغرق فترة زمنية طويلة ، إضافة أنه لا يعطي صورة حقيقية للواقع ، لقد أعطينا للأخوة في الداخل هامشا للعمل الحركي من أجل أن يكون لهم قدرة على تشخيص الواقع وإعطاء إجابة عليه بشكل واقعي و علمي ، وحاولنا منذ البداية أن تكون لحركة فتح قيادة شابة ومتفاعلة مع الواقع بعيدا عن اليافطات والشخصيات التي حسبت على التنظيم لفترات طويلة ولم تقدم الفتح أي شئ يذكر ، بل هدمت وقامت بمحاولات استزلام وتجزئة للجسد الفتحاوي، | هذا دفعنا لأن نبحث في حركة فتح عن قيادة شابة تقود المرحلة وتتعاطى مع طبيعة الأمور ، ولديها القدرة لدفع حركة فتح للأمام .  وبغض النظر عن هذا الموقف إلا أنه ونتيجة اللاعتقالات وتبدل المواقع القيادية برزت هناك قيادة شابة غير كفؤ للعمل التنظيمي كانت نتيجته تعليق مصير العمل داخل الأرض المحتلة بالخارج وبالتالي كانت تأتي القرارات غير منسجمة غير متناغمة مع طبيعة ما يدور داخل الأرض المحتلة . لذلك أستطيع القول أن العمل من الخارج صعب جدا في اتخاذ القرارات وصعب التعاطي بشكل مباشر مع صف القيادة الذي كان موجودا ، لذلك أنا أفرق بين العمل من الخارج و العمل من الداخل ، فقد كنا نجد صعوبة في متابعة الحدث اليومي واللحظي لمعالجة ما يدور على الأرض .  * كيف تقيم عقد مؤتمرات أقاليم فتح في قطاع غزة ؟  - إذا تحدثنا في هذا المجال ، فهو مجال رحب وواسع جدا ، بما يتعلق بالمؤتمرات ، فإننا نعتبر أنفسنا داخل الأرض المحتلة بأن النظام الأساسي لحركة فتح لايشملنا كإقليم أو كإحدى الأقاليم الموجودة في الخارج ، لقد شمل أفغانستان والتي تتمثل ب ۲۵ عضوا حركيا ولكن لم يشمل الوطن والذي يعد بالملايين ، لذلك طالبنا ومنذ البداية بان تعاد صياغة النظام الأساسي في المؤتمر الحركي السادس ، ولكن كوننا الآن غير مستعدين من حيث الجانب العملي لعقد هذا المؤتمر ، بأن عجلنا بتشكيل عقد المؤتمرات المناطقية حتى نستطيع أن نلتحم بالمؤسسة التنظيمية الحركة فتح، والآن نعتبر أنفسنا جميعا أعضاء في حركة فتح ولكن لا يوجد هيكلية تنظيمية حقيقية مرتبة ومنظمة ومؤطرة تشمل النظام الأساسي ، الدليل أن هناك لجنة تسمى باللجنة الحركية العليا ، وهو اسم غير وارد في النظام الأساسي لحركة فتح أو بمعنى المرجعية التنظيمية وهذه التسمية أيضا غير موجودة وهي تعبير عن حالة انعدام وجود إطار تنظيمي حقيقي يتناسب مع الهيكل للنظام الأساسي .  وفي نفس الوقت كل أمناء سر المناطق ومنسقي المناطق معينون ، وهذا التعيين يعتبر جزء من الشرعية وليس الشرعية بكاملها بمعنى أننا بحاجة لأن تكون كل الأقاليم بقيادتها قيادة منتخبة وشرعية وتحمل الصفة الشرعية حتى تستطيع أن تدير العملية التنظيمية والديمقراطية في إطار الإقليم نفسه، على اعتبار أنه لا يجوز أن يكون قيادة معينة في رأس الهرم بالإقليم .   نحن بحاجة لأن تلتحم مع المؤسسة الحركية إذ كيف نستطيع أن نصل إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية وأفرزنا منها قيادات شرعية عبر انتخابات ديمقراطية حتى نعيش الحياة التنظيمية من جديد .  *هل يمكن تحويل حركة فتح إلى حزب سياسي في غضون الفترة القريبة ؟  - نحن أبناء حركة فتح نعتبر أننا أبناء حركة تحرر وكوننا أبناء حركة تحرر جاءت الحركة بالاسم الوارد حركة التحرير الوطني الفلسطيني في نفس الوقت و ما زلنا حتى الآن في مرحلة التحرر الوطني، لأن التحرير لم يكتمل بعد ولم نصبح في كيان له صفة حدودية أو استقلال حقيقي ، وبالتالي لا نستطيع أن نترك الحركة أو نتخلى عن المرحلة لكي نتحول إلى حزب ونعيش الحياة العادية مع باقي الأحزاب ، لذلك سنستمر بالحركة لأن مرحلة التحرر الوطني لم تنته حتى إنجاز الهدف الاستراتيجي الذي انطلقنا من أجله ، وبعدها يكون لكل حادث حديث .  *كانت مؤتمرات حركة فتح على الدوام ، مناسبة للقيام بمراجعة نقدية لتجربة الفترة الواقعة ما بين مؤتمرین ، ما هي حسب تصورك المواقف والسياسات والتكتيكات التي ستحتاج إلى مراجعة نقدية في المؤتمر الحركي العام السادس القادم ؟  -لا أستطيع أن أستبق الأحداث ، أمامنا مهمات طويلة لحين انعقاد المؤتمر السادس ، هذه المهمات واقعة على عاتق حركة فتح وفي أولها الانسحاب الإسرائيلي والقدس و المستوطنات والحدود والجنين ، والنازحين وفاقدي التصاريح ، كل هذه الأمور لابد أن يتم إنجازها ، بعد ذلك في تصوري سيكون الفتح مؤتمرها السادس حتى يستطيع أن يقيم المسيرة كاملا ، ولكن لا نستطيع أن نعقد هذا المؤتمر في ظل انعدام التوازن الموجود في الفترة الحالية لأنه في حالة عقده لن يلبي الطموح أو المطالب الوطنية الواضحة المعالم والتي لم تنجز حتى الآن .  هل أنت مع تغيير النظام الأساسي لحركة؟  -نعم أنا مع تغيير جزء من النظام ، مع تغيير الطريقة الديمقراطية ، بمعنى زيادة وتوسيع الهامش الديمقراطي في العمل التنظيمي داخل فتح ، كذلك في انتخاب الهيئات التنظيمية . كذلك ضرورة تحديد الوطن وأهميته الاستراتيجية في النظام الأساسي وتوسيع الخلية التنظيمية وتوسيع الحلقات والأجنحة حتى نستطيع بعد عام من ترتيب الوضع التنظيمي أن نفتح باب الانتساب للعضوية في حركة فتح ولا نكون مضطرين لعمل خلل جديد في الشيء المبني حتى نستطيع أن نستوعبه لتهيئة الحركة لاستيعاب آلاف المناصرين أو المنتسبين لحركة فتح دون أن يحدث خلل في بنية الخلية الأساسية .  *هل أنت راض عن العنصر أو الكادر الفتحاوي ؟  - هناك فرق بين الطموح والواقع ، لقد كنا في الماضي نبذل جهدا كبيرا في الجانب الثقافي لابن الحركة وكوننا أبناء حركة تحرر وحركة تغيير فإننا معنيون أن نغير أولا الإنسان ، حتى يستطيع أن يغير ما حوله ، ويدافع عن أهداف ومبادئ الحركة وبرنامجها السياسي حتى نصل إلى الطموح . ولكن مرحلة الانتفاضة فرضت على الكادر الفتحاوي ومن دخل إلى حركة فتح اللجوء إلى الأسلوب العملي النضالي بعيدا عن الثقافة وبالتالي أصبح هناك بون شاسع بين قدرته على العمل اليومي والحياتي تنظيميا وقدرته الثقافية ، ولو أن هذا الإنسان لديه القدرة الثقافية و العلمية لأصبح كادرا متقدما ، ولكن أصبحت هناك هوة واسعة ما بين القدرات العملية للعنصر الفتحاوي و الثقافة بشكل عام . لذلك فإن هذا يعتبر أمرا خطيرا في البنية التنظيمية حيث أصبح كادرا بدون موقع تنظيمي ، قدراته الثقافية لا تؤهله لهذا الموقع وبالتالي يتسبب لنا في احراجات وإشكالات كثيرة.  *الانتخابات على الأبواب ، وقد بدأ العد التنازلي لها، والسؤال ما هي استعدادات حركة فتح لذلك وكيف سيتم اختيار مرشحيها؟ وما هو البرنامج الانتخابي الذي ستطرحونه على الجماهير ؟  - فيما يتعلق باستعدادات حركة فتح للانتخابات ، فحركة فتح تأخرت كثيرا في هذا المجال ولم تتدارك الوضع إلا في اللحظة الأخيرة ، رغم ذلك استطاعت أن تشكل اللجنة الأساسية للانتخابات التشريعية وهي اللجنة السياسية وعلى رأسها الأخ أبو مازن واللجنة التنظيمية الإدارية وعلى رأسها د/ زكريا الأغا والأخ فيصل الحسيني واللجنة المالية وعلى رأسها الأخ أبو العلاء ولجنة المرأة وعلى رأسها الأخت أم جهاد ، وهذه هي اللجان الأساسية التي تشكلت وهناك لجنة إعلامية ، وتم تشكيل لجنة للانتخابات من الأخوة أعضاء اللجنة الحركية والمجلس الثوري ، هؤلاء بمجملهم يشكلون اللجان الإدارية للمناطق وأخذ من كل إقليم أمين السر والمنسق وأعضاء اللجنة الحركية في المناطق للإقليم ، وأعضاء المجلس الثوري المتواجدين في الإقليم ، ليشكلوا اللجنة الإدارية والتنظيمية .  وذهبت هذه اللجان إلى أقاليمها لتجتمع بالكادر الفتحاوي حيث يطلب تجميع أكبر عدد ممكن من الكادر التنظيمي .   وقد تشكلت هذه الأسماء من كل الأقاليم من لجنة الإقليم الحالية ولجنة الإقليم السابق ومن أعضاء المكاتب الحركية الشعبية في الإقليم من المرأة ومن الكادر الفتحاوي الموجود ليكونوا هؤلاء على أهبة الاستعداد للنشاط التنظيمي للانتخابات التشريعية ، وانبثق عن هؤلاء في عمليات انتخابية داخل البيت الفتحاوي بتشكيل ثلاث لجان ، اللجنة المالية والإعلامية والخدماتية ، هذه اللجان الثلاثة هي التي ستقوم في بدء العمل للانتخابات .   وبالنسبة للبرنامج الانتخابي ، عكفت اللجنة المركزية على إعداد برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي وكافة البرامج التي تعالج القضايا الحياتية اليومية التي يعاني منها شعبنا حيث سيتم طرحها على الشعب الفلسطيني ، ولكن حتى الآن لم يحدد شئ ولم يستكمل بعد لأنه سيعالج كل القضايا الحياتية اليومية والتي يعاني منها شعبنا في هذه المرحلة .   *في حالة ترشيح عضو من حركة فتح نفسه خارج القائمة الرئيسية للحركة ، فكيف ستعالجون ذلك ؟  - هناك قرار في حركة فتح يقول كل من يرشح نفسه دون موافقة الحركة يكون قد جمد نفسه و عضويته من الحركة وفصل نفسه من الحركة .   *في تقديرك كيف ستسير عملية الانتخابات ؟  -في تصوري أن سير عملية الانتخابات ستكون هادئة جدا ليس بسبب أن لنا تجربة سابقة بل العكس هذه هي التجربة الأولى ولكن من منطلق حرصنا العام على إنجاح هذه التجربة بغض النظر أن خيرة كوادرنا في القطاع أو الشعب الفلسطيني برزت کمرشحين في الانتخابات وتستطيع أن تؤثر في فهم ووعي المجتمع الفلسطيني و علينا ترك العملية تسير بما تتطلبه المصلحة الوطنية دون زج النعرات أو إثارة التعصب أو العشائرية في هذه الانتخابات وبالتالي فهناك مراقبون ورجال أمن والحماية متوفرة لمراكز الاقتراع وللناس أيضا .  * هل يمكن القول أن أجهزة السلطة امتصت أبناء حركة فتح من فتح نفسها وكيف تعلل ذلك ؟  - أشكرك على هذا السؤال الوجيه حقيقة أن السلطة الوطنية استوعبت الكثير الكثير من فتح ولكن ليس بمستوى طموحنا ، كنا نرغب أن تستوعب عددا أكبر من ذلك ولكن بطريقة متوازنة ، كنا نسعى بضرورة التوجه إلى التنظيم مباشرة حتى نستطيع أن نحافظ على التوازن داخل حركة فتح ولكن ما حصل أن خيرة كوادر حركة فتح ذهبت إلى الأجهزة دون أن تراعي ماذا سيحصل لحركة فتح ، أقول ذلك وأنا أعاني الآن وحركة فتح كلها تعاني من هذا الخلل وإنني إذ أحمل المسؤولية الكبرى للأخوة في حركة فتح لاسيما الواعين منهم والذين يدركون مدى خطورة انتقالهم من الحركة إلى الأجهزة بحيث أنهم تركوا حركة فتح دون توازن حقيقي لدرجة أنها تراجعت وترهلت حتى أنها وصلت إلى درجة لا تستطيع فيها الوقوف على قدميها ، وحتى هذه اللحظة نحن نعاني من هذا الأمر بشكل واضح .  *هل هناك عزوف من قبل أبناء حركة فتح عن فتح نفسها كتعبير عن الرفض أو الاحتجاج على الأوضاع الداخلية للحركة ؟  - لا أشعر بأن هناك عزوفا هناك أنماط كثيرة موجودة هناك منهم من أحبط نتيجة ظلم وقع عليه وهناك من أحبط نتيجة أنه لم يأخذ حقه وهناك من أحبط نتيجة أن أحد الكوادر صعد وتسلق إلى أعلى السلم وهو جالس في القاع وهناك الكثير من المظاهر ولكن نعتبر أن حركة فتح هي حركة تحرر ، صحيح أنني انظر إلى زميلي ولكن أعتبر أن زميلي هو جزء مهم في مرحلة التحرر الوطني ، بل أعتبر أنه جزء بسيط جدا في حركة التحرر وإذا شبط على السلم نتيجة تسلقه فهذا شأنه وعلينا أن نمنع هذا التسلق السريع خوفا من تحطيم وتدمير الحركة ، وفي نفس الوقت علينا أن ندرك أنه جزء بسيط لا يؤثر على الحركة . وأقول من أحبط لا يجوز أن يعزل نفسه ويبقى في الزاوية ويقف على الرصيف وينظر إلى القطار وهو سائر ، وأقول أن عليه أن يأتي ليشارك ويستمر في العطاء وفي التضحية حتى نستطيع أن نقيم الحركة وعناصرها ونضع الرجل المناسب في المكان المناسب ويأخذ كل ذي حق حقه .   *ما هي في تقديرك مستلزمات صيانة وحدة الصف الوطني في إطار م.ت.ف في ظل التباينات السياسية القائمة حول المسيرة السلمية ؟  - لا نريد أن ندخل في الخلافات السياسية القديمة في الخارج لقد كانت تحكمنا الجغرافيا السياسية وحكمتنا واستطاعت أن تزرع فينا الفتنة وان تمزق الوحدة الوطنية الفلسطينية وان تمزق البندقية الفلسطينية واستطاعت أن تضعف من قوتنا خلال المرحلة الماضية في الخارج وبالذات في لبنان ، لقد طعنا بسكاكين الأنظمة العربية كلها وكل منهم جرب سكينه في لحمنا ، ولن نستثني منهم أحدا ، لقد كانت الفصائل الفلسطينية محسوبة على هذا النظام أو ذاك و يجب أن ندرك أن القرار الفلسطيني شئ مهم واستراتيجي والموقف الفلسطيني شئ مهم وخطير والنضال الفلسطيني من اجل فلسطين هو أساسي وجوهري ولا يجوز التفريط لا في القرار ولا في الفهم ولا في الموقف وأن لا نبيع أنفسنا إلى هذا النظام أو ذاك هذا باختصار جوهر الخلاف الذي كان يؤجج الصراع بين الفصائل لدرجة أننا وصلنا إلى مرحلة خطيرة جدا .  هناك صيغ وحدوية كثيرة يرددها الكثير ونسمعها من الجميع ولكن في حقيقة الأمر غير موجودة وهناك أفكار سياسية وهناك أفكار أيديولوجية في تصوري عندما تأتي لتربط بين من يحمل فكرا سياسيا عاما وبين من يحمل فكرا أيديولوجيا ففي حقيقة الأمر تصبح المشكلة صعبة إن لم يكن هناك برنامج سیاسي يحكمنا ، وفي تصوري أننا سنظل نسير في التخبط كما سرنا طوال الفترة الماضية تحت عناوین كثيرة باسم الوحدة الوطنية .. فمنذ نكبة 48 كان الهاجس الأساسي للشعب الفلسطيني هو العودة ، استطعنا أن نفكر وأن نصيغ صيغ عامة وطنية للعودة ، انبثقت هذه الفكرة في 65 واستمرت الثورة تناضل طيلة هذه السنين حتى وصلنا بآلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والثكالي إلى ما وصلنا إليه داخل الوطن ، إذا علينا أن نتوقف وأن نصيغ من جديد صياغة جديدة للمستقبل تحدد هيكلية وطريقة وأسلوب نضال الشعب الفلسطيني ، هذا ليس مطلوبا من السياسيين فحسب بل مطلوب من الأدباء والكتاب والصحفيين والشعراء والمعلمين من كل الشخصيات الوطنية كل من يستطيع أن يقدم في هذا الجانب  خاصة الجانب التربوي ، علينا جميعا أن نعيد صياغة أنفسنا وصياغة أفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة وكيفية الخروج من هذا المأزق الحالي وأقول لكل القوى السياسية والشخصيات الوطنية أن أوسلو بنقاطه سيء للغاية ومجحف بحق الشعب الفلسطيني ولكن هناك شعوب فرضت عليها اتفاقيات أقسى من اتفاقية أوسلو وأمامنا ألمانيا واليابان واستطاعت شعوبها أن تنهض من تحت الاتفاقية ، وعلينا أن نتوحد ونرص الصفوف وأن ندرك متطلبات المرحلة دون الدخول في مزایدات ، لا يوجد فصيل ولن يوجد فصيل استطاع أن يقدم بحجم الدم الذي قدمته حركة فتح عندما قدمت فتح شلالا من الدم ، كان البعض يقدم الدم بأنبوبة حبر علينا أن نحرم هدر الدم الفلسطيني والاقتتال والاحتراب الداخلي .  وأقول لا يجوز لأحد أن يعبث بمكتسبات وإنجازات الشعب الفلسطيني وغير مسموح أبدا لأحد أن يتطاول على الدم الفلسطيني ، لذلك مطلوب من القوى السياسية والمعارضة الفلسطينية أن تفكر جديا في مفهوم الوحدة الوطنية الحقيقية على ارض الوطن .   *هل ترى أن التعاطي مع السلام يعني بالضرورة التسليم بسقف محدد للحلول السياسية المطروحة ؟  - أن أي اتفاقية سلام لابد أن تتضح منذ اللحظة الأولى بأن يطلق عليها تسوية سلمية أو سلام مقابل شئ ولكن اتفاقية أوسلو اعتمدت على نقاط أساسية على أساس الأرض مقابل السلام و قرارات ۲۶۲ -۳۸۸ هذه هي النقاط الأساسية التي اعتمدت كمنهاج أساسي للاتفاقية ، ولكن لا ننكر بأن القوة والضغط لهما مالهما في الاتفاقيات ، هذا لا يعني أننا نطرح أنفسنا ضعفاء ، إننا لسنا ضعفاء ، إن هناك أوراقا كثيرة نستطيع أن نلعب بها ، وهذا لا يعني أن نبتعد عن عملية السلام ، عملية السلام قضية استراتيجية ونفكر فيها من الجانب الاستراتيجي والسلام كمفهوم استراتيجي عندنا هو سلام الهجوم على الحرب واللاسلم والتي استفادت منه إسرائيل طوال أربعة عقود، إن مفهوم الحرب والسلم الذي حاولت فرضه إسرائيل وأمريكا في المنطقة استجاب له العرب وهم مستفيدون منه ونحن فقط الخاسرون ، وبود العرب أن تستمر هذه الفترة الحرب واللاسلم ، فعندما طرح علينا السلام أخذنا به لیس استسلاما أخذناه كمفهوم هجومي على مفهوم الحرب واللاسلم وبالتالي هذا لا يعني استسلام بقدر أنه هجوم على الحرب الباردة بمفهومنا البسيط في منطقتنا .  * كيف تقيم أداء السلطة الوطنية منذ عودتها وحتى الآن ؟  - لقد عادت قواتنا إلى الوطن وكان الوطن مدمرا تدميرا نهائيا بمعنى لا يوجد في البنية التحتية الفلسطينية ما يصلح لأن يكون في إطار سلطة أو دولة ، لقد حطم الاحتلال كل محتويات البنية التحتية، لقد جاءت السلطة وهي تدرك أنها ستبدأ من الصفر بالمياه والكهرباء والهاتف إلى الإسكان والبلديات لذلك المطلوب من السلطة أن تقوم بعملية تغيير وفي نفس الوقت لا تملك السلطة من السيولة المادية ما يساعدها على ذلك وبالتالي اعتمدت كثيرا على الدول المانحة التي وعدت بالكثير ومنعت الكثير ومازلنا نعاني من هذا المنع المتواصل .  وهناك أخطاء في السلطة تتعلق بأفراد عليهم تحمل مسئولية أخطائهم وعلى السلطة أن تحاسبهم .  ولكن في هذا الظرف الصعب وفي ظل انعدام وجود تشريعات ورقابة لا يتسنى لها ذلك فلابد بعد الانتخابات التشريعية عندما يكون هناك مجلس تشريعي قوي يستطيع أن يحاسب ويراقب ويتابع .  *هل نحن على عتبة قيام الدولة الفلسطينية ؟  -نعم نحن على عتبة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف فنضال الشعوب لا يقاس بالأيام إن نضال الشعوب يقاس بالأجيال ويقاس بالعقود لذلك فإن العالم يدرك أن قيام الدولة آت لا محالة ولكن ليس قريبا جدا وان كل العراقيل الموجودة حاليا من قبل الإسرائيليين ، لمنع قيام الدولة الفلسطينية لمنع أن يكون المجلس تشريعيا وأن يكون تمثيليا فقط ومحاولتهم إغلاق الممثليات الفلسطينية ونشاط منظمة التحرير الفلسطينية بالخارج ومنع دائرتها السياسية كل هذا بسبب أن كل هذه المركبات أو المؤسسات مجتمعة يعني استكمال عملية بناء الدولة في ك ل مؤسساتها الداخلية وستكون القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية بإذن الله     حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في لقاء أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح    * لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية    * علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة                   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13    حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في لقاء أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح    * لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية    * علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة                   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13      حاوره: محمد توفيق أحمد كريزم     في لقاء أحمد نصر عضو مرجعية حركة فتح    * لا نستطيع الوصول إلى المؤتمر الحركي السادس إلا إذا أطرنا وهيكلنا وعقدنا المؤتمرات الحركية    * علينا أن نعيد صياغة أنفسنا وأفكارنا وصياغة مناهج عملنا حتى نستطيع أن نتواءم مع المرحلة المقبلة                   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13   نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13


نشر  بتاريخ - 10/يناير / 1996 - مجلة الساحل الفلسطيني - عدد 13

الإعلامي محمد توفيق أحمد كريزم
بواسطة : الإعلامي محمد توفيق أحمد كريزم
رئيس تحرير ومدير عام وكالة أخبار المرأة www.wonews.net
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-